إلى المصابين “بالحول السياسي”..! مقال لــ حمزة عوض

340

 

 

أصابني الخوف مما تشهده بلادي هذه الأيام من تنامي في عدد المصابين “بالحول السياسي” ، فتجد الكثيرين ممن يمارسون السياسية ويخوضون غمارها أو ممن يثيرون اللغط حولها ويثرثرون فيها قد أصابهم انحراف في كيفية النظر للسياسة ، فالسياسة والغاية من ورائها – بكل بساطة – تعني سياسة أمور الشأن العام لتحقيق مصالح الشعب واستقراره ورخاءه.. وحجر الزاوية في ذلك الإهتمام بالمواطن ” بناء الإنسان ” .

 

 ولكن عندما تتفشى الإصابة “بالحول السياسي” ينحرف النظر السياسية من التركيز على المواطن “الإنسان” إلى التركيز على شكل الدولة والنظام السياسي – كما يحدث في بلادنا – فترى كل الصراع والصراخ والهياج  – بين المشتغلين والمنشغلين بالسياسة – على شكل الدولة والنظام السياسي مع أن قرار البت في هذا الأمر لن يكون لي ولا لك ولا لنا جميعا.. بل سيكون القرار هو قرار اللاعبين الدوليين وأصحاب حق الفيتو.. في النهاية .

 

ألست تتساءل معي – أيها القارئ – لماذا لاتوجه كل هذه الجهود والطاقات التي تهدر في (مسألة شكل الدولة)  –  وهي أمر قراره الأخير ليس بيدنا بعد – إلى الإهتمام بالمواطن ” بناء الإنسان “.

 

فمن بين كل أطروحات (شكل الدولة) المفترضة لا توجد وصفة سحرية ، لقد جربنا كل شيء.. ألم نكن في ما يشبه شكل الفدرالية من سلطنات ومشيخات وإمارات وممالك ثم هربنا إلى الأمام فجربنا الدولتين ولما اقتربنا من الفشل هربنا مرة أخرى.. ‘لكن’ إلى الفشل بعينه في شكل الدولة الاندماجية ، إذا فلا داعي أن يزايد علينا أحد في أن شكلا من أشكال الدولة والنظام السياسي “هو الحل” لأن الحل هو ترك “الحول” .

 

لماذا نترك “حولنا السياسي” ونمعن ونركز النظر في تجارب الدول الناجحة في العالم.. ماليزيا.. الصين.. جنوب أفريقيا.. تركيا.. كندا..  والقائمة تطول ، لم نسمع أن السبب في نجاحها وتقدمها هو (شكل الدولة ونظام الحكم) بقدر ما كان السبب في ذلك هو الإهتمام بالمواطن ” بناء الإنسان ” ‘أنا’ ‘وأنت’ و’نحن’ .

 

أخيرا.. (هنا)..  أوجه دعوة لنا جميعا… أن نفرك أعيننا ونعيد النظر إلى واقعنا من خلال الإهتمام ببناء المواطن الصالح في نفسه المصلح لواقعه.. فالمواطن هو “الحل” .

LEAVE A REPLY