المكلا(المندب نيوز) صلاح بوعابس – تصوير : محيي الدين سالم

 

قدم الاستاذ التربوي المخضرم حسن صالح باعوم آراء ومقترحات مهمة تتعلق بمحور “التعليم والتنمية البشرية” ضمن اطار المداولات والنقاشات لمشاريع الأفكار والتوجهات التي تعكف على جمعها حاليًا “اللجنة الاجتماعية” المنبثقة عن لجنة “الصياغة والرؤية” بتحضيرية مؤتمر حضرموت الجامع .

 

ورأى باعوم أهمية ان تتضمن الوثيقة التي ستقدم لمؤتمر حضرموت الجامع مسائل أساسية تنطلق من “واقع وتجربة حضرموت في التعليم وتميزها عن بقية المناطق” مشيرًا إلى أن “حضرموت شهدت نهوضًا تعليميًا  مبكرًا بوجود التعليم في المدارس والأربطة الدينية المنتشرة في مدن ومناطق حضرموت أو التعليم النظامي الحكومي الذي بدأ مسيرته في التطور والانتشار من بداية أربعينيات القرن الماضي” لافتًا إلى أن ذلك “شكل أساس لتميز ابنائها في الداخل والمهجر وتفاعلهم الإيجابي وتأثيرهم ونشرهم الاسلام وقيمه السامية ووسطيته وكذلك مشاركتهم ودورهم في التنمية والتطوير الحضاري حيثما تواجدوا والحفاظ على هذا النهج والسلوك”.

 

ونوه باعوم إلى أن “حضرموت حققت خطوات ايجابية ومستوى طيب منذ الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م في نشر التعليم بمختلف مراحله , إذ اصبح متاحًا للذكور والإناث دون استثناء وفي المناطق كافة” , كما تميز ابناء حضرموت من خلال “اقبالهم وحرصهم على التعليم والاستجابة السريعة لكل ما يخدم التنمية البشرية والسلوك الحضاري والتنمية الشاملة والحاق ابنائهم وبناتهم في مختلف مؤسسات التعليم العام والتعليم الفني والمهني ومؤسسات التعليم العالي”.. مؤكدًا بأن “مستقبل التنمية في حضرموت ستقرر من خلال ما يقدم من جهد وامكانيات وتطوير لمؤسسات التعليم واعطائه الاولوية في الخطط والبرامج والاستثمار”.

 

وتطرق الاستاذ حسن باعوم في ورقته إلى واقع التعليم حاليًا مشيرًا إلى أنه يعاني من نواقص ومصاعب كثيرة ابرزها : “عدم قدرة المؤسسات التعليمية على استيعاب من هم في سن الدراسة من الذكور والاناث وكذلك وجود مصاعب ونواقص متعددة تعيشها الكثير من المدارس والمعاهد المهنية والكليات والجامعات تحد من فاعليتها ودورها” إلى جانب “ضعف مخرجات التعليم بشكل عام الناتج عن حالة المؤسسات التعليمية خصوصًا التعليم الأساسي والثانوي وضعف كفاءة الإدارة التعليمية وحالة المنهاج وحاجة المعلم إلى مزيد من التدريب والتأهيل وغياب الدور الفاعل للتوجيه” , وكذا ” الضعف الشديد في الانفاق على التعليم وهو ما يبدو واضحًا من خلال غياب الموازنات الضرورية لتسير عمل الإدارات والمدارس والجامعات ومحدودية مشاريع البناء والتحديث والتجهيز لمؤسسات التعليم مما يعيقها عن أداء رسالتها على أكمل وجه”.

 

وحول الرؤية المستقبلية حدد الأستاذ باعوم عدد من المرتكزات الرئيسة منها : “أعطاء الأولوية للتعليم بوصفه المرتكز الأساسي لتحقيق التنمية البشرية والنهضة الشاملة لمختلف جوانب الحياة” , و” اعتماد الميزانية اللازمة لتسيير المؤسسات التعليمية والتربوية والمعاهد المهنية والكليات والجامعات في إطار موازنة المحافظة (الاقليم)” , و” أعطاء المعلم ما يستحق من راتب وحوافز وتكريم والعناية به ورعايته بوصف المعلم يمثل العنصر المؤثر في عملية التعليم والتربية” , بالإضافة إلى ” تحفيز المجتمع والمستثمرين والقطاع الخاص ومؤسساته للإسهام في تنمية التعليم واستيعاب مخرجاته وانخراطها في ميادين العمل والانتاج” مؤكدًا على ضرورة ان تتضمن المرحلة القادمة “ايجاد صيغة وآلية تحقق التنسيق والتكامل بين مؤسسات التعليم ومخرجاته مع حاجات مؤسسات المجتمع المختلفة والقطاع الخاص ومتطلبات قطاعات الانتاج والخدمات الاجتماعية ولما يحقق أهداف التنمية والتطور المنشود”.

 

ولفت باعوم في ختام ورقته إلى أن تحقيق هذه الاهداف تتطلب تطوير الادارة التعليمية بما يتناسب وأهداف المرحلة المستقبلية والتوسع في إطار السعي لتحقيق التعليم للجميع وإيجاد هيكلة قيادية مؤهلة وكفؤة قادرة على المتابعة والاشراف والتنسيق , بالإضافة إلى التفكير في إنشاء واستحداث مركز للبحوث والتطوير التربوي في حضرموت يتولى العناية والدراسة والبحث في كافة متطلبات تطوير التعليم وتحقيق التنمية البشرية المستدامة.

 

LEAVE A REPLY