صلاح مبارك

منذ أن بدأت الخطوة الأولى لإشهار التحضيرات لمؤتمر حضرموت الجامع , وجهت الكثير من وسائل الإعلام “الشرعية” واللاشرعية” “طعنات” لهذا “الوليد” واستدارت ظهرها لكل ما هو إيجابي ونافع , مكشرة عن أنيابها قبحًا , وكأن جنونًا قد مسها ..

 

-قطعًا – لم تتناول وسائل إعلام محلية “مرئية” على وجه الخصوص – وعلى الإطلاق – حدثًا حضرميًا كـ”مؤتمر حضرموت الجامع” , فقد أعطت القنوات- اياها – “مساحة” من بثها وخصصت برامج لبث سموم الشقاق وألبست “هذا الحدث ” لباسًا غير لباسه , وحرفت وشوهت – ما استطاعت لذلك سبيلا – للنيل منه ومحاولة “التشوش” عليه و”التشكيك” حوله , ولم تنس ان تحمل معها “عدتها” لتوزيع صكوك “العمالة” و”الارتهان للخارج”, والمراقب الحصيف يمكنه أن يفند ما بث من حلقات ورسائل – فقط في قنوات اللاشرعية – أبان إعلان بدء عمل لجان التحضير “افرغت خلاله رعاف سمومها وحقدها , أما “الأخريات” فقد توارن خجلًا بعد أن”افزعنهن” الحدث , وتلصلصن – من خلف الحجاب – خيفة وريبة , وكأن مسًا من أعمال الشيطان قد اصابهن.

 

 

فلولا هذا الاستثناء الكبير – بما له وما عليه-  وانطلق قطار استعداداته وترتيباته  لما وجد كل هذا “الاهتمام” ولما تعنت هذه الوسائل وكلفت نفسها كل هذا العناء والتعب لمحاكاة نفسها تارة وتارة أخرى لرسم صورة مغايرة لما يجري , وسبر أغوار خيالات وأوهام , أو الإمعان في تزييف الحقائق , كل هذا لم يكن مصادفة أو اعتباطا, وإنّما جاء قصدًا وموجهًا وتعسفًا لمن يلوح ويرفع مطالب وحقوق مشروعة لأهلنا في حضرموت أو من ينشد عدلًا ومساواة , أو  لمن يريد أن يسدل ستار هذا الظلم والاستبعاد الذي طالت لياليه.

 

لقد صدحت أصوات المختصين في اللجان التخصصية بتحضيرية مؤتمر حضرموت الجامع , مجلجلة , وواضحة لسرد كل ما يعتمل  من أنشطة ومهام تحضيرية , ليس فيها لبس أو غموض, ووضعت الأوراق كلها فوق الطاولة مجملة ما تم وما يمكن ان يقدمه مؤتمر حضرموت الجامع من رسالة وأهداف دون إخفاء أو أغفال , بالإضافة إلى تصحيح الكثير من المعلومات الخاطئة و”المغلوطة” تم تبيان حقيقة النوايا الصادقة للمجتهدين الساعين للخير اتجاه مجتمعهم , منفتحين على كل التوجهات مستوعبين كل الآراء – المتوافقة والمتباينة – كله هذا حدث ولم يك جله أمرًا اعتياديًا أو عابرًا فوصول الصوت الحضرمي بهذه القوة والنقاء  يحمل الكثير والكثير , ولهذا “الانزعاج” – الذي يلف حوله – أيضًا له مسببات وأبعاد ومقاصد.. ولا حكم على الآخرين ما دام المسار واحد والسائرون إليه مجمعين على “المضمون” و”المبدأ” 

 

وفي المقابل ثمة أصرار وثبات من مختلف المكونات والقوى المجتمعية على تعددها السياسي ومشاربها الفكرية لتحقيق الاجماع حول”مؤتمر حضرموت الجامع” الذي يستحضره الظرف الراهن بتعقيداته واستحقاقاته , واللحظة التاريخية التي لن تتكرر  , وهو ما تجسد , ويتجسد حاليًا  – أيضًا – في اللقاءات والتواصل المستمرة – سواء  في الداخل أو بلدان المهجر – وتدارس المقترحات مع الجميع – دون استثناء – لوضع الأسس والمعايير والتي تستوجب في اختيار الشخصيات والافراد  التي ستضع بصمتها في هذا الإنجاز العظيم .

 

لقد بدأ في “حضرموت” تشكّل جديد ينمو ويظهر بوضوح, يستشرف المستقبل بنظرة تفاؤل وأمل بأن القادم يبشر بكل خير , مستندًا ومنطلقًا من أرث متجذر , وسجل حافل بالنضال والمقاومة لاستعادة الحقوق والاعتراف بها وتثبيتها والحفاظ على ما تحقق من إنجازات وتمكين , للولوج إلى غايات وتطلعات ترسم معالم المستقبل الذي تستحقه حضرموت ينفض عنها غبار سنوات طويلة ومراحل متقلبة من الضياع والهيمنة والعبث , عانت خلالها – هذه البلدة الطيبة وأهلها – الويلات والتهميش والإقصاء والإذلال والنهب للثروات والخيرات .

 

أن التناغم الذي يتجلى في مظاهر تلاحم النسيج المجتمعي الحضرمي في الداخل والمهجر – على اختلاف فئاتهم العمرية والانتماءات الاجتماعية والسياسية والفكرية – إلا نذر يسير من هذا التشكل الذي يترسخ عمقًا في الوجدان والأفئدة وسيقوى بمزيد من التعاضد والتشبث والحرص الغير مسبوق  على الاصطفاف مع ما يجمع الكلمة ويوحد الصف  والدعوة للتآخي والتعاون , ونبذ التعصب وتجنب مساوئ الأمور وترفع عن الصغائر والمماحكات, ومتاهات الشخصنة , وتهيئة كل السبل لإنجاح هذا الحدث , بوصفه حدثًا يهم الصغير والكبير على السواء وما بعده , تنفيذ مقرراته  وهذا الأهم .

 

LEAVE A REPLY