سلسلة الاغتيالات في وادي حضرموت، وحادثة اختطاف الرائد “عبيد بازهير” التابع للمنطقة العسكرية الثانية في محافظة مأرب إثر مزاولة عمله، ومحاولة انشاء قوات موازية لقوات النخبة الحضرمية، ومسائل أخرى، كلها ملفات حساسة وقضايا تؤرق المواطنين في محافظة حضرموت وأصبحت هما لكل الناس، فالجميع يتساءل ويتوقع ويحلل ويستشعر ملامح صراع يلوح في الأفق، فما طبيعة هذا الصراع؟ وماهي أشكاله؟ وما دلالات هذه الأحداث المتسارعة؟ والكثير من التساؤلات التي حملها “المندب نيوز” الى القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، الأستاذ “علي الكثيري” خلال حوار خاص سرد فيه لنا الكثير من المعلومات، وإليكم نص الحوار.
المكلا (المندب نيوز) خاص
المندب نيوز: أهلاً أستاذي، في البدء نهديكم تحياتنا، ونتشرف بإجراء حوار مع قامة حضرمية مثلكم وشخصية سياسية بارزة ضمن سلسلة حواراتنا في موقعنا المؤقر.
الكثيري: “حياكم الله وشكرا جزيلا لكم ولموقع المندب نيوز المعروف الذي يعد من أبرز المواقع التي تتابع لحظة بلحظة كل التطورات في حضرموت والوطن بشكل عام”
المندب نيوز: نبدأ بالحدث الأهم والشغل الشاغل في حضرموت اختطاف الرائد “عبيد بازهير ” المنتمي لقوات المنطقة العسكرية الثانية في محافظة مأرب، كيف ينظر المجلس الانتقالي لهذه التطورات؟
الكثيري: طبعا نحن نرفض هذه الأعمال جملة وتفصيلا، والتي تعتبر انتهاك لكل الشرائع والقوانين والاعراف وبالنسبة لحادثة اختطاف الرائد “عبيد بازهير ” هذه واقعة مدانة بكل المقاييس واعتقد ان اللوم يوجه لسلطات مأرب لاسيما وأن الرائد بازهير توجه الى هناك في مهمة رسمية وهو لا يمثل نفسة بل يمثل المنطقة العسكرية الثانية والاعتداء علية يمثل اعتداء على “حضرموت ” بكافة مراجعها القبلية ومن هنا ندعو للإطلاق الفوري للرائد عبيد بازهير وضمان سلامته بالدرجة الأولى وبالتأكيد حضرموت اليوم ليست حضرموت الأمس وليعلم الجميع أن لحضرموت القدرة على الرد على أي استهتار بها أو بأبنائها وبهذا الصدد ندعو كافة الجهات في السلطة المحلية لتكون عند مستوى المسؤولية ، ويكفي من تنديد وإدانة اليوم نحتاج أن نقف وقفة ضد كل من يستهتر بحضرموت، وللأسف هذه العملية ليست الاولى ونتيجة لضعف تفاعل الناس استمرت هذه القوى المسلحة وواصلت عمليات الاعتداء.
وأحب ان وأؤكد أن لدينا علاقات أخوة وجوار مع قبائل مأرب ونناشد فيهم شيمهم القبلية ونأمل ان يكون لهم موقف من هذا الأمر.
”حضرموت ليست حمى مستباح ولن نسمح بالتطاول على أبنائها“
المندب نيوز: ألاّ تعتقد أن هناك طرف ثالث يود اشعال فتيل المواجهة بين حضرموت ومأرب؟
الكثيري: نحن في المجلس الانتقالي لنا رأي اّخر في هذه الأمور نعتقد ان ما يجري في شبوة وحضرموت وسقطرى مترابط تماما هناك محاولة لإعادة تركيع حضرموت بالذات الساحل وشبوة وسقطرى من خلال محاولة انشاء ودعم بعض القوى العسكرية لأسقاط هذه المناطق مجددا، طبعا عملية اختطاف الرائد بازهير حاولنا أن نعرف تفاصيل لكن للأسف لا توجد اية معلومات حول ملابسات القضية وأعتقد بان هذا مخطط له ومن ذات المنطلق ندعو كافة أبناء المحافظة للتكاتف.
المندب نيوز: ما طبيعة هذا المخطط؟
الكثيري: المخطط هو محاولة تمدد قواهم في الساحل والهضبة وهم الان يحاولوا أن يستبقوا أي أمر اّخر ونحن في المجلس الانتقالي الجنوبي أول من دعاء لتحرير وادي حضرموت ولا زلنا ندعو وسنعمل بكل قوة حتى يعود الوادي لأهلة.
وهناك استباق للأحداث وقيام بخطوات من هذا القبيل، وهناك كما أعلن أن قوة عسكرية سيتم نشرها في منطقة “ساه” وهي قريبة جدا من مناطق الانتاج النفطي وهذا التطور خطير للغاية وسوف يعرض حضرموت لفتنة اذا ما تم.
”أي تجنيد خارج نطاق النخبة مرفوض بشكل نهائي“
المندب نيوز: بما أنك تطرقت لموضوع القوة العسكرية ..هناك دعوات تسمع في الآونة الأخيرة عن تجنيد وانشاء قوات عسكرية موازية للنخبة الحضرمية، ما صحة هذه الأنباء؟
الكثيري : نحن نتابع كل ما نشر حول قضية التجنيد لأكثر من 2700 عنصر تحت مسمى الحماية الرئاسية وأي كانت الشخصية او القوى التي تدعم هذا المشروع نحن لدينا راي واضح جدا وهو نعم لتجنيد أبناء حضرموت وفقا للأسس المتبعة عبر توسيع وزيادة رقعة النخبة الحضرمية لتوسيع نفوذها في الوادي والصحراء ولذلك نحن لا نرفض التجنيد بشكل عام ولكن نرحب به وفق الأطر المعروفة ونحذر بعض القوى التي تحاول أن تصدر الفوضى لحضرموت من خلال رعاية مثل هذه الدعوات.
المندب نيوز: ماذا عن تحرير وادي حضرموت خصوصا بعد تبني المجلس الانتقالي ملف تحرير الوادي في اجتماع عدن الأخير؟
الكثيري: نعم، المجلس الانتقالي يتبنى تحرير الوادي لعدة اعتبارات اولا لأن الوادي مغتصب من قبل قوى من خارج حضرموت ومرتهن لقوى تتبع جنرالات حرب في مأرب وصنعاء، ثانيا حالة الانفلات الأمني وحالات القتل التي تحصل كل يوم تجري تحت سمع وبصر هذه القوات وتعبر من خلال موقفها عن شيء من التواطؤ من خلال غض الطرف عن هذه العصابات، الاعتبار الثالث ان وادي حضرموت يجب ان يعود الى أهله وعلى القوات ان تخرج بسلام والا فأن اهل حضرموت يستطيعون أن يحرروا مناطقهم وهذا حق مكفول لهم ويجب أن يفهم الجميع أن من سيحرر الوادي هم أبناء حضرموت وليس أحد غيرهم .
”هناك مخطط يجري برعاية جنرال الحرب علي محسن الأحمر لمد نفوذ قواته لساحل حضرموت والمناطق النفطية“
المندب نيوز: هل توجد حاضنة شعبية للقوات المتواجدة في وادي حضرموت؟
الكثيري: على العكس تماما السواد الأعظم من أبناء الوادي يرفضون هذا التواجد العسكري والجميع يعتبرها قوات احتلال لا نها جاءت مندو العام 94 وحاولت في العام 2015 أن تسلم نفسها من أي ضربات فاتخذت موقف محايد في الحرب الدائرة اّن ذاك وهي اليوم ترعى الارهاب بينما المحافظات الشمالية التي ينتمي لها هؤلاء العناصر مازالت تحت سيطرة الحوثيين
المندب نيوز: هل هذه القوات هي من تقف وراء اغتيال جنود قوات النخبة ؟
الكثيري: نحن نرى بأن هناك تواطؤ بين عناصر ارهابية وهذه القوات لا بل نستشعر أن هذه القوات ضالعة تسهيل عمليات الاغتيال .
المندب نيوز: ما نوع هذا التواطؤ ؟
الكثيري: بالتغافل عن تحركاتهم ! هناك الكثير من عناصر القاعدة وداعش تمر في النقاط العسكرية دون أن يوقفها أحد .
الجانب الاّخر هناك الكثير ممن قتلوا على بعد أمتار من تلك النقاط العسكرية التي لم تحرك ساكن هذا الأمر يؤكد أن هناك تواطؤ بل تساهل بل مشاركة في عمليات الاغتيال هذه
المندب نيوز: أليست المملكة العربية السعودية هي من تدعم القوات في وادي حضرموت؟
الكثيري: أعتقد أن المملكة العربية السعودية تلعب دورها كزعيمة وقائده للتحالف العربي وهي تحاول توحيد الجهود لمكافحة المد الصفوي والمشروع التوسعي الايراني وهي تقدر وتتفهم كل ما يطرح في ملف الوادي ونحن لا نلومها ولا نحملها أي مسؤولية في هذا الجانب.
”أي تجاوز للجنوب وقضيته سيؤسس لحرب قادمة“
المندب نيوز: على الجانب الاّخر هناك مساعي حثيثة من قبل المجلس الانتقالي لأقناع المجتمع الدولي بأحقية الدولة الجنوبية أين وصلت هذه المساعي؟
الكثيري: المجلس الانتقالي عمره الزمني لا يتجاوز العامين وكان للرئيس عيدروس الزبيدي عدد من الزيارات واللقاءات الخارجية لفتح اّفاق واسعة لأقناع العالم بأحقية قضية الجنوب.
المندب نيوز: هل لاقت قبول تلك الزيارات؟
الكثيري: بالتأكيد زيارة الرئيس لبريطانيا وروسيا كانت مثمرة وهناك مكاتب للانتقالي في الدول الأوربية ودول أميركا وأعتقد بأن النجاحات في هذا الجانب متواصلة والقادم أفضل بأذن الله
المندب نيوز: من جانب آخر، في وجهة نظركم لماذا تأخر الحسم العسكري في اليمن؟
الكثيري: أعتقد أن هناك الكثير من القوى المندرجة تحت غطاء ما يسمى بالشرعية تسعى لإطالة أمد الحرب واستنزاف التحالف العربي وعدم تحقيق انتصارات حاسمة اضافة الى بعض المواقف الدولية التي اوقفت الانتصارات في الساحل الغربي والحديدة أوقفت هذه العمليات واصبح الوضع جامد هناك لكن الأساس الذي أدى لعدم الحسم العسكري هو القوى الداخلة في الشرعية اليمنية التي تهدف الى اطالة أمد الحرب وأعتقد أن التحالف تنبه لهذا الأمور وأصبحوا يتساءلوا عن هذا الأمر.
المندب نيوز: كلمتك الأخيرة!
الكثيري: أحب ان اقول لأبناء حضرموت اليوم الأوضاع في حضرموت تنذر بأخطار قادمة إذا استمر السكوت وعدم كبح جماح هذه الأخطار، لذلك ندعوهم للتنبه لهذه الأخطار القادمة من عدة قوى لا تريد لحضرموت الخير والاستقرار وندعو الجميع لوقف من يريد ضرب النخبة الحضرمية او محاولة انتاج الاحتلال مرة أخرى وندعوهم لرفع الصوت لأجلاء قوات علي محسن الأحمر من وادي حضرموت.