كلبٌ عوى مقال لـ نداء علوي محمد

574

 

مازال ليلك يا عدن مظلم شديد الحلكة ، مخيف يتوق إلى النور والأمان … ومازلت كعادتي أسير عائدة إلى بيتي حذرة أتحسس الخُطى خشية أن تنزلق قدماي في وحل المجاري ومخلفات القمامة ناهيك عن الكلاب الضالة …. التي أضحت تحتل شارعي طاردةً روائح الفل والبخور ! .

 

لكن الملفت للنظر والباعث للدهشة هذا المساء ليس عوى ونباح الكلاب الذي أعتدت على سماعه والتي أيقنت أنها لا تجيد غيره ؛ وإنما عوى ونباح الكلب الأكبر فيها ! الذي ينبح بصوتٍ عالٍ ناظراً نحوي بعيونٍ ملؤها الشر والعِداء…

 

 حينها وحين رأيته يحاول مهاجمتي للنيل مني جمعت شتاتي ووحدت فكري وبعثت في نفسي الثقة قائلةً لها : إمضي بثباتٍ وقوة وبخطىً واثقة ولا تأبهي لنباحه وعوائه فمثله مثل مٙن هو على شاكلته ولا تُظهري له خوفك ولا يٙشمّنّ فيكِ هرمون خوفٍ أو تردد وإرتباك ….

 

فكان ذاك ومضيت شامخة قوية وزاد هو من نباحه ولحاقه بي إلا أنني لم أعره اهتمامآ . …

 

فلو كل كلب عوى ألقمته حجرا لصار الصخر مثقالاً بدينارِ

حينها بدأ في التراجع متقهقراً من صف المواجهة فمضيت مبتسمة ساخرةً منه…

 

وعرفت أنه لا يملك سوى النباح والعوى والوعد والوعيد بكلابه الموجودة أو ما كان منها على بعد مسافات..

 

فمن رأى منكم كلباً ينبح ويعوي وربما قد يهاجم ويعقر فلا يأبه أو يتأسف له … وأجعلوا من كل متكلب كلباً مثله وأستريحوا من شغله وجهد التفكير فيه أو أحسبوه حماراً من قطيع الحُمُر الوحشية

وخاتمة القول :

إذا قيل للكلب يا بن دغر

عوى الكلب من شؤم ذاك النسب !

                                       

دمتم أحرارآ

2 COMMENTS

  1. مقال الكاتبة نداء علوي محمد مقال ينم عن قدرتها وتمكنها من إيصال الهدف المنشود والمراد بطريقة عجيبة ومتفردة .. فقد حوى مقالها على المشكلة التي نعانيها ونشكو منها وتكلمنا عنها في آلاف المقالات والشكاوى والمسيرات المنددة . لكنها وبفكرتها الرائعة جمعت كل ذلك في شارعها وفي لحظات عودتها إلى منزلها فاختارت الليل دلالة لما نحن فيه من ظلمة وفساد وضياع وعدم اتضاح الرؤية … كذلك ما يكون في هذا الليل وكيف يستغله اللئام والمأجورين واعداء الوطن والمتآمرين عليه والتي شبهتهم بالكلاب الضالة والمتكلبين وانهم هم سبب تعثرها في طريق وسيرها بحذر وخشية وخوفها من الوقوع في المكائد والعراقيل وما الى ذلك مما يضعه الأعداء لعرقلة مسيرة الوطن وعدن خاصة .. إلا أنها تظهر لنا بقوة وثبات وثقة وأمام المتكلب الكبير الذي عكست لنا به عن صورة صمود الجنوب وقضيته وانتصاره رغم كل ما يحاك له . لها كل التقدير والإحترام وهي التي دوما تتحفنا بالإبداع . أتمنى الإهتمام بهذا القلم المبدع الذي تفوق على نفسه وعلى الكثير ممن نعدهم أقلام صحفية … فلا تهملوها وتستحق ان تنال وبجدارة البطاقة الصحفية .

    للمزيد من التفاصيل almandeb.news/?p=46329 © موقع #المندب_نيوز

LEAVE A REPLY