عدن ( المندب نيوز ) خاص 

 

افتتحت كلية التربية يافع ، معرضها العلمي والتراثي والفني الكبير، الذي تزامن مع فعاليات وأنشطة أسبوع الطالب الجامعي العشرين .

 

المعرض الذي سمي باسم رجل الخير والإحسان المرحوم عبدالحافظ المُلا تكريماً له وتخليداً لاسمه، لما بذله من خير وعطاء للكلية وللمنطقة كلها في حياته ، تم افتتاحه برعاية أ. د الخصر ناصر لصور، رئيس جامعة عدن ، وبحضور أ. د محمد أحمد موسى العبادي، نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب ، يرافقه عدد من مسؤولي الجامعة، وعميد الكلية الدكتور نصر عبدالقوي عبادل، ونائبيه للشؤون الأكاديمية والطلاب الدكتور عبدالرب صالح الحدي، والدكتور سند محمد عبد القوي، وعدد كبير من أعضاء الهيئة التدريسية والتدريسية المساعدة في الكلية وطلاب وطالبات الكلية ، وبحضور تشريفي من قبل الأمين العام للسلطة المحلية بيافع الأستاذ عبدالرقيب محمود الصلاحي، ومدير التربية والتعليم بيافع الأستاذ علوي الصلاحي، وكثير من الشخصيات الأكاديمية والتربوية والاجتماعية وحشد غفير من المواطنين الذين اكتضت بهم ساحة الكلية منذ الصباح الباكر.

 

تزينت الكلية بأبهى حلة، وتلونت بأجمل الألوان وازدانت ساحتها بالخطوط الجميلة واليافطات الترحيبية المعبرة، وسط رقصات برع قدمت عروضاً فرائحية وإبداعية جميلة ، وكذا وصلات إنشاد وكلمات شعرية قدمت عروضها اللجنة الفنية والتراثية وبمشاركة اللجنة الإعلامية والثقافية بالكلية.

 

عند الساعة العاشرة صباحاً ، وصل وفد الجامعة الكريم ، وسط ترحيب حار وتصفيق كبير من الطلاب ، الذين لم تسعهم الفرحة بمقدههم، كون هذه الزيارة الأولى لهذا الوفد من جهة، ومن جهة أخرى كون المعرض العلمي والتراثي وكذا الفني هو الأول من نوعه في تاريخ الكلية، ضمن فعاليات أسبوع الطالب الجامعي.

 

تم البدء بقص شريط الافتتاح من قبل الدكتور العبادي، وبرفقة عميد الكلية وكذا الأمين العام، ومن خلفهم جمهور الحضور والضيوف جميعاً، ليتجولوا بعد ذلك في قاعات المعرض وساحاته مبتدئين بالمعرض العلمي، الذي أدهشت تجاربه الحاضرين جميعاً، وسط ذهول من قبل الدكتور العبادي، الذي أشاد بكل تجربة قدمها الطلاب ، وكان خير مستمعٍ مصغياً للكل ومحفزاً لهم وشاكراً صنيعهم ومقدراً كل ما بذلوه وقدموه من تجارب علمية ناجحة رغم شحة الإمكانيات .

 

 احتوى المعرض على إحدى وعشرين تجربة ناجحة كانت في علم الأحياء موزعة بين تشريح الحيوان ، وعالم النبات، أشرف عليها مباشرة رئيس القسم الأستاذ محمد ناصر العياشي، الذي بذل جهده وكل وقته صباح مساء لأجل إنجاح ذلك ، وإظهار المعرض بصورة علمية حديثة وبصورة مشرفة، بمعاونة بعض أساتذة القسم، منهم الأستاذ عبدالله السعدي، والأستاذ عبدالحكيم الردفاني، والأستاذ علاء علي سالم، وفِي جناح قسم الفيزياء بالمعرض ذاته ، قدمت تجارب فيزيائية ناجحة أشرف عليها الدكتور عبدالرب صالح الحدي نائب العميد للشؤون الأكاديمية مباشرة، وكذا الأستاذ الرائع والمتألق وسام راشد الشبحي ،

 

وعند التجوال كانت التجارب مدهشة بامتياز ، تسع تجارب رغم قلتها مقارنة بتجارب قسم الأحياء كيمياء إلا أنها كانت كفيلة بإظهار جزء كبير من حيثيات هذا العلم إلى حيّز العمل والتطبيق ، فقد خصصت جميعها في معرفة خفايا العلم الفيزيائي وأسراره، كجهاز قياس الأعصاب والضغط ، وكيفية عمل الدينامو بصورة علمية مبسطة عبر مولد(فان دي جراف) ، وكذا عمل الميكروسكوب المتحرك، ومعامل الاحتكاك، والمغناطيس الكهربائي، واللاسليسكوب، والزنبرك، وقانون أوم ،

 

مختتميها بظاهرة خسوف القمر، وكان عرضهم عرضاً علمياً شيقاً ومتميزاً كسابقه أشاد فيه الجميع، ليضع بعده الدكتور العبادي ورفقاؤه وكبار الضيوف بصماتهم التشريفية مدونين في سجل الزيارات انطباعاتهم ، التي أثلجت الصدور ، ووضعت النقاط على الحروف، ثم كانت الدهشة الكبرى في معرض التراث اليافعي ، الذي أشرف عليه الدكتور فضل الحياني رئيس قسم الاجتماعيات بمساعدة الأستاذ غسان الحوثري؛ حيث كانت القاعة المخصصة لعرض الموروث صورة مصغرة من يافع القبيلة والمنطقة والفن والتراث والتاريخ والحضارة؛ تجلى في هذه القاعة الفن اليافعي بأبهى صوره حيث تجسد في البناء المعماري اليافعي المتميز، الذي شكله الطلاب بمجسمات وقوالب فنية رائعة  ( فن النوبة وفن العمارة، وفن المنارة)، إضافة إلى الموروث الشعبي التقليدي والتشكيل الفني ، والمصنوعات اليدوية والحياكة التقليدية الإبداعية الجميلة، التي قدمتها الطالبات بإتقان، وبتصاميم ريفية رائعة تعكس الموروث مجسمة في أشكال عارضة للباس اليافعي وتقاليد الزواج ، وكذا بتقديم الموروثات التقليدية القديمة الخاصة في الحرث والعمل والزراعة والأواني المنزلية والسلاح القديم وغيرها وهنا أيضاً كانت الانطباعات رائعة، وأخذت أكثر اللقطات التذكارية هنا ، ومع كل فن يافعي أصيل ومعروض جميل.

 

 وكانت أجمل صورة ألتقطت للدكتور العبادي ورفقاؤه مع مجسم العروسة اليافعية التي أعجب بلباسها الأنيق والمزركش الجميع وعلى رأسهم وفد الجامعة.

 

كانت القاعة الثالثة مخصصة لعرض الجوانب الإبداعية والفنية الخاصة بالمجسمات العلمية والوسائل التعليمية، التي أشرف عليها كذلك الدكتور الحياني والدكتور الحدي ، بمساعدة رؤساء الأقسام العلمية ، واللجنة الثقافية، وكانت لا تقل روعة وجمالاً واندهاشاً من أختيها، حيث طاف الوفد والضيوف في كل جناح، مشيدين بكل الجهود التي بذلت، من أجل إخراج هذا العمل إلى حيّز الوجود بفن رائع وبأسلوب حداثي، يساعد على إنجاح العملية التعليمية والتربوية ، وينقلها من كراسات التنظير إلى عالم التطبيق.

 

كان البرع اليافعي الأصيل الذي قدمه الطلاب بصورة رائعة معبرة، تدل على الابتهاج بمقدم الضيف الكريم، مسك الختام ، وعبق المكان، الذي جعل الدكتور العبادي يتفاعل معه بشكل كبير، لينزل إلى الساحة مبترعاً برفقة العميد ووسط فرحة عارمة وتصفيق من الجميع .

LEAVE A REPLY