هل نعيش أزمة مواهب ؟ مقال لـ وليد عبدالرحيم باوير

352

تعريف الموهبة لغة هي العطية، أما تعريفها اصطلاحا فهي القدرة الرائعة

التي تجعل الموهوب عند القيام بنشاط ما يظهر أداءه بتميز في المجال الذي يميل إليه ويرغبه ،

وتجعله متفردا وممتلكا لخصائص وسمات يحتمل ألا يمتلكها الآخرون ، مثل حب الاستطلاع الزائد ، وتنوع الميول وعمقها، وسرعة التعلم والاستيعاب ، والاستقلالية، والمبادرة والمثابرة، وحب القيادة .

إن هذه السمات السلوكية التي تظهر أولى ملامحها عند الأطفال في مراحل أعمارهم الأولى وتبرز من خلال قدرتهم على الأداء الرفيع والمتقن في أي عمل يوكل إليهم وفي زمن أقل بكثير من نظرائهم.

إننا وخلال نزولاتنا الميدانية على المدارس نلاحظ تقهقر واضمحلال المواهب ، بل يصل في بعض المدارس الى الاختفاء التام .

عند طرحنا السؤال على الإدارات المدرسية والمعلمين لماذا لم نعد نشاهد المواهب المختلفة في مدارسنا فيقول أحدهم السبب الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلد ، ويعزي الآخر إلى حشو المناهج وعدم إتاحة الوقت لإبراز المواهب وعدم تنفيذ حصص الأنشطة ، بينما عندما تحول السؤال للطلاب فصوبوا سهام لومهم على المعلم الذي غابت عنه القدوة والموهبة ، فمن الطبيعي تغيب في الطالب ففاقد الشئ لا يعطيه ، والمعلوم بأن الطفل يتقمص شخصية معلمه ويحاكيها .

إننا اليوم أحوج من أي وقت مضى للموهوبين والقادة الجدد الذين سيستلمون مقاليد الحكم والسلطة فهل نحن قادرون على صقلهم أم أن أزمة الموهوبين والقادة مؤجلة حتى حين ؟

LEAVE A REPLY