لحج (المندب نيوز) ناصر الخبجي
ندرك ان هناك ضغوطات من اجل الحرب والعودة الى الحل السياسي بدلاً عن الحسم العسكري الذي يبدو ان أمده بعيدا نتيجة لعدة عوامل يمكن ان يستقرؤها المتابع.
لقد حاول التحالف العربي بصورة مستعجلة استمالة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الى صف التحالف من خلال فك المخلوع لشراكته مع مليشيات الحوثي في صنعاء، وقيادة انتفاضة من داخل صنعاء، وهذه كانت نهايتها دراماتيكية وفشلت بشكل ذريع ونتج عنها مصرع المخلوع صالح بصورة بشعة ومن ثم انتقام تاك المليشيات من المواليين له وزرع الرعب بين اوساط المعارضين لتلك المليشيات… كاسلوب من اساليب قذف الرعب في نفس من يفكر بضرب مليشيا الحوثة من داخل صنعاء.
يترائى للمتابع حقيقة ان خيارات التحالف ضاقت بعد مصرع صالح، ويظهر ان التحالف اختار التقارب مع الاخوان المسلمين حزب الاصلاح لاعطاءه فرصة جديدة لمواجهة الحوثي في صنعاء، ولعلها فرصة اخيرة لإمكانية الحسم العسكري واسقاط مليشيات الحوثي واعادة الرئيس هادي الى صنعاء كرئيس شرعي.
ما يلاحظ ان التقارب الفجائي بين قيادات التحالف العربي وقيادات الاخوان باليمن، لم يكن مجرد اجتماع او لقاء ولم يقتصر على ما تحدثت عنه وسائل الاعلام، فربما ان الحقيقة هو فيما لم يعلن عنه، وربما هناك اتفاقات وشروط ووعود، عادة لا يتم الاعلان عنها بشكل رسمي بقدر ما هي في اطار السرية المؤقتة وستتضح لاحقا عندما تحين لحظة نتائج ما تم الاتفاق عليه في حالة السلب او الايجاب.
الى هنا تبقى الامور قيد الحركة المكررة المقرونة بجمود مشهد الحرب، مع تزايد معاناة الناس وتواصل الانهيار الاقتصادي وتفشي الاوبئة والامراض.
وما لم تحدث تحولات جديدة ميدانيا بدرجة رئيسية ونقصد بها ما يخص شؤون صنعاء ومعارك دخولها واسقاط الحوثيين، فان الامور ستبقى على حالها، وسيزداد الفشل ترسخا وتوسعا…
هنا في الجنوب، يتوجب الأخذ بأسوأ الاحتمالات، سواء من قيادة المجلس الانتقالي، او مناصريه… بل ومن كل الشعب الجنوبي.
علينا جميعا ان نعرف، أن قيادات الاخوان بل واي قوى سمالية اخرى من اولوياتها قبل استهداف الحوثيين استهداف اي حامل لمشروع الجنوب وقضيته… هذا ما يحدث اليوم مع المجلس الانتقالي الجنوبي وما حدث مع المقاومة الجنوبية او الحراك الجنوبي.
هذا ضمنيا ما يعبر عنه الاعلام الرسمي وغير الرسمي بوسائل اعلام الاخوان.
هناك عداء مباشر وحاقد للمشروع الجنوبي وقيادته وحامليه، وهذا العداء الغير مبرر يجعل من الاخوان معادين للاستقرار وتحرير محافظات الجنوب، ويشير الى تورط مباشر او غير مباشر بتقويض الاستقرار الامني والسكينة العامة.
هنا، تضع المرحلة قيادات الجنوب من مختلف مشاربهم السياسية والاجتماعية حراك ومقاوم امام تحدي حقيقي، لاثبات وجود وحماية المكتسبات التي رويت بدماء جنوبية زكية، فإما ان ينتصروا لدماءالشهداء والجرحى ولقضيتهم الوطنية الجنوبية ومشروعها المتمثل باستعادة استقلال دولة الجنوب، او التسليم لما يقرره الاخرين ويرتضوه لهم.
علما ان الجنوبيين وثورتهم كانوا أول من رحب بعاصفة الحزم بدون شروط من اول لحظة إعلانها وقاوم الجنوبيين بكل اخلاص الى أن صنعوا اول انجاز لعاصفة الحزم من خلال تحرير مدن ومحافظات الجنوب، وليس اخرها مديريتي بيحان وعسيلان بشبوة. وكذلك وصولا الى المخاء والحديدة داخل اراضي العربية اليمنية تعبيرا فاعلا عن واحدية المصير بين الشعب الجنوبي واشقاءه دول التحالف العربي، والذي نأمل ان يكون الطرف الاخر مدركه تمان وغير تاركه.
وبعد كل هذا لم يتم التعامل مع الجنوبيين، كشريك فاعل وفق رؤية واضحة من الشرعية او من التحالف العربي، وذلك يعد غموضا في الاستراتيجية وتحولات السياسة ومواقفها.
لهذا لابد من تقييم سياسات والتحالفات وفق النوايا والممارسات، فمن جهة المقاومة الجنوبية والقيادات الجنوبية، هناك نوايا حسنة ومثبتة بالدم.
يجب واعادة النظر والبحث عن اتفاق سياسي ورؤية مستقبلية مضمونة وواضحة المعالم. ما لم فليتم الكف عن تخدير الارادة الشعبية الجنوبية وتقييد حريتها في التعبير عن مشروعها وعلاقتها السياسية المستقبلية مع من تعتقد أن يكون حليف إستراتيجي.