واقعنا دائماً ما يفرض علينا تلك المواقف التي تجبرنا على أن نعيشها، بائسة، يائسة، مفقودة الحياة، نتجرعها رغماً عنا،
تعيش العاصمة عدن في حالة مأساوية ،لا تزال الحبيبة عدن تعيش تحت ركام القهر، مستمرة، تكابد جراحها، تخطي نحو المجهول، بخطوات متثاقلة، متعثرة،
تأن وتتألم وتنادي ولكن دون أن يصغي لنداءاتها أحد، ويقابل صراخها صدى الخذلان، ليس مدينة عدن لوحدها على هذا الحال، بل بمعيتها مدينة لحج، ومدينة أبين.
في العاصمة عدن وبمعيتها تلك المدينتان غياب تام للدولة، تردي في الخدمات ، وأزمات متتالية أهلكت المواطن،
و رواتب قيد الصرف لعدة أشهر، وأوضاع إنسانية مزرية، و إتجاه نحو المجهول بلطجة، نهب، سلب ، سطو.
قيادات عسكرية تتقاسم حكم المدينة برسم حدود لكل منهم الى أين تصل سلطته ومسؤولون مدنيون يتقاسمون المنشآت والأراضي،،
إهمال متعمد لعدن لحج أبين من قبل الشرعية والتحالف، بل إستهداف مباشر لتلك الثلاث المحافظات،،،
قطع الدعم، ووعوداً لم تتنفذ بعد، ودعماً مكثف لصناعة المليشيات ، وصمتاً مريب من قبل الشعب.
ليس قريب أن تكون عدن مهملة من قبل التحالف و حكومة الشرعية ولكن القريب أن قيادات السلطة المحلية تعلم بذلك تتهاون به، و الشعب ملتزم الصمت حيال كل ذلك،
وبالمقابل لما استعرضناه للوضع في عدن وأخواتها من إهمال متعمد من الشرعية والتحالف،،وتهاون من السلطات المحلية،،وصمت مفرط من قبل الشعب وكأن الأرض إبتلعتهم .
نشاهد في محافظة حضرموت خلال الفترة الأخيرة ، شيئاً ، ترتاح له الأنفس، و يجدد الأمل، ويقتل اليأس خطوات تخلق في جوفنا شيئاً من الطمأنينة، للوصول الى المراد الذي طالما حلمنا به كثيراً.
تشهد مدينة حضرموت في الآوان الأخيرة لمسات جبارة من قبل السلطة المحلية تتجه بها نحو الأعلى، وهذا ما نتمناه لتلك المدينة؟؟
حيث هناك يخيم الأمن والإستقرار، تتوفر الخدمات مشاريع قائمة ، و رواتب جارية جيش موحد، أمن موحد، عمليات مشتركة، و إنضباط تام و إهتمام من قبل السلطة المحلية تخلق إنجازات عظيمة،
فمتى سنشاهد ذلك في عدن؟؟ ولماذا لم نكن نشاهده حالياً ؟؟
لماذا لم يحدث في عدن مثل ما يحدث في حضرموت؟؟
هل حضرموت تحضى بالدعم وحدها و تتعرض عدن للإقصاء والتهميش من قبل الشرعية والتحالف ؟؟
أم أن السلطة المحلية في حضرموت نجحت بإدارة المحافظة بينما سلطة عدن فشلت بذلك؟؟
قد نتوقع فشل السلطة المحلية في عدن ولكن ليس بالمعقول أن سلطة لحج وأبين وشبوة الضالع أيضآ فاشلة !!!
قد نتوقع بعض الأشياء ولكن في الوقت ذاته توقعنا ممزوج بالحيرة والاستغراب.
ولكن في الأخير ماهي الخطة الجديدة للتحالف والشرعية؟؟
هل لنا أن نعرف ذلك؟؟؟
