تقرير خاص: أبعاد الهجوم الإرهابي على ” العلم” بشبوة.. الغاية والهدف

774

المكلا (المندب نيوز) خاص – غرفة التحرير

منذُ أواخر شهر أغسطس من العام 2019م، ومليشيات الاخوان في محافظة شبوة تواصل هجماتها الإرهابية على عدد من المواقع العسكرية التابعة للتحالف العربي وقوات النخبة الشبوانية في بلحاف، تحت غطاء السلطات المحلية الموالية لتنظيم الاخوان.

إذ شهدت المحافظة بعد سيطرة مليشيات الاخوان في العام 2019م، انفلات أمني غير مسبوق وتزايدت فيها عمليات الثأر القبلي، وذلك بعد اختفت كافة تلك المظاهر أبان سيطرة قوات النخبة الشبوانية.

خلال سيطرة الاخوان رصد العديد من النشطاء والمنظمات الحقوقية، عدد كبير من الانتهاكات والاغتيالات بحسب الانتماء، والتي طالت العديد من الكوادر العسكرية والمدنية من أبناء المحافظة.

تعمل سلطة الإخوان وميلشياتها التي ينتسب كافة أفرادها إلى مناطق شمالية تقبع معظمها لسيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية، على تأجيج الوضع في المحافظة، بأفعال مستفزة ضد من يخالفها، ناهيك عن حملات التحريض الإعلامية التي تشنها أبواق الإخوان، ضد القوات الإماراتية التي تعمل ضمن التحالف العربي، لم يكتفي أعلامهم عن هذا الحد بل ضم في حملاته تلك الإساءة للمجلس الانتقالي وأبطال النخبة الشبوانية من أبناء المحافظة.

ويسعى تنظيم الاخوان من خلال عملياته العدائية في شبوة لإثبات حضوره كطرف قوي على الساحة السياسية، لتقليل الانتصار السياسي الذي حققه الانتقالي ضمن “اتفاق الرياض” برعاية السعودية منها الشق العسكري المؤكد على انسحاب ميلشيات الاخوان من المحافظة والتوجه لقتال الحوثي، وإحلال مكانها قوات النخبة الشبوانية التي كان لها بصمات مشرفة في استباب الأمن بالمحافظة وطرد عناصر الإرهاب بمساندة القوات الامارتية التي يشكل تواجدها في المحافظة خناق كبير على تلك المليشيات الارهابية.

استفزاز متواصل

يؤكد الاعتداء الأخير الذي قامت به عناصر تابعة لمليشيا الإخوان في شبوة يوم الثلاثاء 12 يناير 2021م، على معسكر “العلم” الذي تتخذ منه قيادة التحالف العربي واللواء الخامس نخبة شبوانية مقراً لها بعدد من قذائف الهاون، أن تنظيم الإخوان يتعمد تفجير الوضع العسكري في المحافظة، وهي محاولات مستميته يهدف من خلالها لإفشال حكومة المناصفة والسيطرة على ميناء بلحاف النفطي. 

كما تثبت هذه التحركات العسكرية الاستفزازية ضد قوات التحالف والنخبة الشبوانية “في العلم” أن مليشيات الاخوان تعيش حالة أرباك وتخبط كبير، بعد أن استشعرت أن الاتفاق المبرم بين المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية سيسحب البساط عنها وسيعيدها الى موقعها السابق لمواجهة المليشيات الانقلابية في مناطق الشمال، وهو الأمر الذي بات يؤرق مضجع قيادة الجماعة.

لم يقتصر استهداف مليشيات الإخوان الأخير بالهجمات المسلحة على مقر قيادة التحالف في “العلم” فحسب، بل وصل إلى أن قيادة المحافظة الاخوانية ممثلة في المحافظ “بن عديو”، خصص في نصوص خطابه الإعلامي جزاء كبير لمهاجمة تواجد التحالف في اليمن وتبجح في أغلب التصريحات بنكران الجهود الكبيرة التي قدمتها تلك الدول في سبيل تحرير البلاد من الانقلاب الحوثي والجماعات الإرهابية.

هذه الممارسات الاستفزازية وخطاب التحريض المتواصل الذي تشنه قيادة المحافظة في شبوة على التحالف وتحديدا دولة الامارات، يؤكد جليا أن هذه القيادة تغرد بعيدا عن سرب الحكومة الجديدة، وتعمل خارج الإطار المتفق علية في “الرياض”، وهو ما يؤكد أن “بن عديو” يعمل منذ ان تولى منصب المحافظ، على تنفيذ أجندات دول خارجية لزعزعة استقرار اليمن والمنطقة.

تصريحات طائشة

تعمد المحافظ الاخواني “بن عديو” مجددا في تصريح متلفز وصفه نشطاء بالطائش، وذلك باتهامه لحكومة المناصفة الجديدة بين الشمال والجنوب بالعبثية، بينما تباهى قائلاً: أن شبوة اليوم غير شبوة الأمس وأنه لن نسمح بأن تكون شبوة مثل عدن.

وتمادى “بن عديو” في تصريحه بوصف ما يحصل من حراك سياسي وتنموي في العاصمة عدن، بالعبث وأعمال اللصوصية.

صنف مراقبون هذا التصريح بغير المسؤول وإعلان واضح لتبني توجهات جماعة الاخوان الإرهابية، الرامية لعرقلة تنفيذ “اتفاق الرياض” وإفشال عملية استكمال المرحلة الثانية منه.

أفرزت طريقة إدارة المحافظة من قبل سلطة الإخوان حزمة من التساؤلات للحكومة الجديدة في ظل الخروقات والطيش السياسي الذي تمارسه السلطة، تحت حجج واهية جعلت المحافظة تعيش عزلة تماما عن بقية المحافظات المحررة.

آراء

عضو الجمعية الوطنية الجنوبية “وضاح بن عطية “قال في تغريده له على “تويتر”: ‏لم يظهر الطرف الآخر أي حسن نية لتطبيق آلية تسريع اتفاق الرياض بل العكس ففي نفس الوقت المقرر لانسحاب ألوية جاءت من مأرب وانتشار النخبة الشبوانية قاموا بمحاصرة معسكر العلم وضرب بلحاف.

 وأضاف “بن عطية”: الصميل خرج من الجنة وعلى التحالف والسعودية بالذات الوقوف بدون مداهنة مع المتمردين عن الاتفاق.

الناشط “محمد الحضرمي” وصف ما حدث في تغريده على “تويتر” في محافظة شبوه من قصف لمليشيا الاخوان على معسكر العلم التابع للتحالف والنخبة الشبوانيه، يؤكد حقيقة تمرد تلك المليشيا ورفضها لتنفيذ الشق العسكري من اتفاقية الرياض.

 وأكد “الحضرمي”: أن معسكر “العلم” ومنشأة بالحاف سيكون هدف لجماعة الاخوان في الأيام القادمة.

حاضنة

وتحتضن محافظة شبوة، في ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين أبرز معاقل تنظيم القاعدة الإرهابي وفيه يتلقى عناصر التنظيم تدريباتهم، وهو ما أثار الكثير من الشكوك حول أمكانية وجود علاقة وطيدة بين سلطة الاخوان بالمحافظة والتنظيم الإرهابي، الامر الذي جعلها ترفض عودة قوات النخبة الشبوانية وتكرر هجماتها على مواقع التحالف.

وعن ارتباط الجماعة بالإرهاب أوضح الكاتب الجنوبي “جهاد الهاجري” في مقال مطول خص به موقع وصحيفة “المندب نيوز” تحت عنوان:” الإخوان يعززون الإرهاب بميناء جديد في شبوة”، حيث قال: يحاول الإخوان جاهدين جعل وكيلهم في شبوة، محمد صالح بن عديو، أيقونة اقتصادية ولو بالقوة رغم أن الواقع يشهد بخلاف ذلك، ويؤكد أنه أداة لخدمة مصالح قيادته في حزب الإصلاح.

وبالنسبة لميناء قنا، فهو إنجاز تاريخي لكن في وسائل الإعلام فقط، أما الحقيقة فهو إنجاز إرهابي بامتياز، ولن يجني أبناء شبوة منه سوى الخراب والدمار، فيما سيقتصر خيره على قيادات الإخوان وحلفائهم من التنظيمات الإرهابية كالقاعدة والحوثيين.

ويثبت التاريخ القريب أن دهاقنة الشمال تقاسموا الثروات فيما بينهم، بما في ذلك الموانئ، حيث امتلك الفاسدون موانئهم الخاصة كميناء ميدي للأحمر وميناء المخا لعفاش، وغيرهم.

ومع انتهاء مصالحهم في الشمال اتجهوا لتخصيص موانئ الجنوب، والبداية من شبوة حيث يستعد الإرهاب الإخواني للانتعاش من جديد عبر ميناء قنا، وسنشاهد عما قريب قواطر الدعم والسلاح تصل عبره إلى حدود محافظة البيضاء، أول معاقل الحوثي في الشمال.

وحتى لا يثار موضوع الإرهاب، سيعمل الإخوان على إثارة ضجة من نوع آخر، محورها منشأة ميناء بلحاف، حيث سيكررون مطالبتهم بالحوصل عليه من أجل صرف الأنظار عن أطماعهم الفئوية في قنا.

وبهذا الإجراء فإننا مقبلون على موجة جديدة من الإرهاب، وستمتلك الجماعات الإرهابية أسلحة نوعية لم تمتلكها من قبل وسيكون الخاسر هو التحالف وأعداء الإرهاب في الجنوب.

وتبقى محافظة شبوة، أحد أبرز معاقل الإرهاب، ومنه يتم تصدريه إلى باقي المناطق، وهو ما يبرر رفض الإخوان عودة النخبة الشبوانية، ويقمعون أفرادها منذ أغسطس 2019، ويعملون على تفتيت نسيجها الاجتماعي.

LEAVE A REPLY