كثيراً ما كانت تلهمني قراءة سيرة القادة الناجحين والعظماء في المقاومة الجنوبية، لما أجد فيه من متعة وتشويق عند الاطلاع على سيرتهم وخلاصة عملهم وكيف نجحوا وكيف كانت ردت فعلهم تجاه العقبات والصعاب التي واجهتهم في حياتهم .
وليس هناك اجمل من الاطلاع على حياة تجارب الاشخاص العملية خصوصاً الذين امتلأت حياتهم بالمغامرة والكفاح والمواقف العجيبة.
وهم بتجاربهم يشيرون الى دروب النجاح التي سلكوها والى دروب الفشل التي أداروا لها ظهورهم أو تلك التي اوصلتهم الى الفشل مرة! ليرتقوا بها درجات في سلم النجاح الطويل.
وفي قراءتي لكثير من سير الناجحين والعظماء في قيادة المقاومة الجنوبية الا انني وجدت اروع السير واستمتعت بقراءتها كثيراً عن أحد اشرف واعظم قادة المقاومة الجنوبية القائد(خالد علي العظمي)الرجل الذي حقق لأهله ووطنه الأمن والأمان بعزيمته و إصراره ومواجهته للصعاب وتفاؤله بالله عز وجل.
ومما أثار دهشتي في سيرة هولاء هي المصاعب الجمة التي واجهتهم في تلك الحرب والتي كادت ان تخفي ذكرهم وتمحي آثارهم، الا انهم عرفوا أن من استسلم الى الفشل لن يبرح مكانه ولن يحفر اسمه بماء الذهب على صفحات التاريخ الخالدة،
لذلك اعتبروا المصاعب فرصة متنكرة واحسنوا استغلالها واعتبروا أن الهزيمة في المعركة لا تعني خسارة الحرب
فأعادوا ترتيب انفسهم واخذوا زمام الامر من جديد وكرروا المحاولة حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه
فاصبحنا نذكرهم بانهم عظماء..!
هنا الحقيقة والتي هي ما تدفعني اليوم أن اتحدث عن ذلك الاخ والقائد البطل في المقاومة الجنوبية في بالحاف خالد علي العظمي(أبو مراد)حفظة الله ورعاة.
القائد الذي قدم نفسه وروحه رخيصتاً فداء للوطن، فقدم المستحيل بحيث انها كانت اللحظة صعبة وتمنع بتأهيل الجنود في ضل ذلك الحرب المشتعلة قام بتأهيل اكثر من 1000 فرد من أفراد المقاومة لتدريبهم بالتعاون مع الاخوة الاماراتيين، وتم تأهيلهم كمقاومة جنوبية تمثل حزام أمني لمنشأة بالحاف اللؤلؤية الذهبية وعروسة الجنوب العربي لمنع دخول الانقلابين وغزوهم لها.
كانت السنتين الماضيتين اكثر قساوة خصوصاً على ابناء مدينة رضوم وشبوة والجنوب عموماً ولكن ما حققه خالد علي العظمي من إنجازات على الارض اقول لن تنساها الاجيال جيلاً بعد جيل ، كاستقرار للحالة الأمنية وهي الأهم عند ابناء مديرية رضوم وتوظيف اكثر أبناء المديرية والقضاء على البطالة فيها بشكل كبير وتحسن في الخط العام وفي الشوارع وفي البحار وافتتاح الخيرات لأبناء المديرية وانتشار الأمن والسلم والطمأنينة في كل مكان!
حيث حقق من الانجازات(أبو امراد) ما لم نقدر على إحصائية هنا فجن جنون الاعداء كالذي يتخبطه الشيطان من المس وأنطفت طبول حربهم التي كادوا أن يشعلوها هجوماً لخطف بالحاف العروسة و رضوم الأم ولكن اطفى حربهم القائد الفذ بعقلة الحكيم.
في عام 2015 تكالبت كل الاطراف الانقلابية والارهابية وحتى قطر ودول العالم على عروسة الجنوب بالحاف
اما اليوم بفضل الله ثم بفضل هذا القائد خالد علي العظمي الذي ادرك مبكراً أن العدو واذنابه يحاولون تحقيق اهدافهم لاختراق بالحاف.
فجند الشباب وأنشاء معسكر الشهيد الحفشاء، قراءتنا لسيرة هذا البطل العظيم تنمي فينا الطموح وحب العمل وتقديم الشكر والعرفان والتقدير والوفاء ورفع القبعات اجلالاً واحتراماً وترفع رصيد التفاؤل والأمل فينا بحيث فيها الكثير من الدروس والمواقف الرهيبة والاستقرار الوطني وتختصر لنا الكثير من الشجاعة والقوة والدهاء.