تناولت وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية خبرا مفاده أن أحد أراجوزات صالح / نائب وزير سابق/ ومحافظ معين من التحالف الانقلابي قد بدأ بفتح خطوط تواصل مع القيادة الشرعية على خلفية نزاعات مع أحد القادة الحوثيين.
وقبلها بأيام أطل علينا أحد أبواق صالح من على شاشات القنوات الفضائية متحدثا عن ضرورة التصالح بين “الزعيم” علي عبد الله صالح والرئيس عبدربه منصور هادي مشيداً بالأخير ومعبرا عن تقديره لقدرات الرئيس هادي الكبيرة على صيانة البلد والتصدي للمشروع الحوثي (الإيراني) كما وصفه، واعتبر بعض المحللين هذا الحديث خطوة أولى على طريق التخلي النهائي عن صالح ومن ثم الانتقال الكلي إلى معسكر الرئيس هادي.
شخصيا لا أستغرب ما يبديه العديد من التافهون من أنصار علي عبد الله صالح من تنقل في المواقف، فقد سبقهم الكثيرون ممن شبعوا من مائدة صالح وتغنوا بعظمة الرجل و”وطنيته” وقدراته الخارقة ودافعوا عن “نزاهته” واعتبروا التعرض لاسمه مساسا بمقدس من مقدساتهم، ثم عندما تغير ميزان القوى لصالح شرعية الرئيس هادي شطَّبوا على كل ما قالوه من أحاديث وما أدلوا به من تصريحات وما دافعوا عنه من مواقف وتحولوا 180 درجة باتجاه الشرعية ونالوا رضاها وترقوا إلى مواقع أعلى من تلك التي كان صالح قد منحهم.
عندما ناقشت أحد الزملاء من الأكاديميين ذوي الرؤى الفكرية الناضجة قال لي لا تستغرب فالزمن يبدو أنه زمن التافهين.
ولذلك لا نستبعد أن نرى غدا المهرج الأراجوز أو مروج بضائع المخلوع أو كليهما وزيراً في حكومة الشرعية ليلتحق بالطابور الطويل من الذين وقفوا في صف المخلوع وقاتلوا دفاعا عنه، ومنهم من قتل الكثير من الأبرياء بالفعل أو بتبرير قتل المدنيين بتهمة الانفصالية وتهديد وحدة الوطن أو تشويه اسم الزعيم وصاروا اليوم يتبوأون أعلى المناصب وأهمها في حكومة الشرعية فالزمن زمنهم والسوق سوقهم وهم البضاعة الأكثر طلبا في هذه السوق.