تقرير خاص:الرصاص الراجع الموت السريع والقاتل المجهول

945
معظم الحالات التي أصيبت بالرصاص الراجع خلال الفترة الماضية تلقت الإصابات في مناطق حساسة منهم من أصيب في الرأس والرقبة والأكتاف وهي إصابات خطيرة تتسبب بالوفاة المباشرة.
معظم الحالات التي أصيبت بالرصاص الراجع خلال الفترة الماضية تلقت الإصابات في مناطق حساسة منهم من أصيب في الرأس والرقبة والأكتاف وهي إصابات خطيرة تتسبب بالوفاة المباشرة.

 

المكلا(المندب نيوز)عبدالله مسيعد

 

غادر أحمد ذو الأربعة عشر ربيعاً منزله عصراً ركب دراجته النارية، قاصداً ملعب كرة القدم بمدينة سيئون لمشاهدة مباراة في الرياضة التي يعشقها ويمارسها أحمد أوقات فراغه، جلس أحمد كما يفعل كل مرة على المدرج الشرقي للمنصة الرئيسية، ولا يعلم ما يخفيه له القدر بذلك اليوم ولم يتوقع بأن يكون هو الضحية!

 

بدأت مجريات المباراة وكان أحمد مستمتعاً ومتفاعلاً معها، في حينها كانت الدماء تتطاير منه وتسيل على ملابسه دوان أن يشعر بها ليراها صديقه خالد الذي كان جالساً بالجهة اليسرى منه، يصرخ بصوت عالي مستغرباً ما هذه الدماء يا أحمد !!

 

لم يستوعب أحمد الموقف والدماء تملأ ملابسه، نقل سريعاً للمستشفى ليتلقى الفحوصات الطبية اللازمة، ليخبرهم الدكتور أن الذي أصابه رصاصة استقرت في كتفه الأيمن وتسببت له بنزيف فقد على أثرها كمية كبيرة من الدم، وسط ذهول الحاضرين!  ليطلب الأخير أشخاص للتبرع لسد حاجة أحمد من الدم.

 

هكذا كانت قصة أحمد مع الرصاص الراجع الذي يطلق وبكثافة مع الأعراس والمناسبات في مناطق حضرموت لنكتشف من خلال تقصينا للحقائق بأنها ليست الحالة الوحيدة من ضحايا الرصاص الراجع، بل هناك عشرات القصص المماثلة لقصة أحمد.

 

قرارات السلطة لم تنفذ لماذا؟

 

وبعد تزايد أعداد ضحايا الرصاص الراجع التي تقيد دوماً ضد مجهول، ومعها تعالت أصوات النشطاء والإعلاميين ونخب المجتمع سارعت السلطة المحلية بوادي حضرموت لإصدار قراراً يقضي بمنع إطلاق النار في المناسبات والأعراس في مديريات الوادي والصحراء.

 

 

وألزم القرار الذي حمل رقم (96) لسنة 2016م المحرر بتاريخ الـ 20 من سبتمبر من العام الحالي 2016م، مدراء عموم مديريات الوادي والصحراء ومدراء عموم مكاتب فروع الوزارات والمؤسسات والهيئات والمصالح والأجهزة الحكومية بالوادي والصحراء تنفيذ ذلك القرار.

 

ويرى مراقبون أنه من المستحيل تطبيق القرار مالم تكن لدى السلطة أجهزة أمنية قوية قادرة على تنفيذ تلك القرارات بحق المخالفين ” كان من كان “، برغم ما نصت عليه المادة الثانية من القرار القاضي بتكليف اللجنة الأمنية بالوادي والصحراء بتنفيذ القرار وضبط المخالفين، لكن ضعف الأجهزة الأمنية حال دون تطبيق تلك القرارات لتكون حبراً على ورق وحبيسة الادراج.

 

ويعتقد الصحفي محمد سليمان عبر حديثه لـــ”المندب نيوز” أن موضوع إطلاق النار أخذ منحنى نفسي أكثر من كونه عادات فمن يحمل السلاح ويطلق النار في الأفراح هو يسعى في حقيقة الأمر لإكمال ضعف كبير في شخصيته ويحاول جاهداً إثبات رجولته وشجاعته.

وأضاف أن سبب تفاقم الظاهرة وانتشار تلك التصرفات ” يعود إلى ضعف السلطة المحلية ومن خلفها الجهات الأمنية بوادي حضرموت التي لم تتخذ اجراءات ضد المخالفين وجميع قراراتها مجرد حبر على ورق “.

 

ضحايا وأرقام مخيفة!

 

تحصل موقع -المندب نيوز – على وثيقة تظهر بالأرقام عدد المواطنين الذين تعرضوا لإصابات كان سببها الرصاص الراجع، وتظهر الوثيقة تعرض أكثر من 14 حالة خلال العام الجاري 2016م، البعض منها فارق الحياة والبعض الآخر لازال يعاني تأثيرات الإصابة حتى اليوم.

 

وقال مصدر طبي لـــ”المندب نيوز” أن معظم الحالات التي أصيبت بالرصاص الراجع خلال الفترة الماضية تلقت الإصابات في مناطق حساسة منهم من أصيب في الرأس والرقبة والأكتاف وهي إصابات خطيرة تتسبب بالوفاة المباشرة.

 

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ” أن بقية الإصابات قد تتسبب بأمراض مزمنة للمصابين منها الشلل والتسمم والالتهاب، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين. 

 

التوعية والإرشاد سبيل

 

مع تزايد ضحايا إطلاق النار بالأعراس والمناسبات أصدر مكتب وزارة الأوقاف والإرشاد بوادي حضرموت تعميم هام موجه إلى خطباء المساجد بمديريات وادي حضرموت، التعميم الذي تلقى المندب نيوز نسخة منه جاء فيه ” نظراً لبروز ظاهرة إطلاق النار في الأعراس وما آلت إليه من عواقب كبيرة قتل بسبب الرصاص الراجع الكثير وبلغت عدد الإصابات أكثر من سبع إصابات في شهر سبتمبر بين قتيل وجريح.

“وعليه طلب مكتب الأوقاف والإرشاد بوادي حضرموت من خطباء الجمعة الحديث حول التحذير من هذه الظاهرة وعواقبها، وحث مكتب الأوقاف والإرشاد خطباء الجمعة إلى تذكير الناس بخطبة الجمعة بعقوبة إطلاق النار وما أعده الله لقاتل النفس وحث المجتمع على المشاركة في التصدي ونبذ هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع الحضرمي.

 

وقال مدير عام مكتب وزارة الأوقاف والإرشاد بوادي حضرموت الأستاذ مراد صبيح في حديثة لـــ”المندب نيوز” إن الدور الكبير الذي يلعبه خطباء المساجد في التوعية والنصح والإرشاد وتقبل المواطنين له من أهل العلم والصلاح لتوعية المواطنين من أخطار إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس والمناسبات ’ وخلق رأي عام لدى المواطنين لنبذ الظاهرة، وقد لوحظ ذلك خلال الفترة الماضية “.

LEAVE A REPLY