مجاعة طاحنة تقرع أبواب البلد مقال لـ: مريم المعاري

1162

تتوالى علينا المصائب يوماً بعد يوم وترتفع الأسعار بين لحظة وحين وتنهار العملة اليمنية تماماً، ويبدأ الصبر بالنفاذ شيئاً فشيئاً ويصبح المواطن الغلبان يلتقط أنفاسه الأخيرة ببط شديد وكأن سكرات الموت بدأت تقترب منه وبدأت المجاعة تقرع أبواب الأسر، صراخات الأطفال وكبار السن تجتاز طبلة الأذن من شدة الأنين مشاهد تقطع القلب وتدمع لها العين، فإذا أستمر الحال هكذاً ستسقط ضحايا المجاعة والفقر وربما ستتغير الكثير من السلوكيات الخاطئة في المجتمع سنرى انتشار التسول بشكل كبير وستكثر السرقات وسينخفض معدل التعليم وتوقعات كثيرة ستحدث ولاندرك حجم الكارثة القادمة.

التخبط الذي يحصل في البلد يمزق أروحنا قطع صغيرة كذئبٍ جائع ينهش جسد ميت، هناك أسر فقيرة بكل بقاع هذه البلد لا يعلم بحالها إلا خالقها لا تمتلك قوت يومها في الوضع الراهن، فيما تخلت العديد من الأسر عن بعض الوجبات الأساسية لتكتفي بوجبة أو وجبتين فقط في اليوم، والبعض الآخر قام بإخراج أولادهم من المنظومة التعليمية بسبب عدم قدرتهم على انفاق المصاريف، ناهيك عن ارتفاع الإيجارات الذي هلك أرباب الأسر، وأغلب أبناء الوطن غرباء في بلدان أخرى بسبب أوضاع البلد الذي يشرد أبناءه تاركين أهاليهم وفلذات أكبادهم ليبحثون لهم عن حياة أفضل، صدمات جنونية نتعرض لها في هذا البلد تفقدنا الوعي وربما ستدخلنا المصح العقلي.

نريد أن ننفض غبار الحرب والمعاناة عن هذا البلد ونعيد شتات ما تبقى منه ونلبسه ثوباً جديداً بدل الثوب الممزق التي يرتديه قبل ان يصبح عاري ونتفرج عليه، كلنا عاشقين بل متيمين به، لنعيد له الحياة ولذلك الكائن الذي يعيش على أرضه الذي لازال يتكبد ويتصارع مع ويلات المعاناة، ويرجع كل أبناءه إليه الذين قتلتهم الغربة في أرض غير أرضهم ونعمر الوطن من جديد ونعيش حياة مليئة بالسلام والأمان والاطمئنان.