قصة مفادها ألم الوهم مقال لـ رامي الردفاني

267

 

كنت قبل يومين في زيارة حميمية لاحد الاصدقاء في العاصمة عدن ،كان خروجي من المنزل حوالي الساعة 8 صباحاً وكانت وجهتي وسفري الى عدن  من اجل الترفيه ونزهه وفي نفس الوقت من اجل ان التقي بحد الاصدقاء العزيزين على قلبي الذي فارقته من مدة عامين، فيما إنا بطريقي أمشي فذا انا اشاهد طريقاً عفاء عنها الزمن وتهاووا بها العمر الافتراضي وتهدمت ملامحها واصبحت طريقاً ترابية وعرة من مدخلك مدينة الحبيلين حتى وصولاً إلى مثلث العند في لحج  ،قلت في نفسي انا اسمع ان في ضرائب قات وضرائب محلات تجارية وو…الخ ،تخذها السلطة في جميع مديريات المحافظة.

قلت في نفسي فين يرجع مردودها وإيراداتها هل هي تقتضي للمصلحة العامة في المحافظة من اجل تحسين الخدمات العامة والهامة للمواطنين ام هي تفعل مخصصات خاصة لربح الشخصي وتحسين وضع معيشي للقائمين عليها من مدير مصلحة الضرائب والمحافظ وغيرهم من القائمين عليها في محافظة لحج ، وادركت الحقيقة ان هناك شيء اسمه اكذوبة وهمية وتضليل على العامة من الناس ان هناك شيء اسمه استعادة الدولة وبناء مؤسساتها انما هو عمل ديكور مجوف من الخارج ومن داخل خاش باش مبني على عمل استثماري شخصي من خلال ادراكي ان محافظة لحج تعاقب عليها بعد خروج القوى الشمالية منها من ابناء جلدتها لم يحدثوا فيها اي تغير غير تأمين حياتهم المعيشية لهم ولا  والأدهم وضلت وما زاله تضل  محافظة لحج ومديرياتها تحت وطئت التعذيب الجماعي بحرمانهم من اهم الخدمات الأساسية، وبعد ذألك واصلت رحلتي وترحالي الى عدن فاذا انا على اعتاب بوابة عدن السلام ورونقها الجميل وعروسة الخليج العربي حوالي الساعة الحادي عشرا صباحاً حل بي المطاف فيها وشمية هواءها النقي وخذت انفاس حب وشعور دفء في جوأتها ، بعد ذألك بدأت حدقات عيوني تلتفت يسارا ويميناً فاذا انا ارئ أثار الحرب ومعالمة لم تمحا ولم تطمس او ترمم ،هناك شعرت إن عدن السلام لن تعيش باء أمان مادام ان قوة التحالف العربي  يضربها بخنجر الغدر في خصرها الجميل بعدما كانت عاصفة الأمل اصبحت عاصفة الا ألم ووعودا كاذبة ووهمية من أجل إعادة البناء وترميم وادركت ان تحقيق امل الا أعمار والبناء هو مجرد وهم وحقيقته سراب

وبعد ذألك واصلك المسير في ثنايا عدن ، فاكنت وجهتي الى جولة الكراع إلى سوق القات هناك كانت اموراً عجيبة وغريبة تدمع لها العين دماً بمشاهدتي اطقم عسكرية وعلى متنها افراداً مدججين بالا السلحة وذخائر جاءوا لشراء القات يتبعوا القايد فلان وفي زاوية اخرى وفي نفس المكان والزمان شاهدت فئة اخرى من الافراد مدججين بالا السلحة يتبعوا القايد فلان ، قلت في نفسي هذه مصيبة حلة فينا وبالوطن الجنوبي بنينا جيشاً للهدم وليس للبناء أنما جيشاً مناطقي وقبلي يراعي ويدافع عن أشخاص وليس لمصلحة الدولة فقلت في نفسي نسأل الله السلامة للجنوب واهله وبعد ذألك اشتريت قات من سوق الكراع ورحلت وتشدوني الخطى حزنناً على ارضاً يوما ما تكون تحت الركام 

بعد ذألك نظرت إلى عقارب ساعتي فكانت الساعة قد قاربت الى 12:30ضهرا والتعب والجوع قد بدأ يتسلل إلى جسمي فقلت في نفسي سوف نجدد نشاطنا وقوتنا بخد وجبة غذائية مليئة بالبروتينات والفيتامينات بعدها فكرت الذهاب الى مطعم الشرق الوسط على شارع خط التسعين لكونه مشهور بأكلاته الشهية فعلاً ذهبت إلى المطعم وعند مدخل بوابة المطعم الرئيسية هناك شاهدت الحسرة وألم المعاناة في وجوه اولئك المتسولين من ذكور واناث كهول وصغار تحسرت عليهم سبب معاناتهم لا يعلم احد منا ايش شربوا وايش اكلوا ، وكبار مسؤولي دولة وابنائهم يتمردغون بالا اكل وشرب والعيش الكريم  والشعب على قارعة الطريق يموتون جوعا.

وبعد ذألك طلبت من الجروسن (المباشر) وجبة غذائية فتغديت الحمد لله وبعد الغداء اجريت اتصال هاتفي بزميلي الذي اتيت من اجل زيارته قلت له يغالي فينك قال نحن منتظر ينك في منزلنا نحن وشباب ذهبت الى منزلة الي هو بشيخ عثمان عند وصولي الى امام منزلة ناديت على زميلي فجابني فقالي ادخل فدخلت فكان هو في استقبالي استقبال حار يملئه وجه المرح والابتسامة العريضة تملئ وجنتيه ، بعد ذألك بدئنا بالجلسة الشبابية في المقيل لتعارف فيما بيننا فكان جواً مفعم بالحيوية الشبابية يكسوه روح المدح والمزح العدني من شباب همهم الوطن متسلحين بروح الاخاء الحميمي العدني المدني ، وبعد ذألك دخلنا بنقاشات سياسية جوهرية ومفصلية فكان حوراً بنائيا من شباب ذات نظرة ثاقبة للحياة  ،فكان النقاش حول دولة الامارات ودورها في الجنوب فكانت لي وجهة نظر فقلت إن دولة الامارات العربية معنا ومع القضية الجنوبية ومع انفصال الجنوب فكان ردود  الافعال من الشباب اللي بالمقيل  بين مؤيد ومعارض فكان صديقي احد المعارضين ، فقلت للأخوة المعارضين  ليش النكران والجحود لدولة الامارات ممكن تعطوني طرحكم حول هذا الشيئ ، فقالوا اخي رامي نحن ما نكرنا دور الأمارات ووقوفها معنا باء اشد الظروف وخاصتاً في الحرب ، بس في شيء اسمه مصالح دول مشتركة وفق أليات تربطها  دول التحالف العربي فيما بينها وفي نفس النقاش قالوا لي اخي رامي دولة الأمارات همها وشغلها الشاغل هو الهيمنة على المرافق الحيوية في الجنوب وتعطيلها وخاصتاً في عدن من اجل انعاش اقتصادها قلت كيف تنعش اقتصادها وهي خارج بلدها قالوا بتوقيف الموانئ البحرية وخاصتاً ميناء عدن الذي يعتبر ثاني افضل ميناء في العالم  تعمدت دولة الامارات لعملية التصدير وتوريد وتفريق للبضائع وناهيك عن العمل البحرية الأخرى قالوا لذألك ميناء عدن وغيره من الموانئ الجنوبية شبه متوقفة لنه الموانئ تعتبر من اهم مصادر الدولة ، فقالوا لي في هناك شيء مهم جدا نريد نوضحه لك قلت لهم تفضلوا قاولت دول التحالف العربي اوكلت المهمة الامنية والخدماتية في عدن وبعض المحافظات الجنوبية  لدولة الأمارات العربية المتحدة  فلا عمل يذكر ولا خدمات موجودة مثل الكهرباء والماء وصحة وراتب على شبه  معدومة ناهيك عن الملف الأمني فأوجدنا الامن والامان غير متواجد في عدن الاغتيالات من فينه واخرى وتطال اكثر فئة ائمة المساجد وافراد الامن  والجيش،  وبعد ذألك اخذت بتفكير عميق وخذت افكر إن كان هذا الكلام حقيقة او وهم ، اذا كان حقيقة اللي تكلم فيه الاصدقاء حول دور الأمارات في عدن فهاذا يعتبر  احتلال إذلالي استعماري بطريقة خداعية، وهكذا عم المقيل الهدوء فاذا انا اطالع ساعتي  فاذا الساعة تقارب على مشارف الساعة 8:30 مساءً

بسبب الحوار الشيق والنقاش البناء لم أشعر بمرور الوقت فقلت في نفسي الآن حان الرحيل والخروج من منزل صديقي فغادرت المكان فاء املي بالعودة مرة اخرج لما فيه من شباباً طيبين وطموحين لمشروع الدولة الجنوبية المدنية  ،بعد ذألك واصلك المشي في الشيخ عثمان متجهاً الى المدارة عند منزل احد الأهل من اجل اسلم عليه ومكث عنده حتى الصباح وعندما انا في منتصف الطريق فاذا الكهرباء طفيت فجائه قلت في نفسي سوف استريح بجانب احد المحلات حتى تشتغل الكهرباء وفعلا ،جلست وها انا عند جلوسي اسمع ازيز المواطير ،وعوادمها الدخانية المضرة على صحة الجسم والاضواء الخافقة عمت الشوارع والظلام الدامس وحلكت اليل يعم شوارع عدن فاذا انا اشاهد ضواءً خافقاً من آخر الشارع اللي انا ماكثاً فيه قادماً اليا فاذا هو يقرب رويداً رويدا فاذا هو شايب عمره ما بين 60 الى 65 عاماً ماسكا في يده فانوساً فيه لوحتاً مسجل فيها إمارات الخير فناديت عليه يا والد تعال اجلس ندردش شوية فلب طلبي فجلس قلت له يا والد بدي اسألك ليش سجلت لوحة شفافة فلصقتها بزجاج الفانوس وسجلت عليها إمارات الأخير فقالي يا ابني مالك ما تشاهد ان دولة الأمارات ذكرتنا بتراثنا التاريخي وهو الفانوس السحري واخذ يضحك فقلت له يا والد ايش فيك هل العامل النفسي ولحمى والعمر إثر فيك فخذك تخبط في كلامك، فقال يا ابني انا بكل قواي الحسية والعقلية، فقال يا ابني دولة الامارات ما وفرت لنا ابسط مقومات حياتنا هي الكهرباء قلت له ايش دخل الامارات بالكهرباء حكومة الشرعية هي من توفر لك كل الخدمات الاساسية ،فقال يا ابني انت عادك ما درست الحياة صح كل الامور بتحركها دول التحالف العربي  وخاصتاً في عدن كل الامور بيد الامارات ،حكومة الشرعية مجر اداة  ومطية يستخدمها التحالف العربي انتهى  .

LEAVE A REPLY