أحمد فريد الكازمي

يحكى انه كان هناك رجل يعيش حياة سعيدة وهادئة وفي يوم من الايام قرر ان يتزوج . فوجد فتاة اسمها ((حانا)) فتزوجها وعاشا حياة زوجية سعيدة . فلما بلغ الرجل سن الخامسة والاربعون قرر ان يتزوج فتاة ثانية. فعرض الفكرة على زوجته التي وافقت لكونها تعرف ان معارضتها لفكرته لن تنجح فما كان منها الا ان وافقت بل واختارت له الفتاة بنفسها واختارت له فتاة اسمها ((مانا)).

وكان الرجل عادلا” بين زوجتيه فيبيت ليلة عند ((حانا)) ويبيت ليلة عند ((مانا)). وكان الرجل ذو لحية نصفها اسود ونصفها ابيض .
وكان اذا بات عند ((مانا)) تقوم بنتف الشعر الابيض من لحيته لكي لايظهر المشيب عليه ويظهر شابا”.
واذا بات عند ((حانا)) تقوم بنتف الشعر الاسود ليبقى الابيض ويظهر شيبه وكبر سنه.
ومع مضي الايام لم يبقى للرجل اي لحية ولم يبقى له فيها لاشعر اسود ولا ابيض.
وعندما شاهده احد اصدقائه بدون لحية تعجب من امره فقد عرف عن هذا الرجل انه لم يحلق لحيته من قبل فقال له صديقة اين لحيتك يارجل؟؟؟؟ فرد الرجل والحسرة تملئ قلبه على فقدان لحيته وقال : ضاعت لحانا ما بين حانا ومانا. حال هذا الرجل شبيه بدرجة كبيرة بحال الشعب الجنوبي الراغب في استعادة دولتة الجنوبية وعاصمتها عدن.
فقد ضاعت قضيتنا بين شرعية هادي ودول التحالف مثل ماضاعت لحية الرجل بين حانا ومانا . فالتحالف العربي ينتف من جهته . وشرعية هادي تنتف من جهتها .
ويستمر الناتفين في نتفهم ويستمر شعب الجنوب بتحمل الالم ويستمر في صمته منتظر ان يحن عليه الناتفين ويعطونه مايريد. وضاعت قضية الشعب الجنوبي مابين شرعية هادي ودول التحالف العربي مثل ماضاعت لحية الرجل ما بين حانا ومانا .
 

LEAVE A REPLY