عدن(المندب نيوز) الشرق الأوسط/بسام القاضي
تستميت ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح في الوصول إلى مناطق كهبوب الاستراتيجية المطلة على جزيرة ميمون وممر الملاحة الدولية «باب المندب» وكذا مناطق جبال كرش المطلة على قاعدة العند الجوية وسط لحج أكبر القواعد العسكرية في اليمن، التي تتخذها قوات التحالف في اليمن مقرا لعملياتها العسكرية في الحرب الدائرة منذ أكثر من عام، رغم الخسائر الكبيرة التي تتلقاها الميليشيات عقب كل محاولة لها لتنفيذ عمليات التفاف أو إحراز أي تقدم.
وتظل الميليشيات منذ أكثر من عام تحشد تعزيزاتها لتحقيق أي انتصارات، وفشلت في إحرازها رغم تعدد الجبهات التي تسعى من خلالها للتقدم ناحية المدن الجنوبية سواء عبر مديريات بيحان شرق محافظة شبوة، أو عبر مكيراس الاستراتيجية شمال محافظة أبين المحاذية لمحافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، أو عبر جبهات كرش وكهبوب وباب المندب بمحافظة لحج خط الدفاع الأول عن العاصمة عدن، فجميع محاولاتها تلك منيت بالفشل أمام صمود قوات الشرعية، الأمر الذي يدفعها لارتكاب مزيد من الانتهاكات بحق السكان من خلال استمرار قصفها العشوائي للمناطق والقرى بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة
وعقب الخسائر الكبيرة التي تلقتها في جبهات كرش، حاولت الميليشيات مجددًا اختراق الجيش والمقاومة في جبهات كهبوب الاستراتيجية المطلة على باب المندب لتخفيف الضغط على قواتها في جبهات كرش وبيحان والبيضاء، في ظل حالة من التخبط بصفوف الانقلابيين وفرار عدد كبير من مقاتليهم من المعارك بجبهات لحج وكذا من مديريات بيحان الرابطة بين محافظة شبوة ومحافظتي مأرب والبيضاء
وشهدت جبهات كهبوب الاستراتيجية غرب مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج أمس مواجهات عنيفة إثر محاولة التفاف فاشلة للميليشيات الانقلابية، لتخفيف الضغط على مقاتليها بجبهات كرش والمناطق المطلة على الشريجة وجبال القبيطة، وتصدت قوات الجيش والمقاومة للهجوم الذي أسفر عن سقوط 8 بين قتلى وجرحى من عناصر الميليشيات، مما دفع الميليشيات للفرار من وسط المواجهات العنيفة
وقالت مصادر محلية مطلعة في مقاومة الصبيحة بمنطقة كهبوب لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش الوطني والمقاومة من أبناء الصبيحة أحبطوا أمس هجوما مباغتا للميليشيات في محاولة منها لاستعادة مواقع على بعد 3 كيلومترات من كهبوب كانت قد خسرتها الميليشيات الشهر الماضي، وتكبدت الميليشيات في معاركها مع قوات الشرعية بمناطق كهبوب والصبيحة خسائر فادحة، مؤكدة أن المقاومة والجيش يفرضون كامل السيطرة على كهبوب وأنه من المستحيل للميليشيات تحقيق أي تقدم لها ناحية تلك المناطق العسكرية المهمة، على حد قولها
وبالعودة إلى جبهات المعارك شمال غربي مديرية كرش الرابطة بين محافظتي تعز ولحج، تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة تحقيق انتصاراتها في المناطق القريبة من الشريجة وجبال القبيطة، وذلك بعد يومين من إعلان قوات الشرعية سيطرتها الكاملة على مناطق كرش الحدودية، وفقًا لتصريحات اللواء فضل حسن العمري قائد محور العند قائد جبهات كرش لـ«الشرق الأوسط».
بدوره، أكد الناطق باسم جبهات كرش قائد نصر الردفاني قيام الميليشيات الانقلابية بشن قصف عشوائي عنيف بقذائف الـ«هاون» والـ«هاوزر» على القرى والمناطق المطلة على المواقع والجبال التي سيطرت عليها قوات الجيش والمقاومة خلال اليومين الماضيين، في محاولة منها لاستعادة المواقع المفقودة من يد قوات الشرعية، لافتًا إلا «فشل تلك المحاولات الإجرامية أمام صمود واستبسال المقاومين» على حد قوله، مشيرًا إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بصفوف الميليشيات، و«خسارة المقاومة لـ(الشهيد) أصيل شائف، و3 جرحى آخرين، بينهم العقيد ناصر من سلاح الدبابات، وحالته مستقرة»، كما يقول
.
وتمكنت المقاومة والجيش الوطني من تحرير مواقع جديدة هي قرن العلب، وحيد المناقيف، وتبة الدبابة، والكدحة، والصفراء، وقمة الصرور، بدعم وإسناد جوي ومدفعي من التحالف العربي شمال غربي المديرية، فيما توالت الانتصارات عقب هجوم مباغت وكاسح للمقاومة والجيش على مواقع الميليشيات الانقلابية، كما تمكنت القوات الموالية للشرعية أيضًا من السيطرة على جبل السخابرة الواقع على الجهة الغربية من الجبهة والمطل على سوق الشريجة بعد معارك عنيفة سقط على أثرها عدد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، بالإضافة إلى أسر أحد القناصة الحوثيين.
وأرجع قائد محور العند اللواء فضل حسن العمري استماتة الميليشيات في الوصول إلى مناطق كرش التي تربط بين محافظتي تعز ولحج، إلى أن منطقة كرش منطقة استراتيجية مهمة وتعد البوابة الرئيسية لقاعدة العند الجوية وسط لحج، وأيضًا هي بوابة الدخول إلى عدن وخط الدفاع الأول عن العاصمة المؤقتة، مشيرًا إلى أن الانتصارات تتوالى في لحج، وأن المعارك مع الميليشيات تتركز في شمال غربي المديرية والمناطق المطلة على الشريجة وجبال القبيطة، على حد قوله.
ولفت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استمرار ميليشيات الحوثيين وصالح في حشد تعزيزاتها العسكرية والوصول إلى كرش رغم الخسائر الكبيرة التي تتلقاها على أيدي قوات الجيش الوطني والمقاومة، يأتي للأهمية الاستراتيجية لمنطقة كرش التي تربط لحج وتعز، وتخوفها من توغل القوات الحكومية في مناطق تعز بعد سيطرتها الكاملة على كامل مناطق وأراضي محافظة لحج وتقدمها ناحية الشريجة والقبيطة
وفي مديريات بيحان بمحافظة شبوة شرق البلاد، تتواصل المواجهات بشكل متقطع بعد الخسائر الكبيرة التي تلقتها الميليشيات وعودة طيران التحالف لاستهداف أي تعزيزات عسكرية بين الحين والآخر، في ظل هدوء حذر تشهده المناطق الاستراتيجية المؤدية إلى أكبر منابع النفط باليمن، والتي تربط محافظة شبوة بمحافظتي مأرب والبيضاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات منذ ما يقارب العامين
على صعيد ذي صلة، تجددت أمس المواجهات في جبهات مدن الزاهر وقيفة رداع بمحافظة البيضاء جنوب شرقي صنعاء، وسط معارك كر فر بين ميليشيات الحوثيين وصالح من جهة، والمقاومة ورجال القبائل من جهة، عقب تصدي المقاومة لمحاولة توغل فاشلة للميليشيات ناحية مناطق آل حميقان التي تخضع لسيطرة القبائل الموالية للرئيس هادي، في الوقت الذي لجأت فيه المقاومة إلى حرب العصابات والكمائن لاستنزاف الميليشيات نتيجة للفارق الكبير في العتاد العسكري والقوات البشرية بينها وبين الميليشيات، كتكتيك ناجح ومثمر للتصدي لعنجهية الانقلابيين
وأوضح القيادي محمد عبد القوي الحميقاني لـ«الشرق الأوسط» أن عناصر الميليشيات الانقلابية تتمركز بعتادها العسكري وقواتها البشرية الضخمة في منطقة الجماجم وحيود ضحوة وحيد امسلم، بعد فشلها في اختراق مقاومة آل حميقان، مشيرًا إلى أن الحوثيين يواصلون لأشهر فرض حصارهم الخانق، في ظل وجود أكثر من 60 منزلا دمرت جراء القصف العشوائي للميليشيات على المناطق والقرى السكنية. وكان طيران التحالف العربي قد نفذ أول من أمس 11 غارة على معسكر القصير مقر «اللواء 139» ومباني المعهد المهني بقيفة رداع البيضاء، وقبلها بساعات استهدفت 4 غارات معسكر القيصر الذي تسيطر عليه الميليشيات الانقلابية منذ ما يقارب العامين.