ما تفضل بقوله د. فهد الشليمي المحلل السياسي الكويتي المعروف من على قناة الغد المشرق من وجهة نظر حول موقفه ورؤيته للمجلس الانتقالي هي وجهة نظر نحترمها منه …وكما يقال احترام الرأي لايعني بالضرورة التسليم به بقدر مايعني الاستماع اليه وتقبله بروح رياضية عالية …من منطلق ان للجميع الحق في طرح ارائهم وافكارهم ، والتقبل هنا لايعني التسليم بصحته كما اشرت …
قال د. فهد ” ان المجلس لايستطيع ان يكتب مذكرة لأي وزارة خارجية لأي دولة في العالم او للامم المتحدة …” كما قال الشليمي ايضا ” لايستطيع المجلس ان يقدم اي شي سياسي لان الممثل الشرعي موجود وهو الحكومة الشرعية ” . بالنسبة للمجلس الانتقالي وتعامله رسميا مع الدول ووزاراتها , اظن بأن المجلس يدرك جيدا كيفية التعامل هذه , والتعاطي مع وزارات دول العالم ..ويعلم ما يجب عليه عمله , ومالايجب في هذا الاطار ..ويفهم المجلس من يخاطب سياسيا ..وكيف يخاطب سوا أكانت جهات رسميه او مع منظمات غير حكومية ..الخ …باختصار شديد جدا المجلس يدرك طبيعته ..وحقيقة كينونته..وبالتالي ماقاله د. الشليمي بهذا الخصوص لن نتوقف طويلا عندها.. اما انه يجزم بان المجلس لايستطيع تقديم اي شي سياسي لان الممثل الشرعي كما قال موجود فذا امر يحتاج لنقاش هادئ هادف …فاولا ما سوف يقدمه المجلس في الجانب السياسي , وهو اهم مجال بل هو اساس قيام المجلس , اظن لاعلاقة للشرعية بما سوف يقدمه ومالايقدمه المجلس ..فليس المجلس مقيد في عمله السياسي بما تقره او ما لاتقره الشرعية …بل ان شرعيته لايستمدها من الشرعية ذاتها ، بقدر مايستمدها من اغلبية شعب الجنوب الذي خرج في فعاليات تأييد وتفويض للمجلس , اتفقنا او اختلفنا فهذا امر واقع ..اذ عجزت الشرعية ذاتها في ان تُخرج بضع مئات من البشر في عدن او غيرها تأييدا لها …ومع كل ذلك المجلس لم يجعل من نفسه بديلا عن الشرعية في مناطق الجنوب بقدر ماانه معترف بالشرعية , وانه يعمل عملا سياسيا تحت هذه الشرعية ..ولكن عمله وتحركات اعضائه ولوائحه التنظيمية واهدافه السياسية وغيرها ليست للشرعية الوصاية عليها في اقرارها او عدم اقرارها …..المجلس يعمل – كما يدرك د.فهد الشليمي – في ظل اوضاع استثنائية تمر بها اليمن والجنوب , و الاستثناء هنا ليس فقط بسبب الحرب ..او انقلاب الحوثي وعفاش ..بل الوضع الاستثنائي هو سابق للحرب وللانقلاب ..بل وحتى سابق للمبادرة الخليجية وماسمي بثورة 2011 في اليمن ..وللوضع الاستثنائي احكامه وقوانينه …فما يجري على الارض وخصوصا ارض الجنوب ، ناهيك عن اليمن ‘ ليس بالضرورة ان يتوافق مع لوائح وانظمة ودستور دولة مستقرة باجهزتها وانظمتها المختلفة ..الخ.. والاّ هل يُعقل ان تدار دولة من فنادق في دولة او دول اخرى …؟ الا اذا كانت هذه الدولة تمر بوضع استثنائي !!!!!
اذن والحال هكذا ” استثنائي ” ..اذا تقبلنا وقبلنا بوضعية هذه الدولة وحكومتها …وطريقة ادارتها ..وكيفية التعامل مع انظمتها وقوانينها ..الخ ,فكان يجب على كل محلل او كاتب موضوعي ومنصف ان يتقبل ويقبل ايضا بكينونة وحقيقة وجود المجلس وطريقة عمله واداء اعضائه ومايطرحه من برامج واهداف….الخ في ظل هذا الوضع الاستثنائي …فالانتقائية هنا غير موفقة …فطالما قبلت بوجود حكومة وزراؤها يديرون شئون ” وزاراتهم ” من الخارج في دولة اخرى ..وحتى اداء اليمين القانونية للوزراء ومن في مستواهم يجري ايضا في فنادق الخارج ..فمن الانصاف ان يتفهم ويقبل ايضا بحقيقة وجود المجلس كمجلس له قضية يناضل من اجلها …والمجلس يدرك كيف يتعامل سياسيا مع هذه القضية في ظل هذا الوضع الاستثنائي ..
اظن ان د. الشليمي يعي ويدرك كل الظروف السابقة وملابساتها التي ادت الى قيام المجلس ..لاسيما وانه في يوم من الايام قد كرر كثيرا في العديد من مداخلاته الفضائيه ان للجنوب قضية سياسية ..وهذه القضية بحاحة لحامل سياسي , وليست قضية خدمات كهرباء وفقر وكوليرا …الخ ..والقضية السياسية لها متطلباتها واستحقاقاتها …كل ذلك يدركه الشليمي .. كما انه يعرف ان من هزم الحوثي وحلفائه في عدن وغيرها من مناطق الجنوب هم شباب هذه القضية ومقاومتها الجنوبية …وطالما وقد ذكر الشليمي ضرورة توحيد الجهود لهزيمة الحوثي وعفاش في ماتم ذكره من مقابلة الغد المشرق واعطائه الجنوبيين نصيحة بذلك …كان عليه ان يتطوع ايضا ويعطي نصيحة او توبيخ لمن يستحق النصيحة او التوبيخ لفشلهم في هزيمة الحوثي في مناطقهم ولم يستطيعوا منذ سنتين ان يتجاوزوا تبب وتلل وهضاب صرواح …او اودية تعز او مغادرة سواحل الحديدة الى عمق الداخل اليمني وصولا الى عاصمتهم التي كم ناجوها وقالوا قادمون ياصنعاء !!
اخيرا كما قلت في البداية شكرا د. فهد الشليمي على اهتمامك السابق بقضية شعبنا في الجنوب ..وتأكد ان المجلس السياسي الانتقالي في الجنوب يعرف متى وكيف يخاطب ويتعامل مع من ذكرت من جهات رسمية في الخارج …وهو في هذا التخاطب والتعامل ليس مجلسا انقلابيا ضد الشرعية يادكتور فهد ,مثل ذاك المجلس الانقلابي الحوثعفاشي ضد الشرعية في صنعاء ، والذي يتعامل مع جهات خارجية رسمية وغير رسمية و بالمثل تتعامل هذه الجهات معه بطريقة او بأخرى بحجة انهم امام امر واقع …وان كان وضعا ضد الشرعية المعترف بها دوليا …!!..شكرا د. فهد على مساندتك السابقة اعلاميا على الاقل لقضيتنا التي نؤمن بانها ستنتصر في النهاية وان طال الزمن ..وان تراجع امثالك عن مساندتها ..!!
عمر حمدون
14 يوليو 2017
حضرموت
