يعاني المواطن هذه الأيام وضعا اقتصاديا غاية الصعوبة في ظل حرب تدخل عامها الثالث وما يترتب على هذه الحرب من نتائج اقتصادية كارثية من انهيار في سعر العملة إلى عدم صرف رواتب موظفي الدولة وتعطل الكثير من الأعمال و الوظائف الأخرى..
كل هذا يضيف عبئا ثقيلا على وضع المواطن المعيشي ويدق ناقوس الخطر بنذر مجاعة قادمة قد تجتاح البلاد ، فقد ذكرت أخر التقارير أن ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد يهدد أطفال اليمن وقد يصل إلى مجاعة مع ظهور حالات وفاة في بعض المناطق .. فيا أهل السياسية – ارحموا عزيز قوم ذل – شوفوا لنا حل..
ألا يكفيكم حربا.. أما آن الأوان لأن تنتهي هذه الحرب.. أما يهمكم هذا المواطن بقدر ما يهم كل طرف منكم الرغبة في اكتساح الآخر وتحقيق نصر يسجله لنفسه مهما كانت خسارة هذا الوطن ومواطنيه كبيرة.. ألا تعلمون أن المنتصر الحقيقي في الحرب هو الذي يخرج بأقل الخسائر.. لكن هذا لا ينطبق على حربكم لأن انتصاراتكم في هذه الحرب هي خسارة.. الخاسر الأول والأخير فيها وطن ومواطنون من جميع الأطراف..
فيا أهل السياسية – ارحموا مواطنا ذل – وشوفوا لنا حل..
عودوا إلى رشدكم قبل أن تندموا ولات حين مندم إن كان يهمكم هذا المواطن الذي يدعي كل منكم نصرته والدفاع عنه والقتال من أجله إن كنتم صادقين في دعواكم .. عودوا إلى رشدكم قبل أن يكتشف زيفكم ذلك الموظف الذي لم يستطع الخروج من بيته خوفا من الدائنين أو ذاك العامل الذي لم يجد ما يقوت به العيال فلجأ إلى السؤال أو ذاك الرجل الذي شرد وعائلته من بيته لأنه لم يجد ما يدفع به الايجار… سيكتشف زيفكم وخداعكم ذاك الذي يتلوى ألما ولم يملك قيمة العلاج.. ذاك الذي يتضور جوعا ولم يجد ما يسد به رمقه.. وذاك الذي لم يستطع أن يفعل أي شي وهو يرى أباه أو ابنه يلفظ أنفاسه ليموت بين يديه بسبب الجوع أو المرض..
اللهم إنا نعوذ بك من الكفر و والفقر… اللهم إنا نعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال..