تأخير الرواتب .. ومعنويات التربويين ! مقال لـ أحمد باحمادي

363

توقّدت نار المعاول بتأخير الرواتب لتدمر ما تبقى من نفسية موظفي حقل التربية والتعليم، وخمسون يوما ً قاربت الانتهاء لتسجل الدولة رقماً قياسيا ً آخر في تحقيق أرقام البؤس للمواطن الكليل.
التربويون كغيرهم يعانون، فلا يبخل عليهم الناس بالمؤازرة والتضامن إلا كقول القائل : بعض موظفي الدولة كالجيش والشرطة والأمن لم يستلموا رواتبهم لأشهر كثيرة، فما بال هؤلاء ـ يعني التربويين ـ ( با يغرمون ) ولم تمر عليهم حتى شهر ين.
تفكروا قليلاً .. ليس المعيار بأن يعاني التربويون كما يعاني غيرهم، فهم ليسوا كغيرهم ولا أعني أنهم من طينة اخرى، وبنظرة فاحصة لرواتب المعلمين في دول أخرى كثير سنجدها تحمل أرقاماً فريدة قد تتجاوز في بعض الأحيان رواتب الوزراء.
طالعوا رواتب المعلمين في دول عديدة كدول أوروبا وأمريكا وروسيا وكندا والبرازيل وكوريا والصين، ولكي لا تذهبوا بعيداً قارنوا وضعنا بوضع أمثالنا في دول الخليج حتى تصلوا إلى جمهورية الصومال الشقيق، ستجدون العجب العجاب في بلد الأعاجيب.
حكومة الشرعية وصلت إلى عدن، فلنستبشر خيراً، لعل علاجاً من هناك يصل إلى أمراضنا المستعصية كالكهرباء والرواتب وغيرها، وألا يكون الحال كما قال الشاعر : ( طبيب يداوي الناس وهو عليل). ولا ننسى الدعاء لمحافظنا المتفاني النشيط ( العم فرج ) الذي يبذل مساعيه الحثيثة ليدبر لقمة عيشنا دون أن نسمع له حساً ولا خبراً.
سيظل عرقنا يسيل، وجيوبنا تنزف، وآمالنا حاضرة محتضرة، وصبرنا دائم، وأحزاننا متواصلة، حتى يفرجها ربّ الأرباب، وهازم الأحزاب، ومنزل أمطار السحاب في الأرض اليباب.

LEAVE A REPLY