التصالح والتسامح الجنوبي.. أساس النصر مقال لــــ : د . ناصر الخبجي

351

 

 

 

ان ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي، هي ذكرى عظيمة، لما تحمله من هدف عظيم، ومبدأ لا يحيد عنه إلا المأزومين، فهو المبدأ الجنوبي، والاساس المتين الذي ارتكزت عليه ثورة شعب الجنوب ” الحراك الجنوبي السلمي”، والمقاومة الجنوبية، ولولا التصالح التسامح الجنوبي لبقي الجنوب تحت حكم الطغاة والمحتلين .

 

ان الشعوب الوفية لأوطانها، والتي قدمت كثيراً، وضحت بخير رجالها وشبابها من اجل الحرية والكرامة، وصمدت امام اعتى موجات الاستهداف، يجب ان تبقى وفية لاهدافها، ولدماء شهداءها وجرحاها وتضحياتهم، لكي تحافظ على ما حققته من انجازات ومكاسب وانتصارات.

 

وهو ما يجب ان نكون عليه، كشعب ضحى كثيرا وصمد، وحقق مكاسب تأريخية، بفعل التلاحم الشعبي، كما علينا ان نسير قدماً لتحقيق كل التطلعات التي حملها شعبنا منذ البداية، وكلما حققنا نصراً وتقدمنا صوب الهدف، علينا التمسك بأساسيات النصر، وهو التصالح والتسامح الجنوبي.

 

وجدير بنا اليوم، ان نجعل هذا المبدأ الذي حثنا عليه ديننا الحنيف، ونعض عليه بالنواجذ، لأنه أساس الحياة، وطريق الانتصارات التي ما كان لها ان تتحقق، لولا ان التصالح والتسامح، لملم شمل شعبنا الجنوبي، وجعله يداً واحدة في مواجهة العدو الفاشي، الذي دمر كل شيء، وعاث فساداً في ارضنا.

 

ومنذ بداية ثورتنا الجنوبية، شكل التصالح والتسامح الجنوبي، ضربة قاضية لصنعاء وكل قواها، وكان هو الشرر الذي أقض مضاجع نظام الاحتلال، ففي أول إعلان جنوبي والذي تبنته جمعية ردفان، جن جنون نظام علي عبدالله صالح واركان حكمه، فقمع بكل هستيريا جمعية ردفان، واعتقل من اعتقل، في اسلوب واضح، عرّى فيه نظام صالح نفسه امام العالم، بانه نظام لا يحمل قيم التصالح والتسامح، وفي نفس الوقت يشعر بالخطر، من ترسيخ أي قيم انسانية حقيقة، وتأكد للعالم ان صنعاء ونظامها بقيادة صالح، لا يحملون الا العبث والدمار والفساد، ويستخدمون سياسة فرق تسد، وزرع الفتن والتقاتل بين افراد الشعب، لكي يستفردوا بمصالح شعب الجنوب، ويبقوا ناهبين لها.

 

ولكن مع تمسك شعب الجنوب، بهذا المبدأ العظيم، وهذه القيمة الطاهرة، لم يستطع العالم كله، وليس نظام صنعاء وحده، ان يمرر مخططاته على ثورة شعب الجنوب، فصمدت الثورة في كل المراحل، وتهاوى عرش صنعاء.

 

واليوم مع كل التطورات التي حدث، بات الجنوب أكثر، بحاجة ماسة، للتمسك بهذه المبدأ، الذي لو تمسكنا فيه اكثر، وجسدناه عملياً، وتشابكت ايادينا، حتماً ستفشل كل محاولات العدو لبث روح الفتنة والانقسام الجنوبية وما في فلكها من المناطقية والعصبية والقبلية.

 

وليعلم شعبنا الجنوبي، ان العدو ينتظر بفارق الصبر، بل ويعمل بكل ما اوتي من سبل وقوة، على احداث شق في صفنا الجنوبي، لأنه يدرك انه لن يستطيع الانتقام من الشعب الجنوبي الذي انتصر بإرادته وصدق توجهه، إلا بزرع الفتن والانقسام، وبث روح التمترس خلف الصغائر والضغائن، عبر مطابخ الشائعات، والافكار الهدامة.

 

لهذا.. نحن اليوم في أشد الحاجة، لنرسخ التصالح والتسامح، ونترجمه عملياً في مختلف تفاصيل وجوانب حياتنا، بالقول والفعل، بممارساتنا وسلوكياتنا، لكي نثبت اننا اهلاً لإدارة وطننا ودولتنا، ولن يكون ذلك، إلا من خلال تعاضدنا وتماسكنا جميعاً، وتسامحنا مع الماضي بمختلف مراحله، سواء البعيد، أو الماضي القريب، لاننا اليوم نعيش في مرحلة جديدة، تغيرت فيها الاوضاع جذرياً، وتحول مسار الاحداث لصالح هدفنا الذي حملناه وصمد شعبنا من اجله في اخطر المراحل واحلك الظروف، وواجه جبروت العالم، حتى عاد الجميع للسير في طريقنا، وان اختلفت الملامح والاهداف، لكنها بالتأكيد، تخرج وما حملته ثورتنا الجنوبية من مشكاة واحدة.

 

من هنا علينا، ان نحمل هذا المبدأ مبدأ التصالح والتسامح، ونعلمه لاولادنا واجيالنا، لان فيه قوتنا، وقوة وطننا وما نحمله من قيم ملهمة للشعوب، كما كنا شعب ملهم لها، في مراحل مختلفة من التأريخ، سواء بالاستقلال من الاستعمار الذي لا تغيب عنه الشمس يوم هزمت عدد من الدول العربية امام الكيان الصهيوني عام 67، او عام 2007 يوم الهمنا الشعوب بمعنى الثورات الشعبية السلمية، وكنا عام 2015 شعب التصدي لمشروع العدو الفارسي، وهزمناه وتصدينا له، لنثبت للعالم اننا مع اخواننا العرب في الخليج وأمتنا العربية عامة، جسدا واحداً، وروحا لا تقبل الاستعمار والعدوان على الحرية والقيم والدين والكرامة.

 

*محافظ محافظة لحج

13يناير 2017م

LEAVE A REPLY