(المندب نيوز)BBC

كزت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية علي السياسات التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ضوء قراراته الأخيرة.

وعبّر بعض المعلقين عن استغرابهم من ردود الفعل الغاضبة علي قرار ترامب بمنع دخول مواطني سبع دول إسلامية للولايات المتحدة، فيما واصلت معظم الصحف تعليقها علي القرار بأنه “لا يخدم” مصالح الولايات المتحدة نفسها. وعقد بعض الكتاب آمالاً علي حدوث تحركات عربية وإسلامية للضغط علي ترامب للتراجع عن قراره.

وأبرزت الصحف السعودية أهمية المكالمة الهاتفية بين ترامب والعاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز حول العلاقات بين البلدين في ضوء التوتر السابق بينهما.

سياسات “جديدة” لترامب

يري يوسف الديني في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن ترامب “يُصر علي خلق استراتيجية وأجندة جديدة لمواجهة ملفات العالم المتعثرة بعد ثماني سنوات عجاف علي مستوي السياسة الخارجية وربما كان اليمن هو البداية”.

وفي السياق ذاته، يقول إبراهيم محمد باداود في صحيفة المدينة السعودية إن ترامب “يود أن تكون هناك أمريكا جديدة وفق معايير جديدة تقوم على سياسة التمييز الديني بدعوى مكافحة الإرهاب ومحاربة الفوضى، وهذه خطوات خطيرة تنبئ بأن أمريكا الجديدة كما أنها ستكون حذرة من القادمين لها فإن الراغبين في السفر إليها يجب أن يكونوا حذرين هم أيضاً”.

كذلك يري غسان حجار في النهار اللبنانية أن الرئيس الأمريكي “أتي بسياسة مغايرة تماما، لا تمت إلى الاستيعاب بصلة، ولا تفيد بلاده حكماً، ولا تفيد المسيحيين حتماً، إلا في تسهيل هجرتهم لبلادهم وأرضهم ومسقطهم”.

وأبرزت الزمان العراقية المطالبات في البرلمان العراقي “بإلغاء عقود الشركات الأمريكية وحجب سمات الدخول… والتعامل بالمثل مع ترامب”.

“سياسة الخوف”

من جانبه، يقول رفيق خوري في الأنوار اللبنانية إن “ترامب بدا سعيدا بالهزّة التي أحدثها في أمريكا والعالم. فلا ردود الفعل الغاضبة على قراره حالت دون أن يستمر في التحدي”.

ويشير خوري إلي أن قرارات ترامب كشفت أن “عنصرية ترامب جذرية لا مجرد طفرة عاطفية… وأن الرجل المغامر والجريء في عالم الأعمال يستثمر في الرئاسة سياسة الخوف”.

ويتوقع سمير السعداوي في الحياة اللندنية “حراكاً سياسياً كبيراً… يتصاعد، للمطالبة بتعديل الأمر الرئاسي… للضغط على الرئيس (ترامب) في هذا الشأن. وثمة آمال معقودة على حضور عربي وإسلامي في الجهود لدراسة تفنيد الإجراءات قانونياً وإطلاق حملة إعلامية إيجابية تواكب جهود الناشطين في أمريكا”.

علي الجانب الآخر، يستغرب خالد الأشهب في الثورة السورية ردود الفعل العربية الغاضبة من قرارات ترامب “كما لو أن أمريكا كانت تستقبل اللاجئين العرب والمسلمين على مدار الساعة واليوم وتسير بهم على بساط مخملي أحمر!!‏”

يضيف الأشهب بأن العرب “يحتجون اليوم على منع سفرهم إلى أمريكا، ويمارسون تمثيليةً ديمقراطية عمياء للاحتجاج والمطالبة بالحقوق.. وممن ؟ من أمريكا، وكما لو أن سابقي ترامب وأسلافه كانوا يحيطون هذا البعض العربي بالرعاية والحماية كما يحيطون شعبهم ومجتمعهم !!”‏

كذلك يستغرب زيد حمزة في الرأي الأردنية من انشغال الناس بما يقوله ويفعله ترامب “رغم أن هذا العالم يعرف أن السياسة العليا في الولايات المتحدة حسب الدستور لا يقررها شخص الرئيس نفسه وإنما المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية وسواها فتتبلور في النهاية على صورة توصيات تقتضي أن يوافق عليها”.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث عبر الهاتف إلى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز
“علاقات استراتيجية” مع السعودية

يتحدث عبدالرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط عن سياسة ترامب علي نحو إيجابي، لأنه “لم يصنف السعوديين إرهابيين، ولم يحظر عليهم دخول بلاده” وكذلك لاتصاله هاتفيا بالعاهل السعودي وولي عهد أبوظبي، معتبراً ذلك “تبدلاً بالغ الأهمية في العلاقات بين البلدين… وسياسة جديدة لواشنطن في المنطقة بشكل عام”.

يقول الراشد: “يفترض ألا يؤثر علينا الآخرون بمواقفهم حيال الرئيس ترامب وإدارته، وسياساته الداخلية والخارجية”. ويضرب الكاتب مثالاً علي ذلك بإعلان ترامب “عزمه علي إقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين بعد أن كان الرئيس السابق أوباما يرفض إقامتها للسوريين المشردين”.

وتصف صحيفة الرياض السعودية العلاقات السعودية الأمريكية بأنها “تاريخية استراتيجية ومستقبلية، مبنية على أسس متينة من التعاون المشترك” رغم ما حدث من “توتر أدى إلى فتور في العلاقات وصل بها إلى مستوى متدنٍ، ولكن بحكمة الدبلوماسية السعودية والتفهم الأمريكي صعدت تلك العلاقات إلى مستواها الطبيعي وعادت كما كانت بل وأفضل مما كانت عليه”.

ويري خالد بن حمد المالك في الجزيرة السعودية أن اتصال ترامب بسلمان “يظهر مدى تصميم الزعيمين على تفويت الفرصة على من يريد أن يؤثر سلباً على علاقات الدولتين وأن عهد الرئيس ترامب سيكون الأكثر انفتاحاً على المملكة”.

يقول المالك أن الاتصال الهاتفي “شكل ضربة قوية لدى من كانوا يمنّون أنفسهم بغير ما أسفرت عنه مباحثات الزعيمين الكبيرين”.

LEAVE A REPLY