تقرير خاص: مخترعوا حضرموت: منصات الانطلاق “أرض جو”

1126

 

المكلا(المندب نيوز)خاص 

 

عمر بن حمدون: نظام الطيار الالي البصري يتيح قيادة الطائرات من دون طيار لمسافات كبيرة في البيئات الغير معروفة

ماجد يادين: تأثرت بشخصية الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، حاكم دبي، وواصلت مسيرتي رغم فصلي من عملي

 

 

قواسم مشتركة عديدة تجمع بين مبدعي وادي حضرموت من المخترعين الشباب، لعل أبرزها روح الإبداع، ومهارة الابتكار، والبيئة الأسرية المحفزة، كلها منصات شكلت رافعة لانطلاقتهم صوب العالمية، فحلق المخترع عمر حمدون في فضاء موهبته الواسع بـ”نظام الطيار الالي البصري”، وضرب ماجد يادين، بفكرة في عمق الأرض ليصمم المضخة الطبيعية لتعويض النقص الحاد في مادة الديزل، كلاهما كانا ضيفا “المندب نيوز” في الحوار التالي…

 

unnamed-38

البداية كانت بلقاء المخترع الشاب، عمر عوض احمد بن حمدون، البالغ من العمر :26 سنة، المؤهل الدراسي بكالوريوس، هندسة قسم ميكاترونكس، تخصص أنظمة وتحكم من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، منتصف عام 2014. عدد المشاركات الخارجية والجوائز التي نلتها هي خمسة لثلاثة مشاريع.

 

 

 

الشغف بمجال الاختراعات

 

 

يقول حمدون، بدأت الشغف بمجال الاختراعات منذ مرحلة التعليم الأساسي والثانوي، بسبب استمتاعي بالمواد العلمية، خصوصاً مواد العلوم والفيزياء والرياضيات. لكن البداية الفعلية تعود لسنتي الثالثة في كلية الهندسة في ماليزيا بداية عام 2013، عندما شاركت في مسابقة الطائرات من دون طيار، التي نظمتها شركة رافال الفرنسية، والذي شجعني على ذلك هم عائلتي و أساتذتي ومعلمي الكرام خلال مختلف المراحل الدراسية خصوصا الأساتذة المشرفين علي خلال المرحلة الجامعية بالإضافة إلى زملاء الدراسة والبيئة الدراسية المحيطة ككل التي تشجع على الابداع والابتكار.  يؤكد عمر أنه تأثر بالأساتذة الذين ساهموا في تطوير مجال هندسة النظم والتحكم.

 

 

 

عالم داخلي وعالم خارجي

 

أما الأكثر بصمة في مساره العلمي الأسرة و المدرسة معاً، السبب في ذلك هو أن الدعم والتشجيع والاهتمام الذي يلقاه التلميذ من أسرته ومدرسته معاً يجعله يبدع ويجتهد أكثر ويصنع المستحيل من أجل أولئك الغاليين عليه سواء الأسرة ( عالم التلميذ الداخلي ) أوالمدرسة ( عالم التلميذ الخارجي ).

 

 

المشاركة الأولى

 

 

unnamedبحكم دراستي في الخارج فإن أول مشاركة لي في معرض علمي يعود إلى منتصف عام 2014، عندما شاركت في المعرض العلمي الذي نظمته جامعتي لمشاريع التخرج على مستوى كليات الهندسة، حيث فزت بالمركز الأول لمشروع تخرجي بعنوان “محاكاة وتصميم أنظمة التحكم لطائرة بدون طيار سداسية الدفع”، من بين حوالي 50 مشروع هندسي مقدم من طلاب قسم هندسة الميكاترونكس.

هذا الإنجاز كان بمثابة حافز قوي لي للمشاركة بعدها في المعرض العلمي الذي أقامته منظمة مهندسي الكهرباء والالكترونيات العالمية المعروفة باسمIEEE، حيث فزت بالمركز الأول في قسم الأنظمة والتحكم لمشروعي “تطوير طيار الي بصري للطائرات بدون طيار رباعية الدفع”، من بين أكثر من 60 مشروع مقدم على مستوى جامعات ماليزيا.

 

منحة مكافأة التفوق

 

وعن أبرز داعميه قال أنهم: معلمي الكرام خلال مراحل دراستي الأساسية والثانوية والدولة التي منحتني منحة دراسية للخارج، بسبب تفوقي العلمي كذلك جامعتي وأساتذتي المشرفين علي في الجامعة.

 

تصميم وتطوير

 

 

يعتبر حمدون أن اختراعاته تتميز بعمق الإطلاع، فإن نظام الطيار الالي البصري الذي قمت بتصميمه وتطويره، هو أول نظام يتيح المجال لقيادة الطائرات من دون طيار بصورة الية لمسافات كبيرة في البيئات الغير معروفة أو الصعبة.

 

مشاركات متعددة

وعن مشاركاته المتعددة تحدث حمدون: في منتصف عام 2015 تم قبول و نشر ورقة بحث علمي، كنت من مؤلفيها الأساسيين في المؤتمر الدولي للروبوت و التطبيقات الصناعية في نيوزلندا. الورقة تتحدث عن تطوير خوارزميات التحكم للطائرات من دون طيار سداسية الدفع كما تم نشرها أيضاً من قبل منظمة مهندسي الكهرباء والالكترونيات العالمية IEEE. لقد اشتركت أيضاً ومثلت جامعتي ضمن الفريق الذي شاركت معه في مسابقة الطائرات من دون طيار للطلاب الدوليين، التي نظمت لأول مرة على مستوى دولة ماليزيا، لمدة عام كامل من قبل شركة رافال الفرنسية بالتنسيق مع الجهات المختصة في ماليزيا، و تم اختيار ملفنا ليكون من بين أفضل تسعة مشاريع تطويرية للطائرات من دون طيار من بين أكثر من 42 مشاركة قدمت للجنة المنظمة.

 

تكريم اعتز به

 

التكريم الذي أعتز به هو تكريمي من قبل ولي عهد مملكة البحرين ووزير الشباب والرياضة البحريني في شهر مايو الماضي، حيث فزت بالمركز الأول في مجال الابداع العلمي فئة(25 – 30 سنة) في جائزة سمو الشيخ ناصر بن حمد ال خليفة العالمية للابداع الشبابي، وذلك لأن هذه الجائزة كانت عالمية والمنافسة صعبة للغاية، حيث تم اختيار مشروعي من بين أكثر من 5000 مشاركة من مختلف دول العالم، قدمت للجنة المنظمة ككل حيث تم دعوتي لزيارة مملكة البحرين و تسهيل سفري رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا. كذلك أعتز أيضا بتكريمي من قبل السلطة المحلية واللجنة المنظمة لحفل تكريم مبدعي مدينة تريم الذي عقد في الفترة الماضية.

 

مصير الاختراعات

 

unnamed-1بالنسبة لمصير الاختراعات التي انتجها أنا وغيري، وتفوز بجوائز فأنه يعتمد على الاتفاق بين المخترع والجهة المنظمة، لكن بشكل عام يكون الاختراع ملك للفرد أو المجموعة التي ساهمت في تطويره، أما عملية التطوير لإدخاله الخدمة، فتمر بمراحل تبدأ بمرحلة إثبات فكرة الاختراع، ثم عمل دراسة جدوى اقتصادية للمنتج الجديد… فإن كان المنتج الجديد مربح يتم الانتقال إلى مرحلة نمذجة الفكرة، وتحويلها إلى منتج مادي أولي يتم اختباره من قبل مجموعة من المستهلكين، ثم يقوم كل مستهلك بتبيان رأيه عن المنتج الجديد من ناحية الشكل و التصميم والمواصفات وغيرها من الخصائص المهمة، وذلك عن طريق أوراق استبيانيه معينة ثم بناء على نتائج الاستبيان يمر المنتج الاولي بمراحل مكثفة من التعديل، والتطوير للوصول إلى المنتج النهائي لطرحه في الأسواق و تحديد سعره.

 

 

الإبداع بين الإيجاب والسلب

 

 

ويؤكد أن الذي يساعد المخترع على الإبداع أو يؤثر سلبا على موهبته الفطرية وإنتاجه الفكري يكمن البيئة المحيطة؛ فإن كانت إيجابية ساعد ذلك على الإبداع والإنتاج الفكري. أما إن كانت سلبية فإنها تؤدي الى العكس.

 

 

نصيحة  جيل المخترعين الهواة

 

 

أنصحهم بالجد والاجتهاد وعدم الاستسلام للصعاب واكتساب العلم والمعرفة الحديثة في المجال الذي يميلون إليه، ومتابعة مستمرة للبحث العلمي في مجالهم، ومعرفة آخر نقطة وصل إليها زملائهم حول العالم للبناء عليها والانطلاق من تلك النقطة لتقديم حلولهم المبتكرة خصوصا للمشكلات التي لم تحل بعد.

 

لقائنا الثاني كان مع المخترع الشاب، ماجد رجب نصر يادين، من مواليد مدينة تريم العمر 33 عاما، متزوج، المؤهل الدراسي: بكالوريوس علوم بيئية جامعة حضرموت. الذي تحدث عن اختراعاته والأفكار التي تراوده قائلاً:

 

البداية بـ2004

 

3

لي العديد من الاختراعات، والأفكار من الاختراعات، منها اختراع المضخة الطبيعية التي تعمل بدون وقود وفزت بجائزة الأمم المتحدة لإفكار الشباب الابتكارية 2013، وشاركت في العديد من المؤتمرات والمعارض الدولية والمحلية عدد 7 مشاركات دولية وهي: في مهرجان الشباب العربي والأفريقي الأول 2004، مرشح من جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا، وأيضا شاركت في اللقاء العربي السادس، الذي نظمته المنظمة الكشفية العربية القاهرة 2005 كممثل عن عشيرة الجوالة بجامعة حضرموت، والمشاركة في اللقاء التحضيري لمؤتمر فكر 6 بيروت2007 الذي نظمته مؤسسة الفكر العربي، ممثل عن جمعية الشباب للتنمية والإبداع، والمشاركة في منتدى جامعة الدول العربية للشباب القاهرة 2007                                       برعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وأضاف أيضا شاركت في معرض ابتكار، بالمملكة العربية السعودية 2013 ممثلا عن اليمن، والذي نظمته موسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، حيث تم ترشيحي من قبل إدارة الملكية الفكرية بجامعة الدول العربية، لحضور المعرض، وشاركت أيضا في مؤتمر التجارب الإنسانية الرائدة، بجامعة أم القرى بمكة المكرمة 2013، وأيضا شاركت في برنامج الرياديين الشباب اويسس 500 الأردن بمدينة الملك حسين للأعمال، ضمن فريق مؤسسة مباردة، ومؤسس لنقابة العمال بالشركة العربية اليمنية للأسمنت المحدودة 2012 وامينها العام، ورئيس مركز خبراء الأرض لحماية البيئة بحضرموت.

 

ابتكار إذاعة FM

 

100_3670hوعن بدايته أوضح:  كانت بداياتي من الأسرة، عندما كنت صغير ابتكرت إذاعة FM داخل المنزل عن طريق مايك اف، أم الفضل بعد الله، يعود للوالدين والأسرة بشكل عام، أما عندما كنت في الجامعة، انخرطت في العديد من الأنشطة الطلابية الجامعية، فكنت أحد مؤسسين عشيرة الجوالة بالجامعة، وأيضا قمنا بتأسيس فرقه المسرح الجامعي، فحبيت العمل التطوعي والشبابي، وسعينا أنا وزملائي لتوسيع أنشطتنا خارج نطاق الحرم الجامعي، فقمنا بتأسيس جمعية الشباب للتنمية والأبداع 2005، فكنت نائبا للرئيس فبدأنا نتواصل عبرالانترنت مع العديد من المنظمات والمؤسسات الشبابية العربية والإقليمية والدولية والأندية العلمية، مثل نادي الكويت العلمي والحمد لله خلال فترة بسيطة، استطعنا أن نحقق انجازات، ومشاريع عملاقة.

 

 

مسابقة البنك الدولي

 

وبالنسبة للابتكار فالحاجه هي أم الاختراع، فكنت أحب تخصصي في قسم البيئة، واحب الاطلاع على التطبيقات الصديقة للبيئة، فشاركت عبر النت في مسابقة البنك الدولي بنيويورك 2005 بمشروع إنتاج الغاز الحيوي، غاز الميثان من المخلفات العضوية، ولم يتم تأهل مشروعي، وفي 2006ضمن فريق التخرج قمت بتطبيق فكرة الغاز الحيوي، كمشروع تخرج بالجامعة، واوصلت أفكر في مشاريع وأفكار جديدة، وبسبب انعدام مادة الديزل في الفترة الأخيرة، فكرت في إيجاد حلول بديلة، ففكرت المضخة الطبيعية التي كانت تطبق في الواقع بطرق بدائية مختلفة غيرعلمية…

فحاولت أن نطبقها بشكل نموذج علمي وصناعي فقدمتها لبرنامج الأمم المتحدة الانمائيUNDP، وفزت بجائزة الأمم المتحدة لأفكار الشباب 2013، وتم تكريمي من قبل مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية 2014 من قبل الشيخ عبدالله احمد بقشان.

 

اويسس 500

 

فيما يخص مشاركتي في اويسس 500 فكانت بفكرة الأجهزة البديلة، التي تعمل بنظام الطاقة الشمسية 12فولت، فالطاقة الشمسية تنتج لنا طاقة  12 فولت، ونحن نقوم بتحويلها إلى نظام 220 فولت، فعملية التحويل مكلفة، وتهدر كميات من الطاقة أثناء التحويل، بالإضافة إلى ارتفاع فولتية الأجهزة المنزلية الحالية، ففكرتي هي الأجهزة البديلة، التي تعمل بنظام  12 فولت، بحيث نستغني عن عمليات التحويل، ونقلل الفاقد في الطاقة، وبالتالي، سوف يصبح استخدام الطاقة الشمسية أقل كلفة ومجديا اقتصاديا.

 

 

جائزة الأمم المتحدة

 

 

التكريم الذي اعتز به، هو جائزة الأمم المتحدة لأفكار الشباب، كونه بمعايير دولية، وبتقييم من خبراء ألمان وهولنديين. فعند مشاركتي في أي معرض أو عندما أفوز بجائزة، يكون المشروع ملك لي إلا في حالة الاستثمار مع رجال الأعمال، مثل حقيبة اويسس 500 فتكون الشراكة بالنسبة مع أصحاب رأس المال، لأن المبتكرين لا يملكون المال فيحتاجون إلى أصحاب روؤس الأموال لتصنيع أفكارهم في الخارج.

 

الخوف من المجازفة

 

 

بالنسبة للرعاية من قبل الدولة، تكاد تكون صفرية العدد، أما القطاع الخاص لازال يعاني من قلة وعي أصحاب روؤس الأموال، والخوف من المجازفه، كما يعتقدون.

 

 

الشخصيات التي تاثرت بها في مجال التطور والإبداع هي‘ الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، حاكم دبي، كشخصية ريادية في العالم.

 

الاعتماد على النفس

 

 

النصيحة التي أوجهها للشباب أن يعتمدوا على أنفسهم، ويكتشفوا مواهبهم، فكل واحد مننا يتقن مهارة أو مهنة معينة أو إبداع معين، فعليه اكتشاف موهبته وتنمبتها وتطويرها، وأن التشجيع هو الذي يساعد المخترع على الإبداع، والتحطيم يؤثر سلبا على موهبته، فالفرق بيننا وبين والغرب (الغرب يشجعون الفاشل حتى ينجح، ونحن العرب نحارب الناجح حتى يفشل).

 

مقعد بلا منحة مالية

 

كما أنصحهم بأن لا يأس مع الحياة، فالكثير يعتقدون أن مسيرة حياتي هذه مفروشة بالورود، لا لا فأنا عانيت بسبب أنشطتي هذه ومشاركاتي فصلت من عملي، وتعرضت للابتزاز والمضايقه هنا وهناك، ولم أتحصل على وظيفة حكومية إلى يومنا هذا… لكن هذا لم يمنعني من مواصلة طموحي، فطموحي في المستقبل، مواصلة دراسة الماجستير، حيث تحصلت على ترشيح من منظمة التربية والعلوم والثقافة “السيسكو” للدراسة في معهد البحوث والدراسات العربية، بالقاهرة، في مجال التراث، ولكن إلى الان لم أحصل على منحة لتغطية نفقات المعيشة، والسفر، ولست منتظرا شيئا من أحد، فسوف اعتمد على نفسي، وسيأتي اليوم الذي كنت اتمناه، وتتحقق كل طموحتي، بأذن الله، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، والحمد لله رب العالمين على كل حال.

 

 

LEAVE A REPLY