لحج حارسة البحر والثغور درع الجنوب وسوره المنيع، هي بجدارة أرض العطاء والتضحيات، في كل المراحل تجدها تتقدم الركب برجالها الميامين، ديدنها الحب والسلام، وفي الخطوب حمم من نار لا يغادرها عدوا دنس ترابها الطاهر.
لحج وبعد ان طوت صفحات من تاريخها المثخن بالآلام والجراح مضت تلملم الخطى نحو الانحاز الذي بدأ يتشكل عياناً يستدعي الاعجاب والفخر رغم الحرب والحصار.
فها هي الحوطة عاصمة المحافظة يشدك اليها تلك الحركة الدائبة المتناغمة لترميم ما علق في اديمها المنتفض من تحت الركام بقايا خدوش خلفتها همجية الغزاة ، تندهش معجباً وأنت تراقب تلك الروح والوثابة تداهم المدينة لتعيدها الى عالم الابداع والفن والثقافة ..
رأينا كيف نفضت غبار الماضي ومآسيه لتسموا فوق أوجاعها بالنغم وقصائد الشعر وحنين الذكريات التي دونت في ذاكرة الاجيال كالنقش وها هي تكشف عن موروثها الثقافي والاجتماعي والفني المتدفق ، وحضورها الطاغي قوة وعنفواناً ليس له حدود .
الحوطة المدينة التي قهرت قطعان الغزو ورسمت خريطة الخلاص الأكيد ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتطر وما بدلوا تبديلا )
وهاهي تبن ..
السور الآمن الانيق يلف العاصمة ويمنحها الأمن والأمان والخضرة الهادئة والشغف الملتحم بالقلوب ..
تبن السهم الذهبي للمقاومة وإعصارها العاتي مطهر العسس وزوار الفجر ودحر الغزاة .. تبن نسمة الصباح وتغريدة المساء وسكون الاحلام الثائرة ، تبن مدينة التلاحم الوطني حاضنة الفن والمعارف والمواقف الشامخة ، ها هي خرجت برجالها الأفذاذ تستنفر قواها لتقدم نموذجاً للإصرار العنيد للبقاء وكأنها تتأهب للقفز من قمة الطود لاعلى الشهب وبتطلع متجرد نحو المستقبل تتجاوز المحن والمطبات وفاء للدماء الزكية التي روت ترابها الطاهر .
أما ردفان قاهرة الخوف بجموح الثورة طاهرة الروح .. ردفان شموخ الانقياء وهي تُذكرنا عند كل ملمةٍ بانها صاحبة الحق الحصري لباكورة الفتح وخاتمة الانتصار .. هي قِبلة الاحرار والبوصلة التي تقود المواكب الثائرة للخلاص من القهر والاحتلال .
بينما يافع المعلقة عند النجوم تناطح السحب العابرة شموخاً وأنفه ، يافع الحارسة العتيقة للمجد والكرامة تقدم دوماً وأبداً النموذج لمدد العشق الوطني ونهره الدافق بالعطاء الازلي ، يافع الالق الذي بدد ليلنا الحالك وسنفونية ناظمة لموازين البقاء والثبات .
يافع النصر والانتصار والتاريخ الخالد .
وهاهي الصبيحة حارسة البحر والثغور والمدائن رغم جراحها التي لم تندمل بعد ، مازالت تمثل الحصن المنيع والمدد المتواتر بالرجال الاوفياء ، قصة الكفاح والثبات والتضحيات التي غيرت فكر الحروب ونظريات المعارك ، لا يسعك إلا أن تقف إجلالاً لكتائب شهداء المجد .. حامية الحمى والديار .
هذه هي لحج أناس قهروا التهديدات وروضوا جبروت الطغاة واستأنسوا الاخطار والمكاره وحولوها اقاصيص للتاريخ تحكي مآثرهم للأمم والشعوب عبر التاريخ ..
فتحية لكم يا ابناء وطني حيثما كنتم ، وتحية لقيادتنا التي كان لها السبق الوطني في بذر بذور التلاحم والتعاضد وتوحيد الجهد والتضحيات .
ودمتم