ما انتزعه الجنوب بالسياسة والحرب , يحاول اركان نظام الاحتلال ومنظومة الفساد المرتبطة به الالتفاف عليه بالاقتصاد..
في 94 صادر المحتلون ثرواتنا ودمروا اقتصادنا بعد ان ظنوا انهم هزمونا سياسيا وعسكريا , واليوم بعد ان ردت لهم الهزيمة من شعب الجنوب ومقاومته , يجاهد المحتالون لتحجيم قوتنا وتكبيل سلطتنا الوطنية الجنوبية من خلال اجراءات مشبوهة تشرعن عمليات السلب والنهب .
اخر فصول الحرب القذرة خبر عن تشكيل علي محسن الاحمر لجنة تختص بعملية نقل وتصدير النفط الخام في حضرموت دون اي ضوابط تذكر .
في ديباجة الخبر يقال ان الغاية من اللجنة تذليل عملية الاستخراج والتصدير , لكن خبث مسعى محسن يتضح اذا ما ربطناه بمعلومات مؤكدة تحدثت عن شركة صينية تنوي استخراج وتصدير النفط بشكل مافيوي يعود بالنفع على فئة بعينها دون بقية ابناء الشعب..وقد قدمت الكثير من الرشاوي والعمولات لمحسن وشلته لتمرير مشروعها، المتوافق مع رؤوس وهوامير مافيا الفساد .
هذه المعلومات ليست وحدها من تفضح المسعى التأمري المتجدد من احد اركان حرب اربعة تسعين, ويكفي ان ندقق في التوجهات السياسية لوزير النفط والمعادن الاصلاحي , ونتساءل عن الاسباب التي لم تجعل هذا القرار يصدر عن رئيس الجمهورية, لتصبح افتراضاتنا حقيقة..
والحقيقة الثابتة الاخرى هي ان قوى صنعاء مازالت تنظر للجنوب كغنيمة , الفرق انها سابقا اعتبرته غنيمة بعد ان ظنت انها هزمته,واليوم تريده غنيمه كي تمتص ثرواته وتصادر نصره العسكري الذي سيكون مفرغا من مضمونه وفعالتيه فيما لم تتمكن قوى شعبنا وسلطتنا الوطنية من ادارة ثروات ارضنا لينعم بها كل مواطن ومواطنه.
وجوهر الخطورة هي ان اجراءات محسن تتعدى مربع الفساد المالي والاداري.. بل هي مخطط تآمري يتوخى بالاساس نتائج سياسية,, بلغة اوضح يقول محسن ومن ورائه ومن امامه وبين يديه منظومة الفساد : فليحكم عيدروس اوالخبجي اوبن بريك محافظاتهم فذلك لا اهمية له طالما تجرعوا هم المتاعب وتنعمنا نحن بالثروة..
هم يريدون للسلطة الوطنية ان تتحمل المسؤولية فيما هم يصادرون كل ادوات قوتها الاقتصادية التي من خلالها يتحول حلم شعبنا الى حقيقة..
كما ان قرار محسن التآمري انما يهدف بالضرورة لسلخ حضرموت عن العاصمة عدن ,و تقديم الجنوب كغنيمة لا تحسن قوى الحراك حمايتها نظرا لافتقارها الى وحدتها العضوية .
في البداية لا داعي لان ياتي نفط حضرموت ليتم تكريره في مصافي عدن , و يكفي ان يباع في عرض البحر وهو خام ..
ومن ثم تسلخ حضرموت عن العاصمة عدن من خلال مشاريع الاقلمة لترمى بكل طموحات الجنوبين في البحر.
لقد تخطى محسن حتى حدود الكياسة السياسية ,, وبات يلعب على نحو مكشوف في تحد سافر لاي ارادة شعبية او سلطة سياسية جنوبية ,, وهذه المرة لا يجب ان نرد بنفس الطرق السابقة.. لا يكفي حملات الانترنت او وقفات الاجتجاج او مظاهرات الرفض ,, ردنا يجب ان يتسم بالنضج والفاعلية.. وهنا تتجلى اهمية الكيان السياسي الذي دعا اليه السيد عيدروس الزبيدي..
يكفينا تلكؤ وتخاذل ,, ويكفينا صراخ وشعارات .
فلنجعل ذكرى نوفمير نقطة انطلاق لترميم بيتنا السياسي نحو كيان جامع , ومنبر لمحاربة الارهاب والاحتلال الاقتصادي , ومناسبة للتاكيد على وحدة وواحدية الجنوب ككيان وشعب ودولة لن تقبل التجزئة..
فشل صالح بوراثة الجنوب كغنيمة كبيرة.. وسيفشل محسن والاصلاح في وراثة الجنوب كمكاسب مجزأه,,
وعلى الرئيس هادي اتخاذ موقف حازم وواضح حيال ممارسات نائبه الذي يسيئ لوطنية الرئيس وشعبيته التي تاسست بناء على شجاعته في مواجهة نظام صنعاء في لحظة تاريخيه فاصله جعلت من الشرعية والتحالف شريكا اساسيا في النصر المتحقق جنوبا ,,
ونحن وان كنا ندعم الرئيس هادي ونبادله الثقة والاحترام , فاننا نؤكد بان شعبيته وشرعيته ستكون على المحك , في حال صمت عن ممارسات نظام صنعاء الفاسد الذي اعاد تعويم نفسه تحت يافطة الشرعية في حين هو ينخر في اساسها السياسي والاخلاقي.