بالبخور والأهازيج والدعاء “سيئون” تستقبل العام الهجري الجديد 1438هـ (مصور)

462

سيئون (المندب نيوز) خاص – جمعان دويل

تتميّز مدينة سيئون عن غيرها من مدن وادي حضرموت خاصة وحضرموت بشكل عام في الاحتفاء بقدوم العام الهجري الجديد كل عام من خلال عادات وتقاليد توارثها أطفال المدينة منذ اعوام عديدة ولازالت إلى يومنا هذا ومنها انقرضت .

وأصبح اول يوم في العام الهجري الجديد هو يوم مميّز بمدينة سيئون , حيث تصحو المدينة لروائح البخور المتطايرة من المباخر التي يحملها اطفالها ذكور وإناث على شكل جماعات او منفردين يجول في ازقتها وشوارعها وفي السوق العام للمدينة وعلى وجوههم الفرحة والغبطة والسعادة وهم يرددون مجموعة من الأهازيج ( مدخل السنة بركة والسيل فوق التكة ) ( يا لبان ياكوكبان ابعد إبليس والشيطان ) ومنهم من يقول ( يا الله يا رحمن ابعد ابليس والشيطان ) في موروث شعبي تتناقله الآجال  جيل بعد جيل وخلال جولتهم يقوم أصحاب البيوت وأرباب المحلات التجارية بتكريمهم بمبلغ يسير من المال أوشي من الحلوى او الشكولاتة او يزودوهم بالبخور بعد ان يقوموا الأطفال بتبخير
المحل او مدخل البيت بروائح اللبان المتطاير من المباخر ( المقاطر ) ويقدموا الأهازيج بدون خجل او خوف وسط شغف ومشاهدة الوافدين للمدينة من خارجها لهذا الموروث الجميل والتي تعد في نظرهم عادات وتقاليد غريبة
عليهم و الذي لازال يحتفظون بها هؤلاء الأطفال حيث تجد الأولاد مع بعض والفتيات مع بعض وهم يلبسون الثياب الجميلة التي ارتدوها من قبل أهاليهم بهذه المناسبة بعد تزويدهم بالمبخرة والفحم الخشبي والبخور ( اللبان ) .
حتى وقت الظهيرة وليس هذه العادة محتكرة على فئة معيّنة من الاطفال بل من مختلف شرائح المجتمع .
فيما تشهد العديد من مساجد المدينة من ليلة وداعية العام الهجري واستقبال العام الجديد المحاضرات وجلسات الذكر والمواعظ  تتحدث عن الهجرة النبوية وما تمثله من محطة وقوف في حياة البشرية والتي غيرت الهجرة النبوية مسار
البشرية و يعتبر حادث الهجرة فيصلاً بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية ، هما المرحلة المكية والمرحلة المدنية، ولقد كان لهذه الحادث آثار جليلة على المسلمين، ليس فقط في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن آثاره الخيرة قد امتدت لتشمل حياة المسلمين في كل عصر ومصر، كما أن آثاره شملت الإنسانية أيضاً، لأن الحضارة الإسلامية التي قامت على أساس الحق والعدل والحرية والمساواة هي حضارة إنسانية ، قدمت ولا زالت تقدم للبشرية أسمى القواعد الروحية والتشريعية الشاملة ، التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع، والتي تصلح لتنظيم حياة الإنسان كإنسان بغض النظر عن مكانه أو زمانه أو معتقداته  وتتكاثر الدعوات إلى العلي القدير ان يجعله
عاما جديدا بالخير والبركة والصحة والعافية وتطور ونماء وأمن واستقرار لما فيه مصلحة الأمة الإسلامية في جميع أصقاع المعمورة .
وبهذه الاحتفالية ومع ظروف الحياة المعيشية الصعبة ولأوضاع الراهنة التي يعيشها الوطن , شعروا اليوم  بأن العام الهجري الجديد قد دلف إلينا من خلال هؤلاء الصغار حسب تعبير الكثير من المواطنين بأن هذا الموروث والعادات لأطفال مدينة سيئون  تجعلك تحس بالروحانية ودفء دخول العام الهجري الجديد حيث جعلوا شوارع وأزقة المدينة والبيوت والمساجد تفوح فيها بالروائح الزكية ببخور اللبان وغيرها من بخور .
جعله الله عام خير وبركة وصحة وسعادة وأمن واستقرار وحياة كريمة لجميع

المسلمين اللهم آمين

LEAVE A REPLY