التحضيرات لعقد المؤتمر الحضرمي الجامع ، فضحت وكشفت كثيراً من المنافقين والطبَّالين ، الذين يدعون حبهم لحضرموت وحرصهم على وحدتها وسلامة أرضها وتحكم أبنائها في ثرواتها واستقلالية قرارها ، كما كشفت انتهازية تلك القوى السياسية التي تدعي وحدويتها وحرصها على وحدة اليمن ، وهي اليوم تسعى مع بعض الزعامات النفعية ، التي تجري وراء مصالح شخصية والجاه الزائف من خلال كرسي السلطة الدوار ، لتقسيم حضرموت إلى محافظتين ، وهي تدرك خطورة مثل هذه القرارات لو تمت على النسيج الإجتماعي الحضرمي، وعلى مصالح الناس ، وتعيد إلى الذاكرة فترة الحكم الإنجلو سلاطيني ، عندما كانت حضرموت يتقاسم حكمها ، السلطان القعيطي والكثيري ، كما يذكرنا هذا التقسيم إذا تم بالسياسة البغيضة التي كان البريطانيون يتبعونها في حكمهم للجنوب ، سياسة فرق تسد المشؤومة ، واليوم والتحضيرات للمؤتمر الحضرمي الجامع تقارب من نهايتها ، ًوسيتم عقد المؤتمر قريباً إن شاء الله ، الذي سيمثل حدثا تاريخيا هاما في حياة حضرموت وتمتين وحدتها وتلاحم أهلها ، ورص صفوفهم لمواجهة الأخطار والأطماع والتحديات والمشكلات ، التي تواجه حضرموت وماأكثرها ، وتأتي في مقدمتها، المشكلات الأمنية والفراغ الأمني ، والغياب القوي للدولة ، التي تعاني مديريات الوادي والصحراء منه ، ونتج عن ذلك انتشار ظاهرة القتل والتقطع والبلطجة والإعتداء عاى حقوق الآخرين .

 
للأسف بدلا أن تعمل هذه الزعامات الزائفة التي تجري وراء المجد على حساب وحدة حضرموت التي ظلت صامدة خلال الفترات الماضية ، على الرغم من المحاولات الفاشلة للمساس بها ، مع كل الخيُِّرين من أبناء هذه المحافظة على رص الصفوف والمطالبة بقوة بأن يتولى أبناء الوادي والصحراء وأبناء حضرموت عامة الملف الأمني والعسكري و حماية مناطقهم ومديرياتهم ، بدلا الإعتماد على الغير ، نجدهم يتآمرون على وحدة حضرموت ويطالبون بكل وقاحة بتقسيمها بالتعاون والتنسيق مع رموز في السلطة الشرعية ، معروفة بأطماعها وتطلعاتها لاستعادة سيطرتها على الجنوب وحضرموت وعاى ثرواتها ، بدلا أن تركز هذه الشرعية على حربها مع الإنقلابيين واسقاط الإنقلاب وتحرير العاصمة صنعاء وتعز من سيطرتهم واستعادة السلطة الشرعية إليهما ، تأتي هذه الشرعية اليوم لتوجه سهامها القاتلة إلى صدر حضرموت ، التي يأتون إليها من جبهات القتال فارين . ماذا عملت بكم حضرموت لتصبوا حقدكم الأسود عليها ؟ لأنها بدأت تنتفض عليكم وعلى جبروتكم وعلى تسلطكم ، بعد أن قتلتم أبناءها واستبحتم أرضها .

 
ألا يكفيكم أيها السادة اهمالكم المتعمد لأبناء حضرموت والجنوب ، أبناء المناطق المحررة ، وهم يعانون من الحرمان وسوء الخدمات ، وانقطاع الكهرباء وتردي الأوضاع الصحية ، وانقطاع المرتبات وتؤخرها ، وماتسببه من معاناة وشظف العيش ، لهؤلاء المساكين الذين رفعوا رؤسكم ، عندما مرغوا أنوف المتمردين في الوحل ، بطردهم من عدن ومن المناطق الجنوبية الأخرى ، مدحورين مهزومين نهارا جهاراً ، ويسطرون البطولات في الجبهات التي يقاتلون فيها ويسقط الشهيد تلو الشهيد ، في باب المندب وبيحان وصعدة وغيرها من مناطق الاشتباك مع العدو ، و في الجبهات الأخرى ، التي يقاتل فيه جيشكم الوطني ومقاومتكم نسمع جعجعة ولانرى طحيناً ، مصحوبة بضجة إعلامية بالانتصارات والبطولات الخارقة وغيرها …..! ، كما تناقلت مواقع التواصل الإجتماعي ، تصرفاً أحمق وفضيحة لرئيس وزراء حكومة الشرعية ، بأنه وقّف العمل في ربط المناطق المحررة بشبكة اتصالات حديثة وصلت من الإمارات ، بحجة الحفاظ على الوحدة ، أي وحدة هذه يا راجل التي تتحدث عنها ! ، الوحدة ذٌبِحَتْ في ٩٤ وقٌبِرَت في حرب ٢٠١٥ م على الجنوب ، أي وحدة هذه في بلد فية حكومتان ، بنكان مركزيان ، و جيشان ، وعاصمتان ، ورئيسان ، العملة هي الوحيدة الباقية من هذه الوحدة المزعومة .

 
حضرموت موحدة ويجب أن تظل كذلك ، وأي محاولات لفصلها والعبث بوحدتها ، يجب أن تواجه بالرفض والمقاومة ، وعلى الجميع تشكيل لجان وطنية للدفاع عن حضرموت ووحدتها ، في كل قرية ومدينة ، وفي الداخل والمهجر ، لتقوم بالإحتجاجات السلمية والفعاليات السلمية الأخرى الرافضة لهذا التوجه ، وعلى اللجان التحضيرية للمؤتمر الحضرمي الجامع ، التعجيل في تحديد موعد انعقاد المؤتمر ، ليكون الرد العملي القوي على كل متطاول على حضرموت ووحدتها ، وعلى الرئيس ألاَّ يستجيب لمستشاري السوء الذين يحيطون به ، ولظغوطات القوى الانتهازية المتلونة والمتذبذبة .بالأمس عند زيارتك ياسيادة الرئيس ، لحضرموت وهي الأولى ،منذ توليك ، اعترفت بأنَّ حضرموت قد ظلمت ، ونتمنى ألاَّ تٌظْلمٌ مرة ثانية على يديك ، وتكون سببا في تعاسة أبنائها وخلق مشاكل جديدة الناس في غنى عنها ، لازالوا لم يتخلصوا بعد من تلك المشكلات ، التي خلقها وغذاءها النظام السابق ، وذلك في حالة اقدامكم على اصدار قرار بتقسيم حضرموت ، سيكون هذا القرارا كارثياً حقا على حضرموت وعلى الجنوب ، وعليكم شخصيا ، حيث سيقضي تماما على شعبيتكم وسيخدم الإنقلابيين ومن يسير في نهجهم لاغيرَ

 
الأستاذ / فرج عوض طاحس
سيؤن / حضرموت .
الثلاثاء ١٧ يناير ٢٠١٧ م
١٩ ربيع ثاني ١٤٣٨ هجرية

LEAVE A REPLY