ترانيم محارب رنين الهاتف مقال لـ عيظة بن ماضي

773

 

 

كغيرة من تلك الاجساد الغيورة التي حملت ارواحها على اكفها تلبية لنداء الدين والوطن متجهة الي ساحات الوغاء ، ودع اهله رغم غصه  الفراق وحمل نفسه الي تلك القفار ليسطر مع من هم في انتظاره اروع الملاحم على هذه الارض الحرة والتي ترويها الدماء الطاهرة الزكية كلما نادت .

في تلك الاثناء وقد اقتربت عقارب الساعة المهترئة على يدي من العاشرة مساء ….. رن جهاز الاتصال المستقر في زاوية تلك الغرفة البائسة المتهالكة ، ولم يكن فيها سواي واحد الرفاق المضجع على قطعة سلاحه متلحف السماء يأن من جراحة  .

لم اتحرك من موقعي كوني غير معني بذاك الاتصال  استمر الجهاز بالرنين مرار وتكرار ، تقدمت إليه في خطئ متثاقله وانا افكر هل ارد ام لا ارد  نعم من المتصل  نعم نعم من على الخط  لم اجد احد على الخط ، رجعت الي زاوية تلك الغرفة لعلها تقيني صقيع تلك الليلة واغمضت عيناي .

ماهي الا لحظات حتى عاود ذاك الرنين بل هو الضجيج يملا ارجاء الغرفة  انتظرت قليلا لعل رفيقي المعني بذاك الجهاز يأتي ، استمر الرنين ولم يأت احد ولا اشعر بأحد في الجوار ، هممت بالتحرك نحو الهاتف وبينما كنت في تلك الوضعية انقطع ذاك الرنين على صوت رفيقي نعم نعم اسمعك بوضوح  كرر ما تقول  هل صدرت هذه الاوامر في الحال نعم نعم كنت في دوره المياه  رفيقي اصيب في معركة يوم امس ولا يستطيع الحراك  هل اعمم هذا البلاغ الان  كرر ما قلت  علم وينفذ .

نظر الي والدهشة تملى عيناه منذ متى والهاتف يرن ، هل كان احد سواك بالغرفة  هممت بالرد فقاطعني الي متى ونحن على هذا الحال الي متى ، هل يستطيع النهوض والتحرك فقد صدرت الاوامر بالتقدم  كان يخاطبني وينظر الي ذاك الرفيق الممد على الارض ، لم يتركني اتحدث فكلما هممت قاطعني ، غادر الغرفة للحظات وعاد يجمع اجزاء ذاك الجهاز المتناثر في ارجاء الغرفة هو واحد الرفاق ليغادروا بعدها في صمت ، وانا لا زلت على تلك الوضعية في الزاوية تدور في ذهني عده اسئله ماذا وكيف واين ولما  ، عاد رفيقي بصحبة اثنان من الزملاء الذين حاولوا مساعدة الجريح على النهوض ولكنهم تسمروا فوق الجسد للحظات ولم اسمع سواء الحمد لله الحمد لله ، هنا قاطعتهم مسرعاً ماذا حدث ماذا هناك  نظر الي احدهم وهو يقول الحمد لله لقد فارق الحياه.

لم تكن تلك الكلمات بجديدة على مسمعي ولكنها كانت مدوية نعم مدوية فكيف لم انتبه الي انقطاع انينه الذي كان ملازمين ليومين ، كيف حدث هذا وكيف لي ان اكون هكذا ، اخذو الرفيق من ارض الغرفة وغادرو مسرعين ونظر الئ رفيقي مسؤول الهاتف قائلا  هلا تنهض لنغادر  تبسم وهو يحدثني مكرراً هيا انهض لنغادر ، كانت تلك اخر الكلمات التي اسمعها منه وتلك الابتسامة التي اراها على محياه، فقد غادر بالفعل ليس من الغرفة فقط بل من كل الدنيا الئ  جوار ربه في صباح اليوم التالي عندما انتصفنا الطريق

نلتقي ف ترانيم محارب في المنتصف

LEAVE A REPLY