رسالة لقيادة التربية : مدارسنا بحاجة للمزيد مقال لـ أحمد باحمادي

229

في نهاية العام الدراسي الحالي شاءت ظروف البلد أن تعاني مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية من الكثير من النقص حتى وصل البعض منها إلى حد الرداءة، فمدارسنا ومجمعاتنا التعليمية منذ تأسيسها وإلى اليوم تخوض صراعاً مريراً مع نقص الكرسي والطاولة والأمياز، وتكافح من أجل الحصول على عدد كافٍ من الكتاب المدرسي، ناهيك عن عدم أهلية الكثير من الكراسي والدواليب والأدوات وخروجها عن الجاهزية بانتهاء عمرها الافتراضي.

البناء في كثير منها باتت تنخر فيه هشاشة القِدّم، نوافذ مكسّرة، أبواب تلاقيك بصوت الأنين كلما لامستها يدٌ، سقوف استعمرتها الأرضة والآكلة كسرطان ينشر تلابيبه بعنف، جدران تفتتت مؤونتها وظهرت أحجارها تتحدى حجارة الأهرام في اهترائها وخرابها.

ما ذكر أعلاه لا ينفي جهود قيادة التربية بالمحافظة في إصلاح الكثير منها، لكننا نعلن حاجتنا للمزيد والمزيد، كيف يحيا طلابنا في بيئة تعليمية مخرّبة، كيف يرتاح التلميذ في فصل خالٍ حتى من لون الطلاء الذي يبعث على الراحة والانشراح، أم كيف سيحصد الدرجات وروائح دروات المياه والقمامة المكدسة تطوق مدرسته عن اليمين والشمال.

لا ملاعب مهيأة أو ساحات مرصوفة على أقل تقدير، يأتي صيف قائظ ولا ظلة تحمي أبناءنا من حرارة الشمس، وهكذا تطول وتطول القائمة ولا مجيب.

مجمعاتنا تحتاج إلى استقلال بين البنين والبنات، إذا ما علمتم أن مجمعاً واحداً يستخدم لكلا الجنسين، وما يستتبعه من صعوبات وعراقيل نهاية كل فصل وعام دراسي، في توزيع القاعات وكتابة أسمائها ومن ثم يأتي الآخرون ليقوموا بجهد آخر مشابه وهكذا تتكرر المعاناة عاماً بعد عام.

رسالة نبعثها إلى قيادة التربية .. مدارسنا بحاجة للمزيد من الدعم، وبحاجة للمزيد من الصيانة، وفي بعض الأحيان لمزيد من الاجتثاث لما لا ينفع، لقد أكل الدهر وشرب على بعض مؤسساتنا ودارت في أرجائها يد الحدثان، فهل من التفاتة صادقة لمبانينا وصروحنا التعليمية قبل أي شيء آخر، والله من وراء القصد.

 

LEAVE A REPLY