من المعروف لدى الجميع ارتفاع معدلات البطالة في أوساط المجتمع اليمني بشكل رهيب ومع استمرار الحرب ونزوح العديد من الأهالي من مدنهم تضاعفت تلك الأرقام، إلا إن مع تضاعف تلك الأرقام نجد في الجانب الآخر وباء خبيث ومنتشر في المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، ذلك الوباء يفتك بحق الشباب في الحصول على فرص العمل في تلك الجهات التي تعتمد على منهجية الازدواج الوظيفي في جميع الأعمال أو المشاريع التي تقع تحت طائلتها لأنها تعتمد بدرجة كبيرة على المحسوبية والواسطة لا على الشهادات الجامعية والخبرات الميدانية، فكم من شباب لديهم قدرات تؤهلهم لرقي أعلى المناصب نراهم يعملون في وظائف لا تليق بمستوياتهم التعليمية وبثمن بخس دراهم معدودة، بينما نجد في تلك الجهات ممن يرتقون عروشها لا يملكون من الشهادات ولا الخبرات ما يؤهلهم لتلك المناصب واستلام تلك الرواتب الضخمة والتي تكون في كثير من الأحيان بالعملات الصعبة سوأ إنهم محسوبين على جهات معينة تتوافق مع تلك المنظمات التي تعرف نفسها في بأنها مستقلة، وهي في الواقع غير ذلك.
وتجد أن ولائك الأشخاص يعملون في كثير من الأعمال ولا يكتفون بما يتقضون من تلك الرواتب الضخمة بل تجدهم يسيطرون على ما يقع تحت أيديهم من أعمال ولو في غير تخصصاتهم وخارج قدراتهم دون إتاحة الفرصة لغيرهم ممن هو أولاء بها منهم؛ ألا يحق للشاب الذي قضى جل عمره في التعلم العمل في تلك الجهات؟! أم إن ذنبهم الوحيد إنهم لا ينتمون لتلك التيارات المحركة لتلك الجهات.
إلى متى سيبقى حالنا كذا؟؟!! المجتمعات ترقى وتتطور ونحن مازلنا متمسكين بتلك العادات القبيحة من محسوبية وواسطة وغيرها من تلك العادات، نريد أن نرقى ولكنا لسنا مستعدين لفتح المجال للشباب الواعي، من يحمل آمال المستقبل وتطلعات الوطن.
إلى كل الجهات التي تعتمد على هذه المنهجية من حكومية وخاصة هنا دعوة للتغيير نحو الأفضل اتركوا المجال ولو قليلاً فقط للشباب ذوي الشهادات الجامعية يعملون في مجال تخصصاتهم وسوف ترون من النتائج الإيجابية ما تذهل به عقولكم وترقى بمؤسساتكم وسيكون لها الأثر النافع على مجتمعاتكم.
وفي الختام هناك ثلاث دعوات مختصرة أطلقها من مقالي هذا، “الأولى” إلى المؤسسات الحكومية للعمل بجد والضرب بيد من حديد ومحاسبة كل من هو متورط بهذه الجريمة.
“الثانية” إلى منظمات المجتمع المدني التي تتعامل بهذه المنهجية أعملوا على مكافحة تلك العادة القبيحة فهي وباء فتاك يكون من نتائجها كره مجتمعاتكم لكم اعملوا بشفافية واسعوا جاهدين لاستغلال الشباب في شتى وظائفكم ومشاريعكم.
“الثالثة” إلى كل الشباب خريجي الجامعات من مختلف التخصصات لا تيأسوا وكافحوا ولا تتأثروا بما تعرضتم وبما صدمتم به من قبل تلك الجهات أعملوا جاهدين على سد تلك الثغرات وتنمية مواهبكم وصقل قدراتكم، فما هو إلا ليل قصير لا بد أن ينجلي ويطلع الفجر لصادق الواعد بغد أفضل يقوده الشباب بكل عزيمة وإصرار نحو ميناء النمو والازدهار.