هل امطرت السماء يوما سلاحا او رصاص ، حتى أصبحنا نشاهد هذه الكمية الكبيرة من السلاح والذخيرة متناثرة بين ايادي شبابنا يتزينون بها ويتفاخرون بجريها خلفهم ، ناهيك عن من يتاجرون فيها ويرعبونا بها الاخريين ويحسبون أنهم يحسنون صنعا .
الرصاصة بحجمها الصغير وضررها الكبير يجب ان تكون صعبة المنال مكروهة المنظر وممقوتة الاستخدام يقتنيها فقط من يحترمها ويقدر استخدامها ، فهو منضبط الفعال راجح العقل كبير الفهم عفيف اللسان متزن الطباع كريم الاخلاق ، شهم في المواقف حكيم في التصرفات لا تعتريه نوبات مزاج او تقلبات نفسية ومرضية طارئة .
حامل السلاح حقيقة لا فرق بينه وبين القاتل الحقيقي ، فهو يقتني السلاح غالبا لأنه يريد ان يقتل سواء قتل مشروع او غير مشروع ، تاكد اخي الكريم ان من يشحط السلاح باحدى جنبيه هو ايضا من جانب اخر ينوي القتل او على الاقل مستعد ان يطلق النار ويتسبب في قتل اي شخص يعترضه او يمارس اي ضغط عليه ، وبالتالي الانتقال بالمجتمع من حالة المدنية والتحضر الى حالة التخلف والتمرد على السلام والسكينة والنظام .
يتخذ الكثيرون السلاح للحماية الشخصية او حتى للزينة والمفاخرة وهذا وان كان عليه تحفظ فيجب ان يكون حامل السلاح وعلى اقل تقدير ملم المام كامل بأخلاقيات السلاح وأسس استخدامه ولديه معرفه كامله بآدابه وفنونه التي يغفلها ويجهلها اغلبية من يمارس هذه العادة القبيحة ويكون كذلك ملم بالعقوبات والتحذيرات الصارمة التي تفرض على حامل السلاح ومستخدمه من قبل السلطة والحكومة .
ليكن الجميع متاكدا ان مع انتشار السلاح بهذه الكمية المترفة وبهذه الطريقة البلطجية دون ضابط او قيد .. ليكن بعلم الجميع ان مع هذه الكارثة سيتبدد حتما السلم والسلام ولن يكتفي الفرد بالنزاع اللفظي بعد ذلك بل سيتحول سرعة الى معركة ونزاع مسلح بين الافراد ونتيجتها قاتل ومقتول وهذا مجرب ومشاهد في المجتمعات التي تغلغل السلاح والرصاص بكل جزئية في حياتها .
مازلنا بخير ما دامت سيوفنا و اسلحتنا في اغمادها جاثمه في خدورها قابعه في اماكنها ، مغلق عليها باليقظة والحذر محروسة بالاخلاق مقيدة بالمعرفة والحس القانوني ، لا نستلها الا على أعدائنا الحقيقيين الذين يتربصون بنا من كل جانب ، فالنعملها توعية عامة وشاملة ننقذ بها انفسنا واخواننا وكل احبابنا في هذه البلدة المباركة من هذه البلية التي حلت بمجتمعنا و بلدتنا مؤخرا .
يوم امطرت السماء رصاصا .. !!
وجدي صبيح