دعوا “الجامع ” يمضي بسلام.. مقال لــ حمزة عوض

290

 

 

“دعوا الجامع يمضي بسلام أولا.. والفرص الأخرى للجميع قادمة “.. هكذا قال أحد السياسيين الحضارم المبتعدين عن الساحة عندما سألته عن الجامع وما يدور فيه وحوله .

 

فإجتماع الحضارم في هذه الوقت هو فرصة ثمينة ونادرة قد لا تتكرر مرة أخرى إذا نظرنا له من زاوية أوسع في إطار تطورات الأحداث في أزمة الحرب اليمنية وفي سياق المتغيرات في إقليم الجوار والمنطقة وإنعكاس مستجدات السياسة الدولية عليها .

 

فأزمة الحرب اليمنية ستنتهي قريبا وحسمها أو حلحلتها مسألة وقت ، وما إجتماعات المانحين إلا مؤشر على الإعداد لمرحلة ما بعد الحرب ، فبعد الحرب ستعود الدولة المركزية – سواء في صنعاء أم في عدن – دولة ضعيفة مهلهلة لا تقوى على مواجهة الكثير من معوقات وعراقيل ما بعد الحرب والأزمات والمشكلات الناتجة عنها .

 

وإقامة مؤتمر للحضارم في هذا الظرف يمثل فرصة لا تعوض لرفع سقف المطالبة بحقوق حضرموت والحصول شروط أفضل من أي تسويات قادمة خلال الفترة المقبلة .

 

أما على نطاق متغيرات الإقليم والمنطقة التي أرهقتها النزاعات السياسية والعسكرية وبلغت بها غاية من الإنهاك جراء الإحترابات والصراعات الداخلية وحالة التفكك وعدم الإستقرار التي لم تشهدها خلال العقود الماضية .

 

فوجود سلطات قوية تحظى بتأييد شعبي تستطيع حماية وتأمين أراضيها ومكافحة الإرهاب ومحاربته خلال الرقعة الجغرافية الشاسعة التي تسيطر عليها في وقادرة على إحكام السيطرة على الجسر الذي يمر من خلاله الإرهاب الدولي الرابط بين القرن الأفريقي والجزيرة العربية لهو أكبر عامل مساعد لدعمها وتمكينها من بسط نفوذها وتقويته ، والمساهمة في زيادة هامش الحريات الممنوحة لها وغض الطرف عن بعض تجاوزاتها تجاه السلطات المركزية .

 

وهنا رسالة إلى كل من لهم وجهات نظر مباينة ومخالفة للمؤتمر منطلقها ودوافعها الحرص على حضرموت ليس إلا، فما جاء في بيان المؤتمر من قضايا لا يختلف على مضمونها وجوهرها حضرميان لكن قد يحصل الاختلاف على تفاصيلها فالفرص قادمة لإستيعاب الجميع وفق نظم وآليات فعالة لضمان مشاركة الجميع “دعوا الجامع يمضي بسلام أولا.. والفرص الأخرى للجميع قادمة ” ، قد يكون المؤتمر والمؤتمرون فيه بصورته الحالية وفي توقيته الآني لا يرقى لما تطمحونه لحضرموت المستقبل ، لكنها الفرصة العاجلة التي سنحت بها الأوضاع وقد لا تتكرر في قابل الأيام .

LEAVE A REPLY