رمضان .. والكيانات التطوعية مقال لـ أحمد باحمادي

464

مع اقتراب رمضان يجدر بنا طرق هذا الموضوع الهام، فمن المعروف أن منطقتنا تحفل بعدد من المكونات التطوعية، سواءً الجماعية أو المتعلقة بنشاطات خيرية لأشخاص فرديين يقدمون خيرهم بصفة شخصية للمحتاجين.
هؤلاء جميعاً بحاجة إلى تنسيق جهودهم، وترتيب أجندتهم الخيرية بما لا يتعارض مع وصول المواد الخيرية إلى مستحقيها دون ازدواج أو تكرار أو نسيان لأحد.
في كل عام يحصل شيء من الفوضى، ونسمع انتقادات الناس عمّا يخص التوزيع الشامل والعادل، فينبري أناس ـ ربما لأغراض في أنفسهم ـ إلى كيل التهم والأقاويل لمن فرّغوا أنفسهم لهذا الجهد الخيري ابتغاء مرضات الله.
مرضى القلوب لا تأتي انتقاداتهم لإصلاح خلل أو لتقويم عيب، بقدر ما يكونون مشغولين إلى تتبع عثرات الآخرين وأخطائهم، فمن يعمل لا ريب يخطئ، ومن لا يعمل لا يخطئ.
مسألة الكشوفات ينبغي أن تُدرس جيداً، بحيث يكون للمنطقة كشف موحد يمكّن هذه المكونات من العمل على أرضية مشتركة، ويمكن الاستفادة من تجربة تقسيم المنطقة إلى مربعات، فكل هذا الاجتهاد الصائب في نظري يؤدي بنا إلى عمل مرتب ومنظم، ويقلل من الثغرات التي يترقبها المتربصون بعيون إظهار النقيصة.
بعض المكونات التطوعية كالعادة لم تستجب فيما قبل لمثل هذه النداءات، مصرّة أن تكون مغرّدة خارج السرب، ومصرّة أيضاً أن تتقوقع على نفسها مخوّفة نفسها بأنها لا تريد أن تتداخل مع أجندات الآخرين، لأن لكلٍّ في نظرها أيديولوجياته الخاصة،
ولو علم هؤلاء أن البشر يختلفون في أفكارهم وقناعاتهم لكن لا يتحامل بعضهم على بعض، ويلتقون فيما بينهم في كل ما يخص مصلحة العامة التي تحثهم دوماً على التواصل والتكامل ـ لعادوا إلى حظيرة العمل الجماعي.
من أجل سير قافلة الخير نحن بحاجة إلى أن يتقبل بعضنا بعضاً، وأن تسود بيننا روح الوفاق والانفتاح، وهكذا ينبغي لأصحاب القلوب البيضاء والأكف الندية بالعطاء أن يكونوا عليه.

LEAVE A REPLY