ثلاثية الشمال وأحادية الجنوب مقال لـ عادل العبيدي

488

ثلاثية الشمال ( الحوثي والإصلاح والمؤتمر) وملحقاتهم من القاعدة وداعش والخلايا النائمة ، لن تتغير نظرتهم السياسية والعسكرية إلى الجنوب ، مهما بلغت في أيّ منهم الهزيمة السياسية والعسكرية بتجريدهم وطردهم من سلطة الحكم – كما  حدث  للإصلاح والمؤتمر – حيث  وهم في سقوطهم المخزي وضعفهم الذي آلو إليه ،  سيحاولون دغدغة عواطف ومشاعر أبناء الجنوب ويبدون حسن نيتهم  من القضية الجنوبية ،وأن  من حق الجنوبيين أن يقرروا مصيرهم ،و يكون تأسفهم واعتذارهم للجنوبيين ، وهذا فقط  من أجل هزيمة الجنوب  عاطفيا  ، وإلا فإن نظرتهم إلى الجنوب ستبقى هي هي نفسها  التي كانوا عليها وهم  متربعون على سلطة الحكم وفي أشد قوتهم العسكرية والسياسية ، ولن يغيرها سقوطهم وضعفهم ، فقط الانتظار إلى حين تسمح لهم ظروفهم وبعدها من جديد يعودون إلى تكشير أنيابهم ضد الجنوب وبكل وحشية يريدون يلتهمونه بكل ما فيه ، من خلال قيامهم  بتحالفات ثنائية فيما بينهم البين،  أو بتحالفهم جميعا ، خاصة وأن طبيعة مشاكلهم وعدائهم لم تصل بهم إلى تفككهم و نهايتهم الأبدية ، فهي ورغم شدتها متجددة إلى تحالفات جديدة  بين بعضهم البعض أو بينهم جميعا  متى اقتضت ضرورة مصالحهم .

أحادية الجنوب ثورة ومجلس سياسي ومقاومة وشعب ، التي لا تسلك إلا طريقاً واحداً ، ولا تقصد إلا هدفا واحدا  وهو : (استقلال الجنوب وقيام دولته) ، يجب أن لا تحبس أكثر عن الإسراع في تحقيق أهدافها التي لم يتبقَ  من الوصول إلى غايتها إلا القليل ،  وأن لا  تبقى رهينة لثلاثية قوى الشر والإجرام والاحتلال ، ثلاثية الشمال ، تترقب مآلهم ونهايتهم وتقلبات عدائهم وتحالفاتهم، وأحيانا الدخول مع أطرافهم في تكتيكات سياسية وعسكرية  فيها قد  نرى أن مصلحة قضيتنا الجنوبية تقتضي ذلك ، وحتى لا نقع في مستنقعهم مرة أخرى علينا  أن نعرف أنهم أكبر من أن نأمن مكرهم وخديعتهم و كذبهم ، وخطرهم علينا لا نستطيع قياسه ، ولا نستطيع تفاديه مهما كانت فاعلية تدابيرنا واحترازنا، ففي ثنايا سقوطهم وضعفهم صور و خفايا بشعة جدا ،منها استخدامهم للقاعدة وداعش وخلاياهم النائمة التي  قد نغفل عنها  ، ولا نرى إلا ضعفهم وسقوطهم بينما في خفاياهم يكمن شرهم على الجنوب ، الذي قد يكون موحدا في سرهم – أي في قوتهم الخفية جميعا  كالقاعدة وداعش وخلاياهم النائمة – حتى وأن بين ظاهرهم معاداتهم لبعضهم  البعض  ، ومن ثم لا ندري إلا بوقوع أفعالهم الإجرامية الإرهابية فينا، التي لا تستثني أي شيء جنوبيا ، مستهدفة الفتك وتدمير وقتل كل ما هو جنوبي ، ولا يردعهم أو يردهم عن أفعالهم الإجرامية الإرهابية حرمة المكان  أو المتواجدين فيه ، الكل هدف ،  الرجال والنساء والأطفال ، عسكريون و مدنيون ، في معسكر أوفي مبنى أو في مسجد   أو على ساحل ، لا فرق بينهم ، الكل يعتبر في نظرهم مادة دسمة لعملياتهم الإجرامية ، عسكريا وسياسيا و إعلاميا و إرهاباً.

إن ما نشاهده من تفخيخات وعمليات انتحارية ، وما ينتج عنها من تضحيات وما تخلفه من مناظر يدمي لها القلب ، التي يكون كل ما هو جنوبي هدفٌ لها ، لا يصدق أنها تعتبر من أهداف ومبادئ داعش والقاعدة بمجرد إعلانها أنها هي من تبنت  تلك العمليات الإجرامية، التي كان آخرها التي حدثت في منطقة جولدمور ،  إنما هي تابعة لهم وما تقوم به من عمليات انتحارية وتفخيخات يعتبر من ضمن شغل السياسة لثلاثية الشمال (المؤتمر والإصلاح والحوثي) .

أحيانا قد تقتضي ظروف وضرورات، يرى أنها تساعد  دول التحالف العربي في حربهم ضد الحوثي و القضاء عليه ، رغم خطورتها على الجنوب ، لمثلها لا يجب الامتثال لها بالكلية ، وليكن للجنوب عبرة في ماضي ثلاثية الشمال ، ولا نأمن كيدهم ومكرهم ، ومهما بالغوا  في معاداة بعضهم البعض في العلن ، فما ذلك إلا  كي يهزموا الجنوب عاطفيا، ليتمكنوا منه . إذن  علينا أن نحذرهم أكثر وأكثر ، فهم وإن ظهروا كذلك،  إلا أنهم وبما يمتلكون من قوة خفية ، متحدون فيها وفي السر يعملون على  تنشيطها ضد الجنوب .

LEAVE A REPLY