“عدن” الشباب المتجدد والمدينة التي لا تكف عن الحلم والأمل

254

 

 

عدن (المندب نيوز) كتب : قاسم المحبشي

 

اليوم تستأنف كلية الآداب رحلتها الأكاديمية بافتتاح الدورة الامتحانية الأولى للعام الأكاديمي ٢٠١٧-٢٠١٨م

 

 على الرغم من قسوة الحرب والدمار والحصار الذي  تعيشه عدن منذ ٢٣ عاما الا أنها لم تستلم لمشيئة الشر والأشرار، فهاهي تقتنص لحظات الهدوء العابرة لتعاود الحلم والأمل بالحياة التي تستحقها وتبوح بما يختلج في أعماقها من أشواق إبداعية  علمية أكاديمية مدنية ثقافية  متقدة للانطلاق في فضاءات المستقبل الأجمل. إنها عدن حورية البحار وأميرة المدن القديمة والجديدة المسكونة بالنار الأبدية، التي لم ولن تخمد أبدا، منذ أن صنعها الخالق الباري المصمم العظيم بهذه الهئية الطبيعية الباذخة السحر والجمال، فمن يشبهك من؟! . عدن عبقرية المكان وملحمة التاريخ، هي المدينة المتفردة بجمالها الأسطوري، فيها فقط يتعاشق البحر والبر والجبل بتناسق جميل؛ فشواطؤها ليس لها مثيل، وميناؤها كان وسيظل ثاني أهم موانئ الدنيا، كم هي المدن التي مررتم بها في  بلاد الله الواسعة ؟! ولا مدينة تشبها من حيث التصميم والتشكيل والموقع والروح والفن، ولكن تظل الجغرافيا حضورها بوسائل شتىء، أما التاريخ فهو ذاكرة المكان والزمان! هنا والآن يعاود التاريخ المقاومة والحضور بكل ما يمتلكه من إرادة وقوة، وبتنويعات مختلف الألوان واﻷشكال، صباح اليوم استأنفت كلية الآداب مسيرتها الأكاديمية بافتتاح الدورة الأمتحانية الأولى للعالم الجامعي الحالي ، لحصاد ثمار جهودهم وجهود معلميهم في الفصل الدراسي الأول.

 ذهبت مع عميد الكلية الدكتور علوي عمر مبلغ لتفقد الدور الامتحانية في أكبر أقسام الكلية قسم الصحافة والإعلام، ووجدنا الطلاب والطالبات من الأربعة المستويات يتسابقون على الجلوس في مقاعد المدرجات بحماسة وهمة ونشاط مبديين استعدادهم وتلهفهم الجميل لاستلام اسئلة الامتحانات والانكباب للإجابة عليها بهدوء

رغم أن معظهم قدموا الى الكلية سيرًا على الأقدم بسبب الأزمة الخانقة التي تشهدها عدن منذ أيام بالنفط ومشتقاته، ممن تسبب في شل شبه جزء لحركة المواصلات في المدينة فضلا عن غلاء الإسعار وانعدم فرصة العمل بسبب الحرب التي التهمت الأخضر واليابس وجففت الحرث والنسل، إذ بلغت نسبة الشباب والشابات من حملت الشهادات الجامعة العاطلين عن العمل في مدينة عدن هذا العالم ٧٥٪‏ وهذه نسبة تفوق المستوى الأقصى للبطالة في المعايير العالمية بثلاثة أضعاف. لكن عدن القادمة من قلب النار وشبابها الافذاذ الذين حدتهم الحروب والتجارب القاسية منذ أن وجدوا أنفسهم على هذه الأرض المسممة بالعنف والفساد والخراب.

وتلك إرادة المقاومة التي لا تنثني ابدا رغم كل الرزايا والمحن. سعدت بحرص الطالبات والطلاب على حضور الامتحانات بهذه الظروف البالغة السوء والتردي. إذ وجدت مدرجات الامتحانان مكتظة بأجساد نحيلة أنهكها الحرب والفساد ولكنها رغم كل شيء احتفظت برؤوس قوية وعيون جريئة يجيد النظر الى المستقبل وعقول وأفئدة سليمة تنبض بالحياة والحلم والأمل. تهنينانا الحارة لطلابنا وطالباتنا الأعزاء بوصلهم الى هذه اللحظة الانتقالية الهامة

التي تنقلهم من فصل الى آخر وتمنياتنا لهم بالتوفيق والنجاح، امتحنوا وعين الله ترعاكم، وغدا لناظره قريب انشاءلله. ويحفظكم الرحمن الرحيم ودمتم بخير وسلام .

 

وهاكم بعض وقائع الامتحان في قسم الصحافة والإعلام بحضور رئيس القسم الدكتور محمد علي ناصر وبعض أعضاء الهئية التدريسية والتدريسية المساعدة ومنهم الدكتور عبدالله الحور رئيس القسم السابق.

LEAVE A REPLY