اثارت العمليات الإرهابية التي ينفذها اتباع داعش في أكثر من مدينة اوروبية فزع المجتمعات الأوروبية شعوباً وحكومات ، بل فزع أوروبا قاطبة ، وأكدت هذه العمليات ،أن الإرهاب لن تسلم منه مدينة أو بلد في العالم أجمع ، طالما أن هناك بلداناتعيش حالة من عدم الاستقرار والفوضى ، وطالما أن هناك ظلما سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا تعيشه كثير من شعوب العالم .
الشعب الفلسطيني له مايقارب من سبعين عاما يعاني ،
طرد من أرضه وشرد ، وتمارس ضده أبشع أنواع الظلم والاستعباد والعنصرية ، وهو الشعب الوحيد في العالم الذي لازال يقبع تحت إحتلال عنصري استعماري صهيوني همجي والعالم يتفرج ، بل وأوروبا كلها وأمريكا تدعم الكيان الصهيوني المحتل لأرضه وتوفر له الحماية القانونية والأخلاقية والعسكرية ، والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن يقفون عاجزين عن إنصاف هذا الشعب وحمايته من العدوان الصهيوني المستمر والممنهج عليه .
واليوم والشعب الفلسطيني يدافع عن نفسه بالحجارة و السكاكين ، نسمع من الزعماء الأوربين والأمريكيين من يدافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ، ضد مَنْ ضد شباب عزّل من السلاح ، وكأنها تواجه عدوانا من دولة عدوة تملك سلاحا نوويا ، كما أنه طالما هناك شعوب في هذا العالم تئن تحت وطأة الفقر والمرض والجهل والمجاعة ، والعالم يقف متفرجا على مؤاساتهم ، وأخص بالذكر تلك الدول التي بنت انتعاشها ونموها الإقتصادي على حساب هذه الشعوب في المرحلة الإستعمارية ، بالإضافة الى ماتعانيه الدول النامية التي نالت استقلالها من الإستعمار من عدم استقرار سياسي وأمني واضطرابات إجتماعية ، وصراعات دينية ، وتدخلات في شئونها الداخلية من قبل الدول الكبرى ، كماإن كثيرا من شعوب العالم تعاني من القمع والإضطهاد وانتهاك الحريات والحقوق من قبل حكامها ، الى جانب تركز السلطة والثروة بيد فئة قليلة من السكان على حساب غالبية الشعب ، جعل هذه الشعوب تثور على حكامها ، وعندما ثارت هذه الشعوب ، قمعت ثوراتها بقسوة وعنف من قبل هؤلاء الحكام مستخدمين الآلة العسكرية الضخمة التي بنوها من عرق الشعوب وكدحهم من أجل حمايتهم وحماية عروشهم ، بدلا أن تقف الدول الكبرى ومعها دول العالم بقوة مؤيدة هذه الثورات وداعمة لها ، نجد تأييدها لا يتجاوز حدود الكلام لا الفعل الإيجابي، والبعض من هذه الدول تقف مع الحكام الطغاة بحجة حماية مصالح بلادهم ، كما تفعل اليوم روسيا في سوريا وترتكب جرائم حرب في حلب وغيرها من المدن السورية تحت غطاء محاربة الإرهاب والدواعش على مرأى ومسمع الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل دول العالم .
من حق دول العالم أن تدافع وتحافظ على مصالحها وعلاقاتها الدولية ، لكن ليس على حساب الشعوب المقهورة والمضطهدة والمنتهكة حقوقها
أن الشعور بالظلم وانتهاك الحقوق أياً كانت نوعها ، سياسية أو إقتصادية أو دينية ، يدفع المظلوم للتحرك لأخذ حقه إمابشكل سلمي أو بشكل عنيف ، إن ابشع أنواع الظلم الإجتماعي التمييز بين أبناء البشر بسبب اللون والجنس والدين والعرق، والتمييز الإقتصادي يتحدد في حرمان الملايين من الشباب من العمل والوظيفة ، ووجود طابور كبير من العاطلين في العديد من بلدان العالم ، في الوقت الذي توجد في هذه البلدان ثروات هائلة تبدد وتسرق من قبل الأسر الحاكمة وطابور الفساد من المسؤلين الذين يتبعونها ، وتصرف على نزوات وحروب الحكام في هذه البلدان دون ضابط أو وازع من أحد ، فالمؤسسات القائمة في هذه البلدان مفصلةومعدة وفقا لرغبات الحاكم وطابور الفساد الذي يتبعه .
أن القضاء على الإرهاب أصبحت حاجة ملحة وضرورة عالمية ، فخطره لم يعد محصورا في إطار جغرافي معين ، بل صار عالميا ، ولذالك فتحرك جميع الدول في العالم بما فيها الدول الكبرى لمواجهته يتطلب القضاء عاى جذوره وأسبابه السياسية والإقتصادية والإجتماعية والدينيىة ، وهذايتطلب أولا الاتفاق الدولي حول تعريف محدد له ، بحيث لايشمل التعريف تلك الشعوب التي تناضل من أجل حريتها وانعتاقها من الإحتلال الأجنبي، كما يفعل الشعب الفلسطيني اليوم ، فنضاله مشروع ،
كماأنه مطلوب من المجتمع الدولي أن يضع حدا لتدخل بعض الدول في شؤن الدول الأخرى ، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار فيها من خلال دعم جماعة سياسية معينة أو دينية بكافة اشكال الدعم ، ويجب أن يعتبر ذالك شكلا من الارهاب ، كما تفعل بعض الدول اليوم مثل إيران ، وكانت سببا في اندلاع الحروب وانتشار القتل والدمار ، كماهو حاصل في اليمن وفي العراق وفي سوريا وليبيا وغيرهامن دول العالم .
الأستاذ / فرج عوض طاحس
سيؤن حضرموت