كعادتنا في الغالب الاعم ….لايعني الزمن لنا شيئا في مسيرة حياتنا وفي ما يمكن لنا ان نخرج به من خلال هذه المسيرة من تجربة وخبرة تفيدنا في استكمال مسيرة الحياة بشكل افضل وارقى نتجاوز فيه اخفاقات الماضي ومثبطاته ونولج المستقبل محصنين بتجربة نضال وكفاح , ولايدخل في اعتباراتنا وحساباتنا فعل البناء التراكمي لما سبق لنا ان خضناه بحيث ينتج عن هذا العمل التراكمي في المحصلة الاخيرة انجازا لهدف – اهداف وضعناها واردنا تحقيقها ..ولهذا نغدوا في مسيرة نضالنا الجنوبي التحرري وكأننا في محك سر …للأسف , فما تكاد الظروف تتهيأ للانتقال لخطوة متقدمة حتى نعود القهقري ..للنقطة التي بدأنا منها …
بهذه المشاعر والاحاسيس كنت اتابع فقرات وبرنامج مسار ” المؤتمر التأسيسي الاول للائتلاف الوطني الجنوبي بحضرموت (اوج) ” كما اسماه القائمون عليه …!! والذي انعقد صباح اليوم السبت بقاعة الفخامة بالمكلا …فمن قدّرت له الاقدار ان يكون شاهدا و متابعا ومهتما ومنخرطا في انشطة وفعاليات الحراك السلمي الجنوبي منذ ان تشكلت مؤتمرات ولقاءات مكونات الحراك المتعددة منذ مايزيد عن العشر سنوات على امتداد ارض الجنوب ، لاشك سيخرج بذات الانطباع الذي خرجتُ به اثناء حضوري لفعالية مؤتمر ( اوج) بناء على دعوة كريمة تلقيتها لحضور المؤتمر اسوة بغيري ممن حضر كمدعوين ….
وبغض النظر عن من هم الافراد او الجهات الجنوبية التي تبنت هذا المؤتمر التأسيسي …ومن هم داعموه , وماذا يهدفون اليه في هذا التوقيت بالذات , الا انه يمكن القول من خلال تواجد قيادات حراكية من مختلف مناطق الجنوب ناهيك عمن هم من حضرموت …ولها وزنها وفعلها النضالي منذ البدايات الاولى لإنطلاقة الحراك السلمي الجنوبي ….هذا التواجد لهذه القيادات اصبغ على المؤتمر توجها لمكوّن من مكونات الحراك الجنوبي هو من دعى لاقامة هذا الائتلاف , وان ادّعت الرؤية السياسية للائتلاف الوطني ان ” مكونات الحراك الجنوبي والقوى السياسية والمكونات الشعبية ….الخ ” هم من تداعوا لإقامة هذا الائتلاف ..
ماحصل في المؤتمر لايخرج عن خطوات ماسبق وان تم فعله من خطوات واعمال عند تشكيل او انشاء مكونات حراكية سابقة هنا او هناك منذ عام 2007 …ولو ساعدتك الظروف ووجدت وثيقة ” برنامج سياسي / رؤية سياسية ” او ” نظام اساسي ” لأي مكون حراكي سابق , فلن تجد فرقا او اختلافا عما تضمنته ” الرؤية السياسية والنظام الاساسي للائتلاف الوطني ( اوج) ” ..!! هكذا يغدو العمل النضالي الجنوبي فعلا ارتداديا لنقطة البدء..!!
بهكذا اسقاط للزمن واحداثه ومجرياته وما استجد من تطورات في حضرموت خصوصا والجنوب عموما خلال عشر سنوات , ينعقد مؤتمر ( اوج) …!!! معلنا عن وجود كيان حراكي ” جديد ” في ساحة حضرموت …ربما يتم نسخه في بقية محافظات الجنوب , كما اشارت الى ذلك مقدمة الرؤية السياسية للإئتلاف الوطني ..وهو في الحقيقة – من وجهة نظري – اعلان عن احتدام صراعات ونزاعات قادمة بين صفوف الحركة الوطنية النضالية الجنوبية وانهاكها في صراعات بينية , الامر الذي يدفع بجماهير الجنوب عموما , وحضرموت بشكل خاص , وقد وصلوا الى حالة من التذمر واليأس من هكذا نزاعات , الى تقبل اي مخرج من المخارج المطروحة – اقليميا ودوليا – والتي ليس من بينها مايلبي ارادة اغلبية شعب الجنوب …لعل اعداء القضية الجنوبية واعداء الجنوب يراهنون على نفاذ صبر وتحمّل شعبنا كي يمرروا مايريدون تمريره على هذا الشعب من اجراءات وسياسات لاتلبي حتى ادنى مطالب وحقوق سياسية سقط من اجلها شهداء ..هكذا هم يراهنون .. اعداء القضية اعني !! وبظني رهاناتهم ستظل وتبقى خاسرة …
عمرحمدون
19 مارس 2017
