عمالقة الساحل الغربي والهزائم الساحقة التي تلحقها بمليشيات الحوثي مقال لـ : راجح العمري

250

لا شك أن المتسائل والباحث عن إجابة لأسئلة لا يعلم عنها شيء سوى وجود تلك التساؤلات في ذهنه لا تتركه أينما حل .. حول من هي قوات العمالقة ! وكيف تشكّلت ! ومن هو قائدها ! وأي قوة لدى أفرادها الذين يتمتعون بذلك الصمود والتحدي ! أيعقل أنه خلال فترة قياسية تمكنت تلك القوات من تحرير الساحل الغربي لليمن ولم يتبقى منه إلا القليل !!!

وهل جنوح الحوثيون وهرولتهم نحو مشاورات السلام جعلهم يدركون خطر وجود تلك القوات على ميليشياتهم التي أصبحت تتجرع أشد الهزائم على يد تلك القوات !!! كثيرة هي التساؤلات التي تخطر على ذهن المتابع للشأن اليمني والعربي ولعلّي لن أذكرها كاملة لضيق الوقت .

على العموم ولكي لا نتعمق في التفاصيل سندخل في لُبِّ الموضوع حول الهدف من تأسيس تلك القوات ووجودها كصخرة صلبة في الساحل الغربي المتمثل بكسر شوكة إيران في الجزيرة العربية وهو ما كان بالفعل .

بالطبع فإن تأسيس تلك القوات التي يُطلق عليها مسمى قوات ألوية العمالقة كانت على يد القائد العام لها أبو زرعة المحرمي وهو قيادي بارز في المقاومة الجنوبية ممن حرروا العاصمة عدن أواخر العام 2015 م .. وانتقل إلى الساحل الغربي ليقود تلك القوات لمواجهة الحوثيين .

 فوجود قوات العمالقة كغيرها من القوات الموجودة والتي يدعمها التحالف العربي كان عامل قوي ومشجع لتحقيق الانتصارات بمساندة قوات التحالف العربي ، وكانت تلك القوات ونظراً لوجود رجال أشدّاء وقيادة حكيمة وشجاعة كانت مختلفة عن بقية القوات فاستطاعت أن تكتب للمجد عنواناً جديداً وللشجاعة نبراساً وفخراً اسمه ألوية العمالقة .

استطاعت قوات ألوية العمالقة أن تحرر أجزاءً واسعة تُقدّر بمئات الكيلومترات بدءاً من منطقة باب المندب ووصولاً إلى داخل مدينة الحديدة .. إذ باتت تلك القوات على مشارف ميناء الحديدة الاستراتيجي ، وهذا مالم تحققه أي قوة عسكرية تواجه الحوثيين في مختلف جبهات اليمن .

خسر الحوثيين في المواجهات مع ألوية العمالقة العشرات من المناطق الحيوية على امتداد الشريط الساحلي للساحل الغربي ولقي معظم قيادات مليشيات الحوثيين العسكريين مصرعهم والذين كانت تعتمد عليهم المليشيات الحوثية في المحافظات الخاضعة لها ، ولقي الآلاف من مقاتليها مصرعهم على يد أبطال قوات ألوية العمالقة .

وتعتبر معركة الساحل الغربي أحد أهم جبهات الحرب المشتعلة في اليمن فقد استنزفت عناصر مليشيات الحوثي فيها واضطرت القيادات الحوثية العليا لحشد مقاتليها من كل المحافظات إلى هناك ليلقوا مصرعهم في مدن وأرياف وجبال وصحاري وأودية الساحل الغربي .

الرهانات الحوثية في الحرب كانت خاسرة لم .. حيث أصبحت جبهة الساحل الغربي محرقة لهم ولميلشياتهم فلم يستطيعوا الصمود والتحدي مما جعلهم يهرولون نحو الدعوة الأممية لإجراء المشاورات في السويد والتي كانوا يرفضونها جملة وتفصيلا قبل خسارتهم لمعارك الساحل الغربي .

بكل تأكيد الصمود الأسطوري لقوات العمالقة والضربات الموجعة التي تلقتها مليشيات الحوثي في الساحل الغربي لن ينسوها وستظل محفورة في عقولهم … وستكون مُخلّدة في كُتُبِ التاريخ ليعتبر كل من سار على نهج مسيرتهم الشيطانية التي سيكون مصيرها الاندثار ليبقى الوطن شامخاً عزيزاً حراً برجاله وفرسانه .

 

 

LEAVE A REPLY