القضاء على أمية الحاسوب لدى المعلم مقال لـ أحمد باحمادي

228

أن تكون معلماً للأجيال بالطبشور والسبورة أو باللوح والمعْلَم في عصر طغت وانفجرت المعلومة حتى جعلت الجميع فاغراً فاه فأنت التأكيد في حاجة ماسة لأن تعيد حساباتك من جديد.

معلم لا يجيد الطباعة على لوحة المفاتيح بالسرعة نفسها التي يشخبط فيها على السبورة هي كارثة ماحقة ستدفع الأجيال أثمانها الغالية في قادم الأيام إن استمرأنا أن يبقى معلمنا قابعاً في ضيافة جهالة الحاسوب.

لن نلقي باللوم على دولة لا تمثل شيئاً بالنسبة لما نعانيه من ويلات هذه أصغرها، فليس الرهان على وزارة التربية لتقضي على أمية الحاسوب لدى المعلم بقدر ما نريد أن يحس المعلم نفسه بمأساته المحرجة في ظل زمن الشبكة العنكبوتية وأطفال يتقنون فنون الحاسوب بمهارة لم يعرف لها الكون مثيلاً.

لا تعوّلوا على أي أحد أيها المعلمون الأفاضل، ونصيحة نبعثها إليكم أن تكونوا عصاميين وتبذلوا من جهدكم ووقتكم وحتى من مالكم ـ  بالرغم من شحته ـ في تعليم أنفسكم، فلعمري لن تقف الوزارة معك لتفك ( زنقتك ) إن سألك طالب يوماً عن أي شيء من برامج الحاسوب أو استصعب عليه أمر في فهم أسرارها.

معلم لا يطبع امتحاناته  واختباراته  ويترك الأمر لإدارة المدرسة قد يقع في حبائل الحيرة إن أتى يوم وأجبر فيه على إعدادها كتابة وطباعة وتنزيلاً، سيقول البعض ربما استعان بمكتبة أو محل خدمات، نقول ربما .. لكن هل سيستمر به هذا الدأب على طول الدرب ؟!

الحل أن نلقي عن أنفسنا رداء العقدة من الحديث، ونشق غشاء الرضا بالجهل، ونتعلم وإن كنا كباراً في السن، فليس التعلم بعيب ولو كان من أجل إمساك فارة ( ماوس ) الحاسوب بشكل صحيح، نحاول ونكرر الأمر حتى ننجح.

LEAVE A REPLY