في الحقد مقال لـ سالم باوزير

366

على ازدحام المواضيع التي تطنُّ في أُذُني ؛حتى لتكاد تصمّني ، وعلى شدّة جذب العناوين لتلابيب عقلي حتى لتكاد تغميني ؛ ها أنا اجدُ نفسي وجهاً لوجه امام “قذارة الحقد” أفرغ جزءً من “حقدي” عليه طعناً وركلاً ورفساً و … ؛علّني أشفي “غليل حقدي” عليه !!! .

وبعد:

  كرّم اللهُ سيدنا آدم عليه السلام واسجد له ملائكته ،فسجدوا ؛إلا إبليس “حقد” فأبى !!! ..

ومازال إبليس -لعنه الله- يفرّخ (يُخرّج) من جامعته في كل زمن تلاميذ يسيرون على النهج ، لا يضرّهم من نصحهم ولا من أكرمهم ، ولا من أحسن إليهم ، ولا من تواضع لهم !!..

  من معاني الحقد: “حفظ العداوة في القلب والتربّص للفرصة للانتقام والتشفّي من “المحقود” بأي طريقة وعند أي فرصة” ..

حين “الحقد” انت لا تتكلم عن حق ولا عن باطل -وإن بدأ الامر كذلك-  !!

هناك “حقد” فقط يغطي الانحاء بالظلام والسوداوية ، حينها لن ترى أبيضاً هناك ،ولن ترى جمالاً هناك ، ولن ترى اية نقطة ايجابية ؛ ولو كان الوضع ملائكي أو ولو كان الوضع افضل الموجود !!! ..

 حين يتكون هرمون “الحقد” في الانسان يقوم بعمل غشاء في عيني “الحاقد” فلا يرى جمالاً قط ،ويحلف الأيمان المغلّظة على ذلك ، ويحاول  اثبات ذلك بشتى الطرق والمهارات اللازمة ،وهذا ما يسمى ب “الحقد الأعمى” ؛ لأنه يعمي صاحبه عن رؤية اي خير تجاه الشخص “المحقود”.

 “الحاقد” يُقزّم الانجازات العظيمة حتى يمحوها تماماً ،ويكبّر الهفوات التافهة الضئيلة حتى تغدوا جبلاً عظيماً !! ..

اسوأ انواع “الحقد” ذلك الذي يُلبسه صاحبه “لباساً دينياً” ،فيحقد بأسم الدفاع عن الدين ،وبأسم الغضب للتدين ؛ وتعرف كذب هذا “الحاقد” انه لا يغضب الا على اناس معيّنون ،و يدافع “بانتقائية مفضوحة” ،حسب الشخص ونظرته المسبقه عليه  !!!!.

“الحاقد” جبان جداً !!

 تراه امامك يظهر الودّ والاحترام والتقدير الكبير ؛اما من خلفك فيستخدم كل انواع سكاكين الغيبة والنميمة والانتقاص والاستصغار !!

قال تعال في سورة ال عمران: 

وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأْنَامِل مِنَ الْغَيْظ  [119].

“قل موتوا بغيظكم” !!!..

من اسباب “الحقد” : (الغيرة) ..

 فتجد “الحاقد” يغار من المكانه التي وصل لها الآخر ،او الانجازات التي حققها ويحققها ؛فيحاول التشكيك فيها والتقليل من شأنها ..

“الحقد داء دفين في اعماق النفس” قد لا يظهره “الحاقد” ؛ولكنه يشتعل ناراً من الداخل ،فيفرح “الحاقد” لمكروه يصيب “المحقود” ،ويبرد خاطره لخطأ يقترفه “المحقود” خصوصاً اذا تم توجيه النقد اللازم “للمحقود” !! ..

ويتألم “الحاقد” لخير يفعله “المحقود” ،ويتعذّب “الحاقد” عذاباً أليماً لانجاز فعله “المحقود” خصوصاً اذا حاز عليه مدحاً واعجاباً من الناس !!! ..

 اه اه اه ..

يكفي من قذارة الحقد هذا التفتيش ،وحسبنا من “فضح” الحاقد هذه العبارات التي لم تشفي “غليل حقدي” بعد !!! ..

 ستقولون : طيب ،،، أين الحل يا حاقد ؟!!

 اقول : في المقال التالي بإذن الله .

 ستقولون (حقداً) : تروّج لنفسك ؟!!

 اقول (حباً) : معكم بعض الحق !!! ..

ملاحظة: ( لا شك جميعكم متفقون ان آخر الاسطر هزل عفيف للترويح عن نفس بعد كلام في موضوع قذر !!!) ..

LEAVE A REPLY