المكلا ( المندب نيوز ) خاص
مما لا شك فيه أن التراجع الذي تشهده جبهات الشرعية في مأرب لصالح مليشيات الحوثي، هو أحد النتائج التي تظهر ضعف الشرعية جراء نفوذ حزب الإصلاح الإخواني فيها وقيادته لجبهاتها، وهو ضعف على عكس ما يحدث لمليشيات الحوثي من انهيارات في مختلف جبهات حدود الجنوب والساحل الغربي، ولا يقتصر حزب الإصلاح الذي ينفذ أجندات تركيا وقطر على ذلك بل أنه يعادي القوات الجنوبية وكل من يتصدى لمليشيات الحوثي.
الإصلاح وإضعاف الشرعية
ومنذ إطلاق تحالف دعم الشرعية في اليمن لعاصفة الحزم، والجبهات التي يشرف عليها ويقودها موالين لحزب الإصلاح (تنظيم اخوان اليمن) لم تحقق أي انتصارات محرزة رغم الدعم الكبير الذي يتلقوه من التحالف، بل وأظهرت تواطؤ مع المليشيات وهربت إليها السلاح، وعقدت معها هدنة خفية، وآخرها ما كشف عنه القيادي الحوثي محمد البخيتي عن هدنة جبهات نهم.
وقال مراقبون سياسيون أن هذا الواقع العسكري القتالي، والتواطؤ من قبل حزب الإصلاح في مختلف جبهات الشمال، والتي كان آخرها جبهات نهم بمأرب وجبهات الجوف، أتى بنتائج عكسية، تسببت بأضعاف الشرعية لصالح مليشيات الحوثي الموالية لإيران.
وأضافو أن الانهيارات التي شهدتها جبهات مأرب والجوف، أتت لتفضح الحزب وتبين مدى الضعف الذي أحدثه نفوذ حزب الإصلاح في الشرعية اليمنية، وأكدت مدى هشاشة جبهاتها رغم دعم التحالف الكبير، بل أن ذلك كشف عن حقيقة الاستقرار الذي شهدته بعض تلك الجبهات، وأنه لم يكن قوة او صمود ولكن هدنة خفية مع مليشيات الحوثي كانت قائمة دون عمل الشرعية.
عداء من يقاتل الحوثي
ولم يقتصر نفوذ حزب الإصلاح واجنداته الخارجية على إضعاف الشرعية وقواتها العسكرية، وكذلك إضعاف الشرعية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية، بل أن هذا التنظيم تعدى ذلك ليناصب العداء لكل القوات التي تقاتل مليشيات الحوثي وتصدها، وسبق ودحرتها من الجنوب والساحل الغربي.
وأكد قادة عسكريون على انكشاف حقيقة حزب الإصلاح الإخواني، الذي يعمل على تجييش قواته العسكرية ومليشياته وبتحالف مع الإرهاب ليس لقتال الحوثي الذي يدعي انه يقاتله ويريد تحرير صنعاء، بل يوجهها لاجتياح الجنوب وقتال قوات الجنوب بدلا من الحوثي، حيث لا يزال يصر على عدم سحب قواته ومليشياته من شبوة وأبين رغم الهزائم المتلاحقة في مأرب والجوف.
وقالوا أن حزب الإصلاح يناصب العداء للقوات الجنوبية على الرغم من أنها تلحق والمليشيات الحوثية هزائم متلاحقة، كما يناصب العداء لقوات طارق صالح وقوات أبو العباس، ويسعى لخلق معارك جانبية معها رغم أنها هي من يقاتل الحوثي في مختلف الجبهات.
تحذير
وحذر مراقبون عسكريون وسياسيون من إستمرار نفوذ حزب الإصلاح في الشرعية وقيادته واشرافه على الجبهات في الشمال، وكذا استمراره في تحشيد قواته ومليشياته ضد الجنوب والقوات التي تقاتل مليشيات الحوثي دون رادع من الشرعية او التحالف.
وأكدوا أن إستمرار إشراف حزب الإصلاح وقيادته على تلك الجبهات يعني مزيدا من إضعاف الشرعية وقواتها الكبيرة وتكبد خسائر متلاحقة، لصالح مليشيات الحوثي، كما أن إستمرار العداء ومساعي تحويل معركته ضد الجنوبيين والقوات التي تقاتل الحوثي يصب في مصلحة مليشيا الحوثي ويخدم إيران التي تلتقي مصالحها مع تركيا وقطر اللتان تقفان خلف حزب الإصلاح.
وقالوا اضعاف الشرعية وقواتها، واستهداف القوات الجنوبية والقوات التي تقاتل مليشيات الحوثي وتصدها، التي هي شريك أساسي للتحالف، هي في الأصل إضعاف للتحالف العربي، خدمتا لأجندات تركيا وقطر وإيران مثلث الشر الذي يعادي ويستهدف أمن واستقرار المنطقة العربية، ولهذا فلا بد من تقليص نفوذ الحزب في الشرعية وقواتها وردعه عن أي عداء أو تحشيد ضد القوى الفاعلة على الأرض.