حجاج صنعاء مهلا مقال لــ محمد بالفخر

309

 

     مع انطلاق الحراك الجنوبي كنت من أوائل من انضم إليه ودفعت ضريبة ذلك مبكرا عندما كان الحراك يمثل قضية وطن وحقوق شعب كنا نبحث عن عودة وطن لا عن حزب او اشخاص يطوّع الوطن لخدمتهم.

في وقت كان الكثير ممن يتنطعون اليوم بالجنوب وحب الجنوب ويبالغون في تضخيم وطنيتهم لتطغى على غيرهم يكتفون بالمشاهدة والمراقبة عن بعد محتفظين بمصالحهم الشخصية مخافة أن يؤثر عليها انضمامهم للحراك المغضوب عليه حينها.

وفي الوقت الذي كنت من الملاحقين والمطلوبين والبعض تعرض للسجن كان البعض من ((الوطنيين جدا اليوم)) يحجون إلى صنعاء ليقدموا فروض الولاء والطاعة لنظامها وزعيمها ليعودوا محملين بالهبات والأعطيات والبعض لا يزال إلى الآن، واليوم يلعنون من عُيّنَ بمنصب مع الشرعية أو قلد عملا ما إن كان من التوجه المغضوب عليه،  بينما لو عين أحدهم حاجبا على باب الشرعية لطار عقله فرحا ويبررون لأصحابهم الذي انضووا تحت لواء الشرعية أن هذا حق لهم.
يا قوم أفيدونا   كيف حلال لكم حرام على غيركم؟  

 منذ بدأت الكتابة الصحفية وحتى اليوم وكل كتاباتي تصب في شؤون الجنوب وحضرموت وكل القضايا العادلة في العالم العربي والإسلامي.

أكتب ما يمليه عليّ ضميري وما تقتضيه مصلحة بلادي وقومي عندما نكتب ما لا يتفق مع ما ترونه او يروق لكم فليس نكوصا أو تراجعا بل مراجعات نابعة من دراسة للواقع.  

لم أجامل كمن جامل ولم أنافق ولا أدين لأحد بمثقال ذرة أو تمرغت يدي في عمالة أو نهب أو سرقة وهذا فضل من الله.

ولست وحدي في هذا الطريق بل هناك الكثير من الشرفاء الوطنيين لكني تحدثت بصفتي الشخصية هنا لما لاحظته من حماقة البعض ومدى ما يحمله من كراهية تكاد تكون شخصية لرجل لا يروق لهم توجهه الفكري، ولو كنت قياديا في حزب أو منضويا تحت لوائه لحققت من المنافع والمناصب ما حقق غيري ممن هم اقل خبرة وكفاءة.

من خلال كتاباتي ومع متابعاتي لبعض التعليقات على بعض المقالات والكتابات وجدت أشخاصا معظمهم مجهولي الهوية يضعون لأنفسهم أسماء أكبر من أحجام عقولهم الصغيرة لا يفوتون جملة أو سطرا إلا وفسروه بحسب هواهم ومقدار كراهيتهم المتأصلة في نفوسهم همهم الأول ليس نقد الكتابة أو التعليق للمشاركة أو إضافة فكرة أو تنويه الكاتب لخلل ما أو اظهار رأي ولو مخالف لكن بأدب الرد والتعليق بل يعلقون ويردون للإساءة وبألفاظ تصل لأن تكون قذف يستحق المقاضاة.

أنا هنا لا أتحدث عن نفسي فقط بل عن شريحة من المثقفين ومن يحملون هم الوطن لاحظت ذلك حتى في قروبات الواتس من تحدث بإنصاف وعقلانية محاولا لمّ الشتات وتصويب بعض الآراء تجد الشخص لا علاقة له بتوجه معين وبمجرد أن يكتب رأي مخالفا للموجة التي يريدون أن يركبها الجميع تجد أول تهمة له هذا إخواني هذا من ذيول آل الأحمر وعين علي محسن بالجنوب ولو أنه لا يتفق مع الإصلاح وغير مرضي عنه منهم، ولم يلتق يوما بمحسن ولا يعرف من آل الأحمر إلا الاسم فتنصب له محكمة تفتيش تجلده وتحرق ما يقول!

المطلوب منك فقط اكتب وتحدث بتمجيد من يتلاعبون بوطنك ارفع آيات الطاعة والمباركة لمن يستخف عقول الناس، المطلوب حشد الناس نحو مزيد من الكراهية والعداء والعنصرية التي لم تبني وطن،
مالم فأنت عميل وعين على الجنوب.

ولهؤلاء نقول نحن قوم نكتب بما نؤمن به ونتحدث بما هو نابع من حب الوطن بعيدا عن تطبيلكم لساداتكم ونحن أصحاب رأي ومبدأ توجهنا المصلحة العامة نستقي أفكارنا من واقع نربطه بالتاريخ القريب والبعيد، لنا نظرتنا للأمور ونحمل تصورا لما يجب أن يكون عليه الوضع ليس من الضروري أن نكون تبعا لمن تسوقهم الموجه وتحركهم الإشاعات.

 دعوكم من التخوين وإطلاق التهم للآخرين وخففوا قليلا من التشنجات التي تردون بها على من لا يتفق معكم في بعض الجزئيات والأشخاص،

 الوطن لن يبنى بنظرية (ما أريكم إلا ما أرى)

 فقد كانت هذه سببا في هلاك أمم ودمار بلاد،
لم يعد العالم يُحكم بصاحب النظرة الواحدة والرأس المتفرد.

وأخيرا سنظل نكتب ما يمليه الضمير وسيظل الوطن همنا الأول وسنطرح الرأي وأعلم يقينا إن عَجِزَ هذا الجيل أن يفهم معنى احترام الرأي ولم يفطن لحقه في خيرات بلاده ومساءلة من يحكمه فالأجيال القادمة التي نعقد عليها الآمال، لعل المستقبل لهم أفضل غدا
إن أحسنوا دراسة الواقع اليوم.

LEAVE A REPLY