الساعة تشير الى العاشرة مساء… لازلتُ أكتب في تلك المذكرة التي تحتوي على الكثير من الخربشات التي أكتبها !
كوب القهوة شبه فارغ ..أريد المزيد ,أعددتُ كوباً آخر! ولازلت مستمرة في الكتابة .
لم أعد أرى بوضوح وكأنَْ غيمة أمام عيناي .. فركتهما ..نعم أصبحت أرى بوضوح الان .. عدت للكتابة لم يتبقى سوى القليل وسأخلد الى النوم .
ومآبين صراع النوم الذي يطالب بحقه ومآبين ثورة الكتابة هكذا كان حالي واستمرت الغيمة الرمادية في الذهاب والإياب أمام عينيّ هي الأخرى ولكن هدة المرة بشكل اقوى !
لحظة .. إنّني أسمع صوتاً “أبي” … “أمي” هل أنتما هناك ؟ لا احد يجيب “ربما يتهيْأ لي ” هكذا بررّت لنبضات قلبي المتسارعة .
“الصوت أصبح واضح بشكل اقوى” تكسير الصحون … صوت حنفية الماء .. أيعقل أنني نسيت اغلاق حنفية الماء !
بخطوات مرتجفة … ونبضات قلب متسارعة .. مع تلاوة بعض الآيات القرآنية التي أكاد أن أنطقها من شدة الخوف، ذهبت لأكتشف ما الذي يحدث ؟
كلما اقتربتُ من ” المطبخ” ازداد الصوت والتكسير ..وحنفية الماء أسمعها بوضوح .. وجسدي يرتجف من الخوف يا الهي ! ماذا يحدث !
“سأتراجع وسأذهب الى غرفتي وأنام ربما يختفي كل هذا الفيلم( الأكشن) الذي أعيشه هكذا كنت أقول لنفسي ، ولكن … لا أعلم من أين أتت لي تلك القوة لتجعلني استجمع قواي المتبقية وأتجه صوب المطبخ ولأعلم بمصدر الصوت .
فتحتُ باب المطبخ هل من أحد هناك ؟ لا مجيب ..
تحركتْ احدى الكراسي الأربعة الموجودة داخل المطبخ و يا له من موقف .. خارت قوّاي .. يا إلهى أريد أن أهرب .. لا أستطيع .. قدماي لا تتحركان .. التكسير يزداد، أرى الصحون وهي تتطاير أمامي وتنكسر أرضاً ، الماء يندفع بقوة من الحنفية ويصدر ذاك الصوت المخيف ! الرياح اشتدت دون سابق إنذار …النوافذ تتضارب ببعضها البعض .. وكأنهنّ في معركة انتقام !
صوت الرياح مخيف جداً وكأنه صوت امرأة تعسرت ولادتها فلم تلجأ إلّا إلى الصراخ ! أمّا بالنسبة لي فلازلت لا اقوى على الحراك … أصبحتُ أصيح بشدة لعلّ أحد ما يسمعني أبي ..أمي ..أخي لكن لا جدوى .
وكأنَّ لا أحد يسكن في هذا البيت سواي ! وفي ظل كل هدة الأحداث لازلت أحاول الحراك ولكن باتت كل محاولاتي بالفشل .. فجأة … إذا بي أرى شخص قادم نحوي … ازدادت نبضات قلبي ،زاد صراخي بشدة … ما الذي يحمله بيده … يا إلهي إنها سكين مغطاه بدماء ..ساعدني يا الله لا تقترب …أرجوك …لم افعل بكَ شيء.. اتركني.
لا فائدة…إنه يقترب مني … يا إلهي لقد دنت نهايتي… وضع يده على كتفي !
وهو يقول : خوله ..بنيتي .. اذهبي وأكملي نومكِ في السرير، فلقد غفوتي على الطاولة وأنتِ تكتبين وامسحي كمية العرق التي بوجهك …فقد يبدو أنكِ رايتي حلماً ازعجك! يا إلهي …الحمد لله … كنتُ أحلم .
آه ٍ يا أبي ..لم يكن حلماً، بل كابوساً… تباً للقهوة !