نحو ترشيد مفهوم “الخيانة “!! مقال لـ أ.عمر حمدون

458

 

لربما يتساءل احدهم ..وهل “الخيانة ” تحتمل الترشيد ..؟؟

لمعرفة حقيقة ما اقصده ..اتمنى قراءة المقال ..

لم يخطئ الشيخ محمد رمزو خطيب جمعة ساحة المعلا في فعالية ذكرى 7 يوليو الاسود ، حين وصف في خطبته كل من يقف ضد المجلس الانتقالي ومشروعه التحرري الاستقلالي بانه “خائن “..ايا كان هذا الفرد .!!.

نعم “خائن” للقضية الوطنية الجنوبية كقضية سياسية وطنية تهم كل فرد من افراد شعب ماكان يعرف “بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية “

نعم “خائن” لهذه القضية من المنظور الذي ينظر اليها من خلاله المجلس الانتقالي الجنوبي ومشروعه واغلبية شعب الجنوب …انتبهوا ..اعيد القول “خائن” للقضية الوطنية الجنوبية من المنظور الذي ينظر اليها من خلاله المجلس الانتقالي الجنوبي ومعه اغلبية شعب الجنوب الذي فوضه كممثل له في الداخل والخارج …

اما من ينظر اليها – اي الى القضية الوطنية الجنوبية – من منظور آخر كأن يعتبرها تاتي في سياق ازمة نظام الحكم في اليمن ..او يعتبرها مسألة حقوق ومطالب خدمية للجنوبيين..او …او …او غير ذلك من سياقات تضعها في اطار مشاكل وازمات اليمن الخدمية والحقوقية المطلبية ، فان صاحب النظرة هذه للقضية ، ليس بخائن للقضية الوطنية الجنوبية من منظوره الذي من خلاله يرى القضية ..!!!

اذن لم يخطئ الشيخ محمد رمزو في توصيفه ” للخائن ” للقضية  طالما المرجعية في التخوين هو المشروع التحرري الاستقلالي وهدفه المتمثل في استعادة الدولة الوطنية الجنوبية واقامة نظام وطني جنوبي جديد مستقل ..وهو المشروع والهدف الذي يحمله ويتبناه المجلس الانتقالي الجنوبي ومعه اغلبية شعب الجنوب , ويناضل من اجل تحققه واقعا على ارض الجنوب …!!

فلماذا يتحسس كل من لايحمل مشروع وهدف التحرير والاستقلال من توصيف “الخيانة ” للقضية الوطنية الجنوبية ؟؟ !! رغم ان هذا التوصيف صادق وحقيقي من المنظور الذي يتبناه المجلس ومؤيدوه …!!

ولماذا هذه الزوبعة في وسائل التواصل وبعض المواقع حول توصيف ”  الخائن ” كما جاء في خطبة جمعة  استمرار رفض الاحتلال ..؟؟؟

من وجهة نظري لا أرى مانعا يحول دون ان يطلق هؤلاء” المتحسسون ” توصيف الخيانة على كل من لايحمل ” رؤيتهم ” هم  للقضية الوطنية الجنوبية من منظورهم الذي ينظرون من خلاله لهذه القضية …وهم بهذا التوصيف تجاه الاخر يكونوا صادقين مع مشروعهم او منظورهم او هدفهم ..!!! بغض النظر عن حجمهم في الواقع ..!!

ان استحقاقات التوصيف – دون شك – لا تأتي من فراغ لدي كلا الطرفين ..فكل يرى موقفه هو الصحيح ..ولكن مهما كان موقف هذا او ذاك تجاه القضية الوطنية الجنوبية ، فهناك من الاستحقاقات و الوقائع والحقائق والاحداث مايبرهن على مصداقية وموضوعية دعاوي طرف دون آخر …يكفي ان اقول ان تكرارنا  لعبارة  ” اغلبية  او غالبية شعبنا في الجنوب ” للاشارة الى موقف اغلبية شعبنا تجاه قضيتهم وتفاعلهم ايجابيا معها ذاك التفاعل الذي يخدم مشروع التحرير والاستقلال ..هذا التكرار للعبارة تلك لم يأتي من مشاعر ذاتية عاطفية او وهم وخيال  ..بل من واقع مشاهد ويعيشه الجميع على ارض الجنوب..!!

فلقد برهنت سنوات ثورة ” الحراك الجنوبي السلمي ” الماضية على  التفاف معظم فئات شعبنا حول المطالب السياسية المشروعة التى رفعتها هذه الثورة وعلى رأس هذه المطالب استعادة الدولة والارض الجنوبية والرفض التام لاية مشاريع اخرى لاتلبي ارادة هذه الاغلبية.. ورغم آلة القمع والسجن والمطاردات وحتى استباحة الدماء الشابة الجنوبية في المظاهرات والمهرجانات والمسيرات من قبل عسكر نظام المحتل اليمني ..ورغم الاعيب مابعد سقوط صالح  ومحاولات خفض سقف المطالب السياسية لشعبنا وادخاله في دوامة ماسمى مؤتمر حوار وطني يمني وفرض ماخرج به من قرارات ولو بالقوة  ومنها مايسمى بنظام الاقاليم واقامة ” يمن اتحادي ” ..الى مستجدات ماحدث في الجنوب بعد شن عاصفة الحزم ..الخ ، طوال تلك الاحداث الى ماوصلت اليه اليوم القضيةالوطنية الجنوبية من ايجاد حامل سياسي لها ، لم يستطع الطرف الاخر وهو يمتلك وسائل الترغيب والترهيب  ان يحشد انصاره ومؤيديه في اية ساحة من ساحات الجنوب كما فعل ويفعل من يطالب باستعادة الدولة الجنوبية والتحرير والاستقلال …وبالامس اتضحت الصورة بجلاء ووضوح تام لمن في عينيه حَوَل ، حيث ظهر الطرف الاخر بحجمه الحقيقي في ساحة العروض بخور مكسر  ضئيلا هزيلا رغم الامكانيات والاغراءات ..وظهرت ارادة اغلبية شعبنا بالتحامه مع اعضاء المجلس الانتقالي ومشروعه الاستقلالي في ساحة المعلا ، ومن هنا لسنا نتجنى على الحقيقة ان قلنا ان ارادة الاغلبية الشعبية الجنوبية هي مع خيار التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية ..

بالعودة الى مابدأت به المقال واعني  تداول “توصيف الخيانة ” بين الاطراف الجنوبية المتباينة المواقف تجاه القضية ، اقول بكل تواضع  نحن في هذه المرحلة التاريخية المهمة جدا  من مسيرة نضال شعبنا العربي الجنوبي بحاجة جدا جدا الى ” ترشيد مفهوم الخيانة ” اذا كان ولابد من استخدامه لتوصيف المواقف تجاه القضية ..فكما اشرت في بداية المقال ..كل يرى الاخر بانه ” خائن ” من الزاوية التي ينظر من خلالها للقضية …فلنتوافق جميعا كجنوبيين على ان تداول هذا التوصيف انما ينطلق من اختلاف منظور كل منا للقضية دون ان يكون له ولايجب ان يكون له اية مترتبات اواستحقاقات فردية تضر جسديا بالآخر المختلف …والحَكَم في في اختلاف المواقف هو الشعب الجنوبي من حيث موقف الاغلبية وموقف الاقلية …فالاغلبية – مثلا –  لاتهضم حق الاقلية في ان  تعبر عن موقفها سلميا تجاه اي امر من الامور العامة ..وفي المقابل على الاقلية احترام موقف الاغلبية في اية قضية من القضايا ..لعلنا بهكذا تفاعل وتعامل اليوم مع اختلافاتنا وخلافاتنا  نؤسس لجنوب قادم جديد فعلا خالي من كوارث الماضي التعيس والحاضر الاتعس …وهنا من الانصاف الاشارة الى ماحصل في فعالية 7/7 حيث تم اخلاء ساحة العروض من الحشود المؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي والانتقال الى ساحة المعلا وترك ساحة خور مكسر للطرف الاخر …لتظهر الحقيقة كما هي في الواقع …وكما نقلتها الصورة بانصع ماتكون الحقيقة ..!!

عمر حمدون

8يوليو 2017م

حضرموت .

LEAVE A REPLY