كذبة ابريل مقال لـ محمد بالفخر

234

 ونحن على بعد يومين من بداية شهر ابريل (نيسان) حيث يحتفل بعض الحمقى والمغفلين بهذه المناسبة بإطلاق سيل من النكت او بالأصح بعض الأكاذيب  ليوهموا اصدقائهم او من يتلقى منهم بصدقها وبعد ذلك عندما يكتشفون كذب ما قالوه يخبروهم انما هي  (كذبة ابريل) ولن نخوض في اصل الحكاية وكيف تم تثبيتها كيوم للكذب وقد كانت هذه المناسبة تلقى رواجا في العقود الماضية وخاصة قبل انتشار الفضائيات ووسائل الاتصالات الحديثة وفي نهاية المطاف من تلقى أي نكتة سامجة من صديق له او وقع في مطب او مقلب مغلف بالتندر والفكاهة سرعان ما ينتهي اثره ،

الا ما كان منها ما وصل الى قمة البجاحة والافتراء

وفي شريعتنا الغراء الكذب منهي عنه بكل انواعه سواء صغيرا كان ام كبيرا  فقد قال الحق سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) وقال الحبيب المصطفى عليه صلوات الله وسلامه ) ان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا) .

تلك هي الشهادة النهائية والنتيجة العامة للحصاد العام للكذب الذي اصبح سلوكا لكثير من الناس في الواقع المعاش ولم يقتصر على ابريل فحسب بل اصبح صناعة وله محترفين يتفننون في صناعته وخاصة مع انتشار وسائل التواصل والمواقع الالكترونية  التي قرّبت كل بعيد فبدلا ان تكون وسيلة للمعرفة والاستزادة العلمية ومنطلقا لمعرفة الواقع ومتابعة كل جديد في مختلف المجالات العلمية والسياسية والاجتماعية والمعارف الدينية أصبحت معظم هذه الوسائل بؤرا للكذب والدجل وانتهاك الخصوصيات وقذف الأعراض والى غير ذلك وتصبح في نهاية المطاف من أسباب هدم القيم والأخلاق وتفكيك المجتمعات وتقدم خدمة مجانية لأعداء الأمة والمتربصين بها وما أكثرهم في زماننا.

الا يكفي اننا نعيش كم هائل من الأكاذيب الكبرى التي صنعها أعداء الأمة بهدف تمزيقها بداء من اكذوبة الثورة العربية الكبرى   صناعة لورانس ومرورا بالقوميات الهزيلة صناعة ميشيل وجورج والتي كانت احدى عوامل التفرقة الرئيسية للأمة  الى اكذوبة الزعيم الأوحد والقائد الملهم  والحاكم المطلق

واذا نظرنا الى الواقع أيضا لم تقتصر حالة الكذب على جهلة الناس وعوامهم بل نجد ان كبار القادة والساسة على مر العقود الماضية يتصدرون المشهد بطوامّ كبيرة من الأكاذيب والوعود الفارغة مغلفة بالعبارات المعسولة ليسهل ابتلاعها من قبل المتلقي وخاصة انها تروّج من خلال الوسائل الإعلامية المتعددة  ويجتمع حولها الكثير من المحللين والمثقفين وصناع الراي ليزفوها في ابهى زينة لتمر على الجميع حتى على الكثير من الصالحين الغافلين  لكنها لا تنطلي على ذوي البصيرة ممن منحهم الله حاسة التمييز بين الغثائية وما ينفع الناس والذين سيظلون هم النور الساطع والقدوات المميزة  وان قلّ عددهم وضعفت امكانياتهم  مقابل الكثير ممن يصنفون ضمن قائمة المتردية والنطيحة وما اكل السبع ،

عشنا وشفنا الرويبضات يتصدرون المشهد وتوجيه الرأي والذين قد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجودهم في آخر الزمان وعندما سئل من هو الرويبضة فقال: الرجل التافه يتحدث في شئون العامة وكم رأينا الكثير من هذه الأبواق القذرة وهي تدس السم في العسل وتوزع صكوك الوطنية كيف شاءت وبطبيعة الحال وكما قال الله تعالى (وفيكم سماعون لهم).

LEAVE A REPLY