تقرير (المندب نيوز) خاص

 

منذ منتصف التسعينات بدات المنطقة العربية  منعطفات جديدةمن الصراعات الايدلوجية والسياسية ،لم تكن حاضرة من قبل وان كانت بعض اطراف هذه الصراعات له تاريخ طويل من الصدام والتطرف مع الانظمة العربية، غير انه الان اصبح  منضوي تحت غطاء جديد وتحالفات شيطانية تغذيها اجهزة استخبارات دولية، وتسير وفق آلية مرسومة بدقة ،الهدف من ورائها تدمير المنطقة العربية برمتها وتفتيت كل الكيانات والقوى السياسية الحاكمة ،ليس رغبة في تلبية طموح المواطن العربي التواق الى الحرية والانعتاق من انظمة مستبدة تمارس القمع وتكميم الافواه وتصادر الحقوق الحريات ولكن لغرض خلق الفوضى وتجزئة المجزئ، وتقسيم المنطقة الى كانتونات صغيرة متناحرة ،في تشكيل وتقسيم وتقاسم جديد لقوى الهيمنة والنفوذ وتحقيقاً لمطامعهم الاستعمارية المتاصلة والمتجددة باسلوب يتناسب مع الطفرة العلمية ويواكب التطور التقني والتكنولوجي الذي نعيشه.

 

– تشكل الثالوث العبثي..

 

بدات دويلة قطر بالنمو والظهور كقوة اقتصادية واعدة  على مستوى الاقليم بل والعالم وذلك بعد اكتشافها للغاز والاعلان عن ثالث احطياطي غازي في العالم، وبدات معالم الثروة الغازية تطرء على النظام القطري الذي سرعان ما استطاع بتلك الثروة الطائلة من بناء الدولة ومؤسساتها ونقلها من واقع التخلف والفقر الى مصاف الدول المتحضرة معيشياً فقط وليس حضاريا ولم يكن هذا التحول كافي لتتبوء قطر دور متقدم في صنع القرار العربي وتصدر المشهد السياسي نظراً لحجمها الطبيعي كدولة صغيرة من حيث المساحة والسكان،مما جعل السلطة الحاكمة تحث السعي في إجاد اوراق بديلة تمكنها من الولوج الى مضمار السباق على تسيد المشهد العربي وكذا ايضا بمايضمن لها توفير الحماية الكافية من المطامع المحدقة بها .

 

لم تكن هذه الثروة الاقتصادية الهائلة والتي تتجاوز احتياجات ومتطلبات دولة قطر كما تتجاوز حجم تطلعاتها وطموحاتها، لم تكن بعيدة عن اعين قوى المطامع الدولية ،بل كانت تحت مجهرهم ومحل انظارهم، وقد بدات دوائر استخباراتهم برسم خططها وبرامجها لاحتضان هذا المولود الجديد ولعب دور الوصاية عليه وشرعت في وضع الخطط والآليات الكفيلة بضمان وصولها الى مبتغاها في الحصول على خيرات المنطقة وثرواتها.

 

ركزت قوى الاستخبارت الدولية وبالتحديد الامريكية، على نقاط الضعف في نظام الحكم في قطر والذي يعتبر نظام هش وضعيف ولا يملك من الخبرة ما يؤهله لخوض دوامات الصراع السياسي في المنطقة والسباق المحموم لتصدر المشهد والقرار العربي،وهو طريق الغواية الذي رُسم للاسرة الحاكمة في قطر لتسلكه.

 

اقتضت الضرورة المُلحّة من ايجاد ادوات مناسبة لاسناد منظومة الحكم القطرية في تنفيذ ما رُهن اليها من سياسات تدميرية للمنطقة فكانت جماعة الاخوان المسلمين هي الخيار الامثل للعب هذا الدور الغذر، لما تتمتع به الجماعة من تاريخ اسود ومثخن بالصدامات والدماء ولما تمتلكه من اذرع سياسية وعسكرية في عدد من الاقطار العربية وهو الامر الذي تبحث عنه قطر في سبيل دس انفها في قضايا المنطقة ،وايضاً لان الجماعة لا تمانع ابدا في قبول اي يد تمتد اليها ولو كانت اسرائيل، فكل السبل والوسائل لديهم مشروعة للوصول الى هدفهم وغاياتهم(كرسي السلطة).

 

– الجزيرة والابتزاز السياسي…

 

ركزت دوائر الاستخبارات الراعية للنظام القطري على اهمية استغلال الثورة الاعلامية الفضائية وتسخير كل امكانياتها التقنية في سبيل تشكيل الوعي السياسي  لدى المتابع العربي،والذي كان يتوق الى مثل هكذا منابر اعلامية تستطيع ايصال صوته واظهار معاناته للعالم بعد ان صادرت الانظمة العربية كل وسائل التعبير عن الراي وجرمتها فكانت قناة الجزيرة الاخبارية هي محط الانظار والمتابعة من كل الشعوب العربية، لما كانت تمثله من مهنية ومصداقية في نظر المشاهد العربي.

 

ظلت الجزيرة تحتل الصدارة في نسبة المشاهدة والمتابعة في المنطقة العربية واستطاعات بامكانياتها التقنية الهائلة وشبكة مراسليها المتعددة والتي وصلت الى كل الدول العربية، استطاعت ان تشكل طبيعة الراي العام في البلدان العربية وتؤثر فيه تاثيرا كبيرا وملحوظ.

 

لم يكن المشاهد العربي يخطر في ذهنه ولو لثانية واحدة ان هذه القناة لا تختلف كثيرا عن قنوات الانظمة الحاكمة والتي تنهج سياسات النظام وتسوق له، الى ان بدات القناة في اظهار وجهها الحقيقي الذي من اجله انشأت القناة في العام ١٩٩٦م وبذلت ملايين الدولارات من السلطة القطرية لتكون القناة بمثابة (الكرباج) الذي تستطيع من خلاله قطر لسع وايذاء وابتزاز الانظمة العربية.

LEAVE A REPLY