صحيفة العرب : صواريخ الحوثيين تخدم محمد بن سلمان في واشنطن

317

 

المندب نيوز – وكالات

 

اعتبرت أوساط يمنية أن إطلاق مجموعة من الصواريخ الحوثية على الأراضي السعودية في الذكرى الثالثة لعاصفة الحزم يحمل أكثر من رسالة للسعودية وللمبعوث الأممي الجديد مارتن غريفيث الموجود في العاصمة اليمنية وقت إطلاق الصواريخ، وأن الجماعة الحوثية تريد أن تستنسخ تجربة حزب الله متوهمة أن الصواريخ التي تمتلكها قادرة على إعادة تشكيل الموقف الإقليمي والدولي منها.

وأشارت الأوساط اليمنية إلى أن الهدف كان تأكيد الحضور والرد على النجاحات التي حققها التحالف العربي على أكثر من جبهة، لكن الحوثيين أساؤوا التوقيت بشكل كبير، خصوصا وأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الولايات المتحدة لمناقشة تسريع الحل السياسي في اليمن، والهجوم يعطيه مبررا قويا ليؤكد صواب المقاربة السعودية، وهي أن الرياض تدخلت لحماية أمنها، ولن تقبل بأي حل لا يحقق هذا الهدف.

ومن شأن الهجوم أن يغير من التعاطي الدولي مع الحوثيين، كونهم ميليشيا مسلحة وليست جهة سياسية يمكن أن يتم التفاوض معها للتوصل إلى اتفاقيات، فضلا عن ارتهانها لإيران وتلقيها التعليمات منها. كما أنه سيوفر دائرة التفهم للتدخل السعودي في الحرب، خاصة مع التأكد الدولي من أن الحوثيين يمتلكون صواريخ إيرانية الصنع.

ووصف خبراء سياسيون التصعيد الحوثي في الذكرى الثالثة لانطلاق عاصفة الحزم بأنه محاولة يائسة لإظهار القوة والتماسك وإخفاء الخسائر التي لحقت بالميليشيا الحوثية خلال الثلاث سنوات الماضية التي شهدت تغيرا في خارطة النفوذ على الأرض لصالح الجيش الوطني اليمني المدعوم من التحالف العربي وتحرير أكثر من 80 بالمئة من مساحة اليمن.

ويسعى الحوثيون من وراء هذا التصعيد لتوجيه ثلاث رسائل مخادعة لا تعكس حقيقة الوضع على الأرض، تتمثل الأولى في إطلاق أكبر عدد من الصواريخ الباليستية الإيرانية دفعة واحدة على الأراضي السعودية للادعاء بأن قدراتهم العسكرية لم تتأثر جراء الحرب، وهي العملية التي يرى مراقبون أنها تخفي خلفها حالة من العجز العسكري الحوثي.

وتباينت الآراء حول دلالات إقدام الحوثيين على مثل هذا العمل غير المجدي على الصعيد العسكري في الوقت الذي يتواجد فيه المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث في صنعاء، وحرص الإعلام الحوثي على تحويل هذه الزيارة إلى رسالة ثانية مفادها تمكنهم من إنهاء حالة العزلة السياسية المفروضة عليهم منذ الانقلاب في سبتمبر 2015.

وتتمثل الرسالة الحوثية الثالثة في الحشد الشعبي الذي دعا إليه المتمردون في ميدان السبعين بصنعاء، الأحد، واستخدامهم لكافة وسائل الترغيب والترهيب لإجبار المواطنين على حضور المهرجان وإنفاقهم مبالغ مالية طائلة في سبيل تحقيق نصر إعلامي خاطف يهدف إلى خداع الرأي العام الدولي وإيهامه بأنهم ما زالوا يتمتعون بحضور جماهيري.

LEAVE A REPLY