المسعف “موسى” نقل الشهداء ثم التحق بهم

295

 

ابوظبي(المندب نيوز)وكالات

التقط صورة سيلفي مع والدته بعدما عانقها طويلا حينما شاهدها تشارك في مسيرات العودة شرق مدينة غزة, واختار لها مكانا مناسبا لتجلس فيه, ثم انتقل إلى عمله كمسعف في الميدان ليحمل الجرحى والشهداء ويعمل على إنقاذ حياتهم, فنقل الشهداء والتحق بهم.

حيث ارتكبت إسرائيل مجزرة في يوم نقل السفارة الأميركية للقدس ضد المشاركين في مسيرات العودة على طول السياج الفاصل في قطاع غزة, واستشهد أكثر من 62 شهيدا, وأصيب أكثر من 3000 مواطن, منهم نساء وأطفال ومسعفون ومعاقون.

الشهيد موسى أبو حسنين “35 عاما” من مخيم جباليا, يعمل ضابطا في جهاز الدفاع المدني ضمن وحدة الإسعاف والطوارئ, وأشرف على نقطة الإسعاف في مخيم العودة شرق مدينة غزة يوم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

في صباح هذا اليوم كان موسى متحمسا للعمل, فمع شروق شمس يوم الاثنين استعد لعمله وكأنه يستعد للرحيل, فتوجه إلى منزله وبدأ يجهز ملابسه وحاجاته الخاصة بالعمل, وانطلق إلى مخيم العودة, بعدما ودع والدته, التي لم تخف قلقها عليه لحظة خروجه.

لكن هذا الحماس والهمة العالية في عينيه دفع والدته للالتحاق به للمشاركة في مسيرة العودة, فتفاجأ موسى بوالدته داخل مسيرة العودة وعانقها بشدة, وبادر بالتقاط صورة سيلفي معها وسط الحشود المشاركة في المخيم.كأنها لحظات من الخيال جاءت سريعة وخطفت موسى من حياة أسرته ووالدته التي كانت شاهدة وحاضرة على لحظات رحيله, حيث قالت والدته ،ما زلت احتفظ بدمائه على حجابي, هي آخر ما تبقى منه لحظة رحيله, قبل ارتقائه شهيدا, بعدما اغتاله القناصة الإسرائيليون برصاصة في صدره.

وتضيف بعدما التقط معي صورة سيلفي تركني وتوجه لإنقاذ المصابين ونقل الشهداء من ارض المخيم إلى الإسعافات, وفجأة أصيب بطلق في صدره وسقط حينها شهيدا, وسارع زملاؤه لإنقاذه وإبعاده عن منطقة الخطر, لكن لكثافة الإصابات لم تتواجد أية سيارة إسعاف في المنطقة, ومكث في مكانه 45 دقيقة بدون إسعاف ودخل حينها في غيبوبة نتيجة النزيف الحاد .

هبت والدته لاحتضانه حينها, وبدأ دمه يبلل ملابس والدته لتبقى ذكرى خالدة في حياتها, بعدما حان رحيله في أحضان والدته, والتي لم تتحمل هذا المشهد وهبت للبحث عن إسعاف ولم تجد.

وتفيد والدته, أن زملاءه اضطروا لنقله من ارض الميدان على لوح صفيح زينك مشيا على الأقدام ووصلوا فيه إلى الشارع العام, ونقلوه بسيارة خاصة إلى المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة, وتم إدخاله للعناية المكثفة على الفور, ولم تتركه والدته حتى داخل العناية المكثفة, وبدأ يردد الشهادتين أمام والدته, وتم إعلان استشهاده بوجود والدته. لحظات لعلها صعبة على أي إنسان يعيش لحظات مغادرة أحبته وأبنائه أمام أعينهم, لكن قدر الله غالب, كما أن الأحداث التي جرت يوم نقل السفارة الأميركية للقدس فاقت كل التوقعات, وتخطت حدود المجزرة لتتحول لمذبحة, حيث استقبل القناصة الإسرائيليون المتظاهرين بمجرد وصولهم للسياج الفاصل بالرصاص المتفجر , واستهدافهم في مناطق قاتلة من أجسادهم, وأطرافهم.

LEAVE A REPLY