عدن والحدث العظيم المقال لـ ناصر التميمي

348

دأب الحراك الجنوبي من بداية ثورته المباركة في عام٢٠٠٧م على إقامة الفعاليات الكبيرة اي المليونيات الى جانب المسيرات والمظاهرات التي عمت مدن وقرى وأرياف ووديان وشعاب الجنوب ضد نظام الاحتلال اليمني الغاشم الذي واجه ذلك الحراك السلمي الحضاري المنظم والناجح بمختلف انواع الاسلحة الا أن شعب الجنوب لم يخضع ولم يستسلم لهمنجية الاحتلال بل ظل صخرة صماء في وجه هذه الوحشية وازدادت شرارة الثورة السلمية حدة وقوةخاصة بعد أن ازدادت وحشية وهمجية النظام اليمني القادم من الكهوف والجبال في بطش شعب الجنوب الاعزل من السلاح والذين لايملكون الا صدورهم العارية وهتافاتهم النارية التي كانت تصدح في ربوع الجنوب وتهز أركان نظام صنعاء والتي اصابته بالهيجان وارادتهم القوية التي كانت أقوى من مدافعهم ودباباتهم وطائراتهم التي عجزت عن في اخماد بركان الجنوب الثائر الذي زلزل امراطورية الفساد والسلب المنظم للثروة في الجنوب٠

وخلال الفترة السابقة نجح الحراك الجنوبي في ترتيب صفوفه رغم كل الصعاب التي واجهته في في بداية الامر الا انه تمكن من لملمة  صفوفه وتقوية جبهته الداخلية لمواجهة اسوأ احتلال غاشم كهنوتي في تاريخ الجنوب العربي وتمكن من إقامة المليونيات الضخمة في عاصمة الجنوب عدن الحبيبة غصبا عن أنف الاحتلال الذي كان يمتلك العصا الغليظة وبيده كل شي وهذا أكبر انتصار يحققه شعب الجنوب ضد هذه النظام القمعي العكسوقبلي  بان استطاع ان يحشد كل هذه الجماهير في ظل استخدام القوة المفرطة ضد الجنوبيين٠

ولا تمر اي فعالية من فعاليتات الحراك الا ويسقط شهداء وجرحى ويعتقل المئات من النشطاء الذين وهبوا ارواحهم فداء للجنوب ٠

هذا الصمود الاسطوري اذهل العالم وبات ينظر الى شعب الجنوب كشعب عظيم يستحق الاحترام والتقدير وما الربيع العربي الذي بدأ من تونس الا فكرة استلهمها التونسيين من مدرسة الحراك الجنوبي وهذا باعتراف كثير من قيادات الربيع العربي الذي سبقه حراكنا ببضع سنين حيث باتت اليوم ثورتنا السلمية كاعظم واطول ثورة سلمية في العالم تستحق ان تسجل في موسوعة غينيس للقياسات والارقام العالمية٠

وبعد انطلاق عاصفة الحزم اختلفت الامور كثيرا واستطاع شعب الجنوب طرد قوى الشر و من ارضه الطاهرة في فترة وجيزة لانه يمتلك الارادة القوية وقوة الحق بمساعدة الاشقاء في دول التحالف العربي ونجح في السيطرة على ارضه بعد ان قدم قوافل من الشهداء والجرحى٠

وعقب استعادة عدن عافيتها بعد تطهيرها من قوات الحوثي وعفاش إستأنف الحراك الجنوبي ومقاومته الباسلة إحياء المناسبات الجنوبية المتمثلة بأعياد اكتوبر ونوفمبر وغيرها من المناسبات العظيمة وبعد ان كان يقيم هذه الاحتفالات وقوات الاحتلال تحيط به من كل مكان اليوم شعبنا يحيي مناسباته في ساحة العروض بعدن وهو محروس بأبطال المقاومة والجيش الجنوبي الذي يرعى ويحمي الجماهير الجنوبية القادمة من كل حدب وصوب من جنوبنا الجبيب وهذا انصار اخر يضاف الى انتصارات الجنوب٠

وبعد عشر سنوات من النضال السلمي والكفاح المسلح نجح شعبنا في حماية ثورته من كل الاعداء الذين كانوا يقفون في وجه شعب الجنوب وتمكن في الرابع من مايو ٢٠١٧م بمنح الثقة للقائد عيدروس الزبيدي بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي لادارة الجنوب وتوج ذلك بالاعلان التاريخي عن قوام المجلس في ٢١مايوعام٢٠١٧م في مليونية حاشدة كانت بمثابة استفتاء شعبي رحبت به كل القوى الجنوبية الفاعلة في الساحة وبات الممثل الوحيد لشعب الجنوب في اي استحقاقات قادمة هذا الانتصار أغاض شرعية الزور وقوى الفساد في الشمال وشنوا حربا أعلامية ضد الانتقالي الجنوبي لانه غير المعادلة واصبح للجنوب كيان سياسي واحد وحوله الشعب ملتف كالسوار على المعصم٠

واليوم شعبنا على موعد جديد مع احتفالات شعبنا بأعياد ثورة أكتوبر المجيدة وقد أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي عن احياء هذه المناسبة الغالية علينا في ساحة العروض بعدن والتي باتت اليوم على موعد جديد وحدث آخر جديد وعظيم بمناسبة ثورة اكتوبر المجيدة حيث من المتوقع ان تشهد عدن هذه المرة حشودا غير مسبوقة وسيتم الاعلان عن خطوات جديدة على الارض حسب قول عدد من قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي والتي ستمثل ضربة اخرى للاحتلال وانتصار آخر يسجل في سجلات ثورة شعبنا السلمية المجيدة ويا انتقالي ياجنوبي سير الى الامام والشعب والى جانبكم حتى استعادة دولتنا المسلوبة باذن الله والله من وراء القصد٠

LEAVE A REPLY