المكلا (المندب نيوز) خاص
الرسائل للجنوب والعين على صنعاء
“الوحدة” مقدسة في الشمال والجنوب والأقاليم ليست تقسيم لليمن
من يروج لخلافات بين الإصلاح والحراك والإصلاح ودولة الإمارات يخدم إيران
استمرارية الحرب سببها تماسك تحالف الانقلابيين وتنافر تحالف الشرعية
نفى القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، وعضو مؤتمر الحوار اليمني، صلاح باتيس، أن يكون الحزب مرتبط تنظيميا أو سياسيا بجماعة الاخوان المسلمين، كما أنه استغرب من الحديث عن وجود خلافات بين الإصلاح والحراك اللذان اتفقا معاً في القتال إلى جانب الشرعية والتحالف ضد الحوثيين وعصابات المخلوع صالح، كاشفا في حوار خاص لـ”المندب نيوز” عن فحوى اللقاء الذي ضمه بالرئيس الجنوبي علي سالم البيض، معترفاً في الوقت نفسه بتنافر تحالف الشرعية، مقابل تماسك تحالف الانقلابيين ( الحوثي وعفاش)، ما أدى إلى طول أمد الحرب.
إلى التفاصيل…
– نبدأ من إعلان تبرأ حزب الإصلاح من جماعة الأخوان المسلمين، هل هذا الإعلان المتأخر تكتيكي أم أنه نابع عن قناعة سياسية بأن مصلحة اليمن لا بد أن تقدم على كل الاعتبارات؟
لم يكن يوم من الأيام التجمع اليمني للإصلاح مرتبط تنظيميا أو سياسيا بالإخوان المسلمين، لكي نقول أنه تبرأ منه، ولكن للأسف الضخ الإعلامي الغير مبرر ضد الإصلاح جعل الإصلاح يرد على هذه الشبهة بوضوح أكثر، ويبين أنه حزب سياسي يمني يخضع لقانون الأحزاب في اليمن، ولا تربطه أي علاقة تنظيمية أوسياسية بالأخوان أو أي تنظيم خارج اليمن.
الشرعية تهاجم نفسها
– ألا ترى أن استمرارية الحرب مؤشر على فشل كل الأطراف، ولهذا بدأت الضغوط الدولية تطالب بسرعة إيقافها؟
استمرارية الحرب سببها تماسك تحالف الانقلابيين ( الحوثي وعفاش)، وتنافر تحالف الشرعية للأسف، لأن بعض مكونات المقاومة والشرعية، لاهم له إلا مهاجمة الشرعية وقياداتها، وبعض مكوناتها ونشر الإشاعات ضدهم… رغم المصير المشترك، واستهدافنا جميعا من قبل مليشيات التمرد والانقلاب.
للإصلاح دور وطني
– دائما الاتهامات تلاحق حزب الإصلاح في كل انتكاسة سياسة أو عسكرية في الأزمة اليمنية، كان اخرها قصف صالة العزاء في صنعاء. كيف ترد؟
دائما الاتهامات ضد الإصلاح تشنها مطابخ عفاش والحوثي وإيران، ويتلقاها ويروج لها من يجهلون حقيقة الإصلاح، ودوره الوطني الكبير مع كل القوى السياسية الوطنية الخيرة في اليمن.
إعلام الشرعية والجيش الوطني
– من أكثر الشعارات استهلاكا خلال الحرب اليمنية “تحرير تعز” و”قادمون ياصنعاء”. من غير الالة الإعلامية لحزبكم يروج هذه الشعارات التي أصبحت مثل الفقاعات التي سرعان ما تتلاشى؟
شعارات المقاومة التي تحمل تحرير تعز وصنعاء، وقبلها تحرير عدن ومأرب وحضرموت… ينشرها إعلام الشرعية والجيش الوطني والمقاومة الشعبية والتحالف العربي بقيادة السعودية، ويثير الشكوك والشبهات حولها إعلام الحوثي وعفاش وإيران.
اتفاق على تأييد الشرعية
– البعض يعتقد أن الخصومة بينكم وبين الحوثيين لا تتساوى بمنسوب عداءكم الغير مبرر للحراك الجنوبي، رغم أنه لم يدخل معكم في حرب أو صراع مسلح؟
لا توجد أي خصومة أو عداء بيننا وبين أخواننا في الحراك الجنوبي، وكذلك أخواننا في جميع المكونات التي تؤيد الشرعية وتقاوم الحوثي وعفاش وميليشياتهم الانقلابية، ومن يروج أو يريد أن ينشر الفتنة بين الإصلاح والحراك، لا يخدم إلا المشروع الإيراني في اليمن.
لقاء الرئيس البيض
– التقيتم في الرياض بالرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض من الذي طلب اللقاء ومالذي دار فيه، ولماذا تحرضون على الهجوم على الرجل وتياره باستمرار؟
أنا طلبت اللقاء بالأخ علي سالم البيض، عندما جاء إلى الرياض، وكان أول لقاء بيننا استمر لساعة ونصف تقريباً، بحضور أبنه عمرو، وكان اللقاء إيجابي وشفاف، واتفقنا على التحالف ضد المشروع الإيراني في اليمن، ومع التحالف العربي بقيادة السعودية، حتى النصر إن شاء الله.
الفضل لأحرار اليمن
– ألا تدينون بالفضل للجنوبيين في كسر شوكه المد المجوسي الذي كان سيسيطر على كل اليمن؟
لكل أحرار اليمن جنوبا وشمالا وشرقا وغربا، دور كبير في كسر شوكة الحوثي وعفاش، وكان لأبناء الجنوب دور كبير في تحرير المحافظات الجنوبية، ولاتزال جهودهم مستمرة مع أخوانهم في الشمال لتحرير تعز وصعده، وكل اليمن حتى نلتقي جميعا في صنعاء، منتصرين بإذن الله، ومعنا أخواننا في التحالف العربي، وهذا يحسب لكل حر ووطني وقف ضد التمرد في اليمن.
مقاومة أخطر مشروع في اليمن
-ما هو ردكم على من يقول بأن الثورة الشبابية “الفاشلة” هي التي أدت إلى الوضع الكارثي الذي نعيشه اليوم؟
الثورة الشبابية، ليست فاشلة، والحراك الجنوبي كذلك ليس فاشل، لأن الجميع الآن جنبا إلى جنب يقاوم أخطر مشروع في اليمن، ولولا ثورة الشباب والحراك بعد الله عز وجل ما كشف الحوثي وعفاش عن وجههم القبيح، ومشروعهم الخطير حتى يتمكن ويهدد الخليج الحرمين الشريفين، ولكن لله الحمد، ثم للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية، وكل دول التحالف العربي، الذين وقفوا مع الشعب اليمني وحكومته الشرعية هذه الوقفة الشجاعة.
جهد شخصي وعمل خيري
– غيابك عن أرض الوطن وتنقلاتك ما بين الرياض وتركيا، جعلت الناس يشبهوك بأعضاء حكومة بن دغر الدائمة الترحال والسفر، فهل أنت مهدد من جهة ما، أم أن الأوضاع في حضرموت غير مناسبة لعودتك؟
بالنسبة لي ليست لي صفة رسمية وكل الصفات التي أحملها طوعية، ولدي أعمالي الخاصة وجهودي الشخصية في العمل الخيري والإنساني والسياسي والإعلامي والثقافي، لخدمة وطني وأمتي، وكل تنقلاتي، وتحركاتي على حسابي الشخصي، ولا أبتغي بذلك إلا وجه الله ولن أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل.
وبخصوص حضرموت فأنا أنزل إليها دائماً، وقبل شهرين فقط زرت جبهات ومعسكرات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمأرب والجوف وشبوه، وزرت أهلي في حضرموت ثم عدت إلى الرياض.
مصير واحد
– خلافكم مع الإمارات الدولة الرئيسية إلى جانب السعودية في التحالف العربي، ألا يضعف جهود حسم الحرب والقضاء على التمرد؟
لا يوجد بيننا وبين أشقائنا في الإمارات أي خلاف، وبالعكس نشكرهم على جهودهم وتضحياتهم من أجل اليمن، فقد اختلطت دماؤهم بدماء اليمنيين على أرض الواقع وهم جنبا إلى جنب مع دول التحالف والشرعية والجيش الوطني والمقاومة الشعبية، حتى النصر بإذن الله، ومن يروج للخلافات إنما يريد أن يشتت المقاومة ويضعف التحالف العربي، لصالح إيران.
الشرعية ستنتصر
– ألا تعتقد أن الحرب اليمنية دخلت مرحلة الإستنزاف بدلاً عن الحسم بالضربة القاضية؟
الحرب في اليمن استنزاف للجميع سواء جانب الشرعية أو المتمردين، ولكن من تسبب في هذه الحرب هو الخاسر وستنتصر الشرعية في نهاية الأمر، بفضل الله ثم بدعم التحالف العربي طالت الحرب أو قصرت.
لن نحارب أنفسنا
– هناك من يرى بأن لحزب الإصلاح قوات كبيرة لم يزج بها في الحرب، وأنه يحتفظ بها لقتال الجنوبيين في حال قرروا الانفصال، هل هذا صحيح؟
حزب الإصلاح بمالديه من إمكانيات مادية وبشرية وهبها للوطن، ويقدم ما يستطيع إلى جانب كل القوى الوطنية والمخلصين من أبناء اليمن، وقد استشهد من شباب الاصلاح وقياداته الكثيرون في الجنوب والشمال فكيف سيحارب نفسه لأن الإصلاح موجود في الجنوب والشمال، ولكن للأسف مطابخ عفاش والحوثي وإيران تروج لهذه الاشاعات، ولايصدقها إلا ضعاف النفوس والمخدوعين بها.
طريق النصر للوطن
– استشهاد قائد كبير بحجم الشدادي إلا يثير علامات استفهام كبيرة في مدى ضعف جبهتكم الداخلية؟
عندما تقول أن استشهاد الشدادي، رحمه الله، يدل على ضعف جبهتنا، وكأنك تمثل جبهة أخرى، وليست جبهة الشرعية ومع ذلك نقول لقد استشهد قبله الكثير من القادة رحمهم الله أمثال القشيبي وباحاج والربية وقطن والجماعي وجعفر محمد سعد وقوافل من الشهداء… الذين نسال الله أن يتقبلهم وهذا هو طريق النصر للوطن الذي نعلم جميعا أن فاتورته كبيرة، ولكن العاقبة للمتقين.
هادي خط أحمر
-البعض يعتقد بأن الرئيس هادي مسير من الإصلاح، تعييناته في السلك الدبلوماسي معظمها لكوادر في الإصلاح، والسلك العسكري كذلك، اخرها قرار تعيين نجل المخلافي، قائد منطقة عسكرية في تعز، هل دخلتم في سباق مع الحوثيين للاستيلاء على المناصب تحسبا لتوقف الحرب؟
استهداف الرئيس هادي واتهامه إنه مسير من حزب أو مكون معين وهو الرئيس التوافقي لكل اليمنيين، لا يخدم الا عفاش والحوثي، والتشكيك في قرارات الرئيس تشكيك في شرعيته، ولكن رئيس الجمهورية حوله مستشارون من جميع المكونات السياسية، ولم نسمع أحدا منهم قال أن الرئيس مسير من الإصلاح أو غيره، ولم نسمع هذه الإشاعات إلا في إعلام ايران والحوثيين وعفاش.
عهد تاريخي
– إذا عرضت عليكم قيادات في الحراك الجنوبي، أو المخلوع صالح، أو الحوثي، التحالف وطي صفحات خلافات الماضي مع من تفضلون الانضمام، ولماذا؟
إخواننا في الحراك الجنوبي لهم منا كل الحب والتقدير، ونحن وهم تحالف واحد وجبهة واحدة، مع كل الوطنيين ضد التمرد الذي يقوده عفاش والحوثي، ونحن والحراك، وكل من شارك في مؤتمر الرياض لإنقاذ اليمن بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وإخوانه قادة التحالف العربي، بيننا عهد هو إعلان الرياض التاريخي ولن نحيد عنه أبدا.
مع الإجماع الوطني
– ما هو موقفكم من قيام الدولة اليمنية الاتحادية، وخيار الاقاليم؟
الدولة الاتحادية من ستة أقاليم هي شكل الدولة ضمن مخرجات الحوار الوطني الشامل، الذي كان الإصلاح أحد المكونات المشاركة فيه، والمؤيدة لهذه المخرجات، ولن نخرج عن الإجماع الوطني، ونحن مع الشراكة الحقيقية في السلطة والثروة ونظام الأقاليم… الذي يعتبر الحل المناسب لكل اليمنيين ويدعمه العالم بمحيطيه الإقليمي والدولي.
فشل إدارة الوحدة
– الوحدة في شريعة قيادات الإصلاح “مقدسة”، لكن أليس نظام الأقاليم يعتبر إنهاء للوحدة وتقسيم اليمن أجزاء؟
الوحدة مقدسة ليس لدى الإصلاح فقط، بل ولدى كل أبناء اليمن وأبناء الجنوب والشمال منذ 1967م، وهم يناضلون من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية، وتنفيذ الخطة الخمسية، وتحقيق الوحدة اليمنية واعتبروا يوم تحقيقها عام 1990م يوماً تاريخياً، ولكن للأسف من أدار الوحدة فشل، وأفسد ودمر آمال الشعب، وتسلط على رقاب الناس وهمش الكوادر وظلم المواطنين وكان أكثر الظلم على أبناء الجنوب خاصة بعد حرب عام 1994م لكن الدولة الاتحادية ستكون أقوى وأكثر تماسكا وعدلا، إن شاء الله، لذلك فنحن مع مخرجات الحوار الوطني الشامل كاملة. والأقاليم ليس تقسيم وإنما توزيع إداري.
